الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة “أبيك” تتعهد بمواصلة “التحفيز” الاقتصادي

قمة “أبيك” تتعهد بمواصلة “التحفيز” الاقتصادي
15 نوفمبر 2009 23:05
أنهى منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبيك) قمته في سنغافورة أمس ببيان حذفت منه إشارات وردت في مسودة سابقة حول تبني “أسعار صرف تعتمد حرية السوق” والخفض المستهدف في انبعاثات الكربون، فيما تعهد دول المنتدى بمواصلة برامج التحفيز والإنعاش لتفادي تقويض التعافي البطيء للاقتصاد العالمي للخروج من أسوأ أزمة طاحنة منذ الثلاثينيات. وقدم قادة الدول الأعضاء في المنتدى الـ21، التي تمثل 55? من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، خلال القمة الكثير من الوعود الكبيرة، بعضها يشوبه الغموض والآخر طموح ومتفائل من بينها التعهد بمواصلة نمو متوازن وشامل ومستدام. مواصلة خطط التحفيز وأكد البيان الختامي لقمة “أبيك” أن دول المجموعة، التي تضم اليابان وأميركا والصين، تتعهد بمواصلة خطط التحفيز الاقتصادي حتى يستقر التعافي الاقتصادي العالمي بشكل واضح. وبعدما حث الرئيس الأميركي باراك أوباما القادة الآسيويين على تعديل وضع اقتصاداتهم التي تعتمد على التصدير وإعادة التوازن للنمو العالمي، قال البيان “لا يمكننا العودة الى النمو كالمعتاد، بل نحتاج إلى نهج نمو جديد ونموذج جديد للتكامل الاقتصادي”. وفصل البيان ذلك بالقول “سنسعى من أجل نمو متوازن وشامل ومستدام يدعمه الابتكار واقتصاد المعرفة لضمان تعاف دائم يوفر فرص العمل وينفع شعوبنا”. ولفت القادة الـ21 وبينهم الرئيسان الأميركي باراك اوباما والصيني هو جين تاو، إلى أن “الاقتصاد العالمي هو في مرحلة الانتعاش بقيادة منطقة آسيا-المحيط الهادئ”، لكنهم اعتبروا أنه من الضروري “الإبقاء على سياسات الإنعاش حتى التوصل بشكل واضح إلى انتعاش مستدام” بحسب البيان النهائي لقمة آبيك العشرين. وقالوا ان خطط الإنعاش الضخمة المقدرة بمئات مليارات الدولارات “ساعدت على وضع أسس الانتعاش” لكن هذا الانتعاش “ليس متيناً بعد”. وقال بيان “أبيك” إن دول المنتدى ستسعى لإنهاء جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية بحلول عام 2010، وإن قادة الدول المشاركة في القمة “يرفضون كل أشكال الحماية”. وأوضح البيان “نرفض بشدة كل أشكال الحماية ونعيد التأكيد على التزامنا بانفتاح الأسواق وننأى بأنفسنا عن وضع أي قيود أمام انسياب الاستثمارات أو التجارة في السلع والخدمات”. واستبعد البيان الختامي إشارات وردت في مسودة تقر “أسعار الصرف التي تستند إلى حركة السوق” التراجع عن دعم خفض الانبعاثات وتراجع زعماء “أبيك” عن دعم الخفض العالمي لانبعاثات الغاز المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2050، رغم تعهد البرازيل بتخفيضات كبيرة لانبعاثاتها خلال العقد المقبل. وجاء في مسودة بيان زعماء منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ أن “الانبعاثات العالمية (للغازات) يجب خفضها إلى 50 في المئة دون مستويات عام 1990 بحلول عام 2050”. ولكنهم قالوا في البيان الختامي بعد ذلك “نعتقد أن الانبعاثات العالمية يجب أن تصل إلى الذروة خلال السنوات القليلة القادمة وأن تخفض بشكل كبير بحلول 2050، مع الإقرار بأن الإطار الزمني للذروة سيكون أطول في الاقتصاديات النامية”. وتضم مجموعة “أبيك” أكبر دولتين في انبعاثات الغازات -وهما الصين والولايات المتحدة- واجتماعها هو آخر تجمع كبير لصانعي القرار في العالم قبل قمة للأمم المتحدة بشأن المناخ في كوبنهاجن بعد ثلاثة أسابيع والتي تهدف إلى زيادة الجهود لمكافحة التغير المناخي. وربما يؤدي تراجع دول “أبيك” إلى إضعاف الآمال في أن يسفر اجتماع كوبنهاجن عن إطار عمل ملزم قانوناً لتجنب المستويات الخطيرة من احترار العالم، التي يقول العلماء إنها تهدد بارتفاع منسوب البحار وبحدوث المزيد من الجفاف وموجات الحر والفيضانات. والجدال