الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسكو تعرقل تسريع نشر المراقبين الدوليين في سوريا

موسكو تعرقل تسريع نشر المراقبين الدوليين في سوريا
14 ابريل 2012
عواصم (وكالات) - انتقد مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمس، مشروع قرار في مجلس الأمن صاغته الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، يجيز إرسال فريق متقدم من المراقبين الدوليين لمراقبة وقف إطلاق النار الهش في سوريا، مشيراً إلى أن الأمر قد يستغرق وقتاً للاتفاق على النص، في وقت تبذل فيه جهود دولية لتسريع نشر طلائع المراقبين في مسعى لدعم الهدنة التي تتعرض لخروقات تهددها بالانهيار. يجيء هذا بعد أن أعلن المتحدث باسم كوفي عنان المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا صباح أمس، أن مجلس الأمن سيصوت على إيفاد فريق طليعي من 10 أو 12 مراقباً لسوريا خلال أيام لمراقبة وقف إطلاق النار، مشيراً إلى “التزام نسبي” بوقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة. كما أكد أحمد فوزي المتحدث باسم عنان أن الأخير دعا إلى ضمان “وصول” مساعدات إنسانية إلى أكثر من مليون شخص في سوريا هم بحاجة إليها، مشدداً على أن “وصول المساعدات الإنسانية” أمر ضروري. وفي رد على سؤال بشأن خطة نشر المراقبين، تعهدت بكين بمواصلة المشاركة في مناقشات مجلس الأمن لحل المسألة السورية بطريقة بناءة، قائلة على لسان الناطق باسم الخارجية ليو ويمين “تؤيد الصين أي جهود تساعد علي وقف العنف وتشجيع الحوار السياسي في سوريا”. وفيما جددت وزارة الخارجية الأميركية دعوتها أمس للحكومة السورية بتنفيذ خطة السلام التي طرحها عنان بالكامل والتقيد بوقف النار الذي وصفته بأنه “هش”. جدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس قوله، إنه لا يعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد صادق في إعلان وقف إطلاق النار، وإنه ينبغي نشر مراقبين دوليين لمراقبة الوضع في البلاد، قائلاً في مقابلة مع قناة “إي. تيليه” التلفزيونية “لا أعتقد أن الأسد صادق.. لا أؤمن للأسف بوقف إطلاق النار هذا”، ودعا إلى إقامة ممرات إنسانية لمساعدة سوريين على الفرار من “مذابح”. وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، إن روسيا حليفة سوريا تؤيد جهود السلام التي يقوم بها عنان، لكنها تعمل جاهدة على حماية دمشق مما تخشى أن يكون حملة غربية “لتغيير النظام” على الطريقة الليبية. ويتضمن أحدث مشروع حصلت عليه “رويترز” عبارات لا تروق لروسيا. يأتي مشروع القرار استجابة لطلب عنان بأن يتحرك المجلس بسرعة لإرسال أول دفعة من أعضاء بعثة سيبلغ قوامها في نهاية الأمر 250 مراقباً لمراقبة وقف إطلاق النار الهش في البلاد. وقال تشوركين عن النص الأميركي قبل الدخول إلى جلسة في مجلس الأمن بشأن كوريا الشمالية “نعتقد للأسف أنه قد يكون هناك سوء تفاهم من نوع ما”. وأضاف قائلاً “بالتأكيد شكل المشروع الذي نراه.. يتطلب الكثير من العمل ولا يتوافق مع تفاهمنا الأصلي بشأن القيام بشيء سريع الجمعة لنشر بعض الأشخاص على الأرض.. عدد محدود من الناس”. وأضاف قوله “يحدوني الأمل في القيام بذلك اليوم.. من الممكن أن يضطر المجلس للعمل خلال اليومين القادمين. وفي وقت لاحق، قالت بعثات بريطانيا وفرنسا وألمانيا لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن يعتزم التصويت ليل الجمعة على مشروع قرار نشر مجموعة مراقبين غير مسلحين في سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار الهش. وأعدت المشروع الذي حصلت “رويترز” على نسخة منه أميركا ودعمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال والمغرب. ويأتي القرار المرتقب استجابة لمطالبة عنان للمجلس بالتحرك سريعاً لإقرار نشر فريق مقدمة من المراقبين يتألف من نحو 30 عنصراً على أن يتم إرسال العدد المستهدف، وهو 250 مراقباً، للسهر على وقف إطلاق النار المهدد بالانهيار. وصرح دبلوماسي مشارك في المفاوضات أن روسيا، “تفاوض على كل عبارة” في مسودة القرار. وقال تشوركين، إن روسيا كانت ترغب في قرار موجز “لوضع بعض المراقبين على الأرض”. إلا أن الولايات المتحدة والقوى الغربية تريد ضمانات أمنية معينة من الحكومة السورية وفرض شروط عليها وتحذيرها من احتمال اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا لم يف الأسد بالتعهدات التي قطعها لعنان. وأوضح تشوركين أن بريطانيا كانت اقترحت في البداية “قراراً قصيراً جداً” للبدء في عملية إرسال المراقبين، فيما يعمل مجلس الأمن على تحديد الصلاحيات الكاملة لبعثة المراقبة. وقال تشوركين للصحفيين “بعد ذلك عندما تسلمنا المسودة، كانت عبارة عن وصف مفصل لصلاحيات البعثة. وفي الحقيقة إذا نظرنا إلى المسودة، لا أعرف ما يمكن أن نضيف عليها لتكون وثيقة صلاحيات كاملة”. وأضاف “نحتاج إلى إجراء مناقشات. وبكل تأكيد أن المسودة كما تسلمناها تحتاج إلى الكثير من العمل..فهي لا تتماشى مع فهمنا الأصلي بأننا سنفعل شيئاً سريعاً من أجل إرسال بعض الأشخاص إلى الميدان”. وذكر دبلوماسي غربي مشارك في المحادثات أنه “من الواضح أن الفريق الطليعي هذا يجب أن يذهب إلى سوريا ومعه نفس صلاحيات بعثة المراقبة الكاملة. لا يمكن أن نقبل بأن يذهب وفقاً لقواعد اضعف”. وأضاف “لا يمكن أن نصدر قراراً لا يتضمن إدانة لانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا”. وأقر الدبلوماسي نفسه بأن التقدم الحاصل بطيء، إلا أنه أضاف “لا يرغب أي بلد في المخاطرة بأن يكون مسؤولاً عن عدم إرسال الفريق” إلى سوريا. ووفقا لمشروع القرار، يتم نشر فريق المقدمة على أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تفاصيل تشكيل البعثة بعد غد الاثنين، على أن يقدم أيضاً تقريراً حول وضع وقف إطلاق النار في 19 أبريل الجاري. ويدعو مشروع القرار الأطراف السورية إلى “ضمان أمن البعثة والأفراد الآخرين التابعين للأمم المتحدة دون الإخلال بحرية التنقل والدخول”. ويذكر مشروع القرار دمشق بأنها وافقت على إنهاء تحركات القوات باتجاه المناطق الآهلة ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في تلك المناطق والبدء بسحب التعزيزات العسكرية من التجمعات السكانية ومحيطها. كما يطالب بسحب “جميع القوات الحكومية السورية والأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية إلى ثكناتها لتسهيل وقف مستدام للعنف”. وحول الوضع الأمني على الأرض في سوريا قال فوزي “إن عنان يدرك أن الوضع ليس مثالياً في الوقت الحاضر”، مشيراً خصوصاً إلى وجود “معتقلين لا بد من إطلاق سراحهم”. وأوضح أن “البعثة الكاملة ستضم 250 مراقباً” وأنهم يمكن أن يكونوا من القوات الموجودة بالفعل في المنطقة ومن ثم يمكن نشرهم “سريعاً” لأنهم جاهزون. وأكد أيضاً أن هذه القوات ستكون من جنسيات ترضى عنها السلطات السورية أي من آسيا أو أميركا اللاتينية أو أفريقيا. من جهة ثانية، أعلن فوزي أن السلطات السورية أبلغت عنان إعطاء 53 تأشيرة دخول لصحفيين و21 تأشيرة دخول لممثلي منظمات. وتطالب النقطة الخامسة من خطة عنان دمشق بضمان حرية الحركة للصحفيين داخل الأراضي السورية وتسهيل حصولهم على تأشيرات دخول من دون تمييز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©