الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بن بلة يوارى الثرى في الجزائر تحت سماء ممطرة

بن بلة يوارى الثرى في الجزائر تحت سماء ممطرة
14 ابريل 2012
الجزائر (وكالات) - ووري أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة الثرى بعد صلاة الجمعة أمس بمربع الشهداء بمقبرة العالية شرق الجزائر العاصمة، بحضور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والرئيس التونسي منصف المرزوقي وعدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والعسكرية. وتوفي بن بلة الأربعاء في منزل العائلة في الجزائر عن 96 عاماً، وأعلنت الجزائر الحداد العام 8 أيام، وتقرر تنظيم جنازة وطنية له حضرتها وفود من تونس والمغرب وموريتانيا وقطر، والسفراء المعتمدون بالجزائر. ومثل الوفد التونسي رئيس الحكومة حمادي جبالي ورئيس الجمعية التأسيسية مصطفى بن جعفر ووزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. وحضر من المغرب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ومن موريتانيا رئيس الوزراء مولاي ولد محمد الأغدس ومن قطر نجل أمير الدولة جوعان حمد بن خليفة آل ثاني. واعتبر الرئيس التونسي أن “المغرب الكبير كما الأمة العربية فقدا أحمد بن بلة، أحد رموز العالم الثالث”. وأكد بنكيران أن أحمد بن بلة كان “أحد الرموز والشخصيات البارزة في المغرب العربي”، مضيفا “أننا نشعر وكأننا فقدنا أحد قادتنا، فنحن لم نأت لتقديم تعازينا فحسب بل لتقاسم آلام الشعب الجزائري”. ونقل جثمان بن بلة على عربة عسكرية وخلفها سيارات الوفود الرسمية من قصر الشعب بوسط العاصمة إلى مقبرة العالية. وفي المقبرة سار المشيعون يتقدمهم الرئيسان بوتفليقة والمرزوقي خلف نعش حمله ضباط من الجيش ليوارى جثمان الفقيد الثرى في مربع الشهداء. ولم تشهد المقبرة حضورا كبيرا للجماهير، فكان أغلب الحضور من الشخصيات الرسمية. وجعل قبر بن بلة في الجهة المقابلة لقبري الرئيسين الراحلين هواري بومدين ومحمد بوضياف. الأول قائد الانقلاب على بن بلة في 1965 الذي توفي في 1978 والثاني اختار المنفى بعد خلافه مع بن بلة مباشرة بعد الاستقلال. وفي الكلمة التأبينية قال وزير قدامى المحاربين”لقد شاء القدر أن يغادرنا الرئيس بن بلة والجزائر تتأهب للاحتفال بالذكرى الـ50 لاستقلالها”. وتابع “هذا الاستقلال الذي شارك الراحل بن بلة في استعادته ولذلك سيبقى الراحل المناضل الرمز والقائد المحنك”. وكان بوتفليقة أحد قادة الانقلاب على بن بلة أعاد الدفء إلى علاقته مع الراحل منذ عودته إلى السلطة في 1999. وأبدى بوتفليقة اهتماما شخصيا بكل تفاصيل الجنازة. فقد حضر لتعزية عائلته في بيته وانتقل لإلقاء النطرة الأخيرة عليه في قصر الشعب كما رافقه إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية. كما كان بوتفليقة وراء تعيين بن بلة سنة 2007 رئيسا للجنة الحكماء الأفارقة المفوضة تفادي مشاكل القارة السمراء. وحرص التلفزيون الرسمي على عدم الخوض في الأيام العصيبة التي قضاها بن بلة في السجن. وعانى بن بلة في السجن طيلة حكم بومدين (1963-1978) وبعد أن أطلق الرئيس شاذلي بن جديد سراحه بقي مهمشا، حتى أن دوره في حرب تحرير الجزائر أغفل في التاريخ الرسمي. وقال محمد بن الحاج كاتب سيرته الذاتية أن “بن بلة لم يتوقع أن يتعرض للخيانة من قبل بومدين”. وأضاف أن “بن بلة أودع السجن في ظروف قاسية، خصوصا بين عامي 1965 و1969. ومنع حراسه من التحدث إليه وكان يتلو القرآن بصوت عال ليستمع إلى صوته”. وتابع “كانت الغاية من ذلك دفعه إلى الانتحار”. ولد الرئيس بن بلة في 25 ديسمبر 1916 بمدينة مغنية (غرب) من عائلة مزارعين من أصل مغربي وواصل تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان وأدى الخدمة العسكرية سنة 1937. وتدهورت حالة بن بلة الصحية في الأشهر الأخيرة، وأدخل مرتين لمستشفى عين النعجة العسكري منذ أكثر من شهر، بسبب مضاعفات صحية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©