السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضوء القمر

14 مايو 2018 01:20
في هذه الغرفة المظلمة التي يظهر فيها شعاع من ضوء القمر يمر من خلال نافذة غير مغلقة تماماً.. وحيداً أستعيد ذكرياتي التي لا يكاد يتبقى منها شيء.. ولكن تبقى ذكرى واحدة لكي أعيش بها.. قد تدمع العين ويزداد الاشتياق والحنين.. فما زلت لسنوات أبحث عن امرأة أصبحت أراها في وجوه العابرات من النساء، ويرجع الخيال للخلف سنوات بعيدة إلى هذا اليوم.. كنت أجلس أمام مبنى هذه الكلية.. فانتبهت إلى عيون فتاة جميلة ساحرة تمشي تفتخر بأنوثتها وشبابها.. ترفع أكمام بلوزتها إلى كوع يدها.. لا تأبه للحاضرين.. ولم أنتظر قليلاً حتى شعرت بدقات قلبي كإيقاع الموسيقى وعزف الجيتار.. فأدركت أنه حب جديد.. وتوقف الزمن قليلاً واعتزلت من حولي وبقيت أنا وهي في هذه اللحظة.. وتحولت اللحظة إلى حياة وإلى عمر آخر، عيناها كانتا ساحرتين تبعثان في قلوب من يراهما الأمل والحياة والسعادة.. وكانت بالنسبة لي الصورة النهائية روحاً للمرأة التي ستظل معي لآخر العمر، ومن ذلك اليوم لمدة أربع سنوات، جعلت لي جدولاً لميعاد وصولها وانصرافها من مبنى الكلية. فكان قمة الرضا عندي أن أراها ثم أنصرف.. لا أحد يفهم أنفاسها وضحكتها ووجهها وعينيها وسحرها إلا أنا، وهناك أشياء يجب أن تبقى لكي نحيا بها.. وكم تمنيت أن أستعيد هذه اللحظة مرة أخرى، ولكن بقيت معي عمراً آخر.. تلك التخيلات العشوائية بداخل الغريب الرومانسي.. يوماً ما لن يتدخل بمزيد من خياله الضال. قضى زمناً طويلاً، ما يقارب عشر سنوات، بابتسامة أو دمعة. فمن الغريب أنه أحبها مرتين، فكانت كقهوة الصباح، يتناولها كل يوم، يرتشف غيابها بأنين موجع. وتلك الفضاءات المتساقطة من دون أمنيات.. متموجة بألوان الغيوم، حيث اللاشعور ينغمر، ويظهر قرص الشمس، يناديه ليراها، فقد كان يرى حبيبته فيه من ملكات العهد القديم.وهي كانت ترى نفسها قريبة الشبه من الملكة إيزيس يناجي القمر متسائلاً: من يحملني لأيامي؟ من يحملني لذكرياتي وأحبتي؟ عمرو أبو العطا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©