بشأن الأهداف كان حجر عثرة أساسياً في مفاوضات الأمم المتحدة، وفي منتديات أخرى مثل مجموعة الثماني. وحتى الآن تلقي الدول النامية باللائمة على الدول الغنية في معظم التلوث الناجم عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتقول إن العبء يقع عليهم أولاً للقيام بتخفيضات كبيرة. ويخشى البعض ان يؤدي الالتزام بأهداف طموحة الى خنق نموهم الاقتصادي ومنعهم من اللحاق بركب الدول الأكثر ثراء. وأثنى الاتحاد الأوروبي على البرازيل لتعهدها بخفض انبعاثاتها إلى مستويات 1990 بحلول 2020، وهو ما يخفض على الأرجح الانبعاثات بنحو 20 في المئة من غازاتها المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري في 2005. وقد يضع التزام البرازيل أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية ضغوطاً على دول أخرى لتبني أهداف أكثر جرأة. وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية “قد تكون هذه خطوة حاسمة لإبرام اتفاق عالمي في كوبنهاجن في ديسمبر والنجاح في مكافحة التغير المناخي”. وأوضح وزير البيئة البرازيلي كارلوس مينك أن خفض الانبعاثات الذي يفترض نمواً اقتصادياً سنوياِ بين أربعة وستة في المئة لن يعرقل الاقتصاد البرازيلي. وأضاف “البرازيل ستزدهر وتتطور. سنوفر المزيد من الوظائف في مجال حماية البيئة والمزيد من الوظائف الفعالة ومواد أكثر نظافة في مجال الطاقة والمزيد من الزراعة الفعالة”. وأصبحت البرازيل التي تعد من بين أكثر الدول تسبباً في الانبعاثات الكربونية بسبب عمليات إزالة الغابات طرفاً أساسياً في مفاوضات المناخ بعد سنوات من رفض مثل هذه المحادثات والقول إن العبء يقع كلية على الدول الغنية لخفض الانبعاثات. لكن موقف مجموعة “أبيك” يعد أكثر أهمية لأن أعضاءها الأحد والعشرين مسؤولون عن 60 في المئة من التلوث الناجم عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقال يي شيانليانج، وهو مستشار في إدارة المعاهدة والقانون بوزارة الشؤون الخارجية الصينية، إن هدف خفض انبعاثات العالم من الغازات بنسبة 50 في المئة في مسودة بيان “أبيك” أمر “مثير جداً للجدل”. وأضاف في مؤتمر صحفي هذا “ربما يعرقل المفاوضات”، مضيفاً أن قرار تغيير الهدف (المقترح) هو قرار جماعي. وكانت كوريا الجنوبية العضو في “أبيك” أعطت محادثات الأمم المتحدة للمناخ دفعة صغيرة من خلال اختيار أصعب الأهداف التطوعية المتعلقة بانبعاثات الغازات حيث اختارت نسبة أقل من أربعة في المئة عن مستويات 2005 بحلول 2020. واتفقت الولايات المتحدة واليابان الجمعة الماضي على أنهما تهدفان إلى خفض انبعاثاتهما المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 80 في المئة بحلول 2050 ودعم الهدف العالمي خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول منتصف القرن. وكان رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوك راسموسن - الذي تستضيف بلاده قمة المناخ المقبلة - قد توجه إلى سنغافورة في زيارة مفاجئة لحضور إفطار عمل على هامش اجتماعات “أبيك”. وحث راسموسن قادة “أبيك” على الوصول لحد أدنى من إجماع الآراء حول محادثات المناخ خلال الأسابيع الثلاثة المتبقية على مؤتمر كوبنهاجن . وقال راسموسن لقادة “أبيك” إنه “حتى إذا لم نحسم النقاط الأخيرة لاتفاق ملزم قانوناً، أعتقد أن اتفاقا ملزماً سياسياً مع تعهدات محددة لتخفيض (الانبعاثات) والتمويل سيوفر أسس قوية للعمل على الفور خلال الأعوام المقبلة”. وأشار مايك فرومان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي عقب الاجتماع إلى أن هناك “إجماعا بشكل عام على تأييد” اقتراح راسموسن. وقال “كان هناك تقييم من قبل الزعماء يشير إلى انه من غير المنطقي توقع أن يتم التفاوض على اتفاق عالمي كامل ملزم قانونا خلال الفترة بين الآن وبدء اجتماعات كوبنهاجن بعد 22 يوما”
المصدر: سنغافورة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©