عمان، أنقرة (وكالات) - قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أمس، إن على العالم أن يدرك أن الوضع «أصبح خطيراً جداً» لجهة التبعات والعبء الذي تتحمله المملكة جراء تدفق مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى أراضيها، مؤكداً عدم كفاية المساعدات، في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الفارين السوريين والأردنيين الذين يشتكون من ارتفاع الأسعار، خاصة في المواد الاستهلاكية والإيجارات. من جهتها، أعلنت كارول باتشيلور ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تركيا، أنه من المتوقع أن يصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا بنهاية 2013، إلى مليون لاجئ، مشيرة إلى عدم جاهزية المجتمع الدولي للتعامل مع الزيادة الكبيرة المحتملة في عدد اللاجئين في الدول المجاورة.
وأعلن جودة في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء الأردنية إثر قيامه بجولة ليلية على الحدود الأردنية السورية برفقة أعضاء لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب الأردني، أن «العالم يجب أن يدرك أن الوضع أصبح خطيراً جداً من حيث الأثر والعبء الذي يتحمله الأردن..في استقبال هذه الأعداد التي تأتي يومياً بالآلاف هرباً من واقع مؤلم وعنف ودمار وقتل مستمر». وأضاف «الأردن يتحمل هذا العبء نيابة عن العالم حيث دخل إليه أكثر من 485 ألف مواطن سوري منذ مارس 2011 وهو يوفر لهم كل ما يحتاجونه من رعاية طبية، خاصة أن بينهم جرحى وأطفال ومسنين». وناشد جودة العالم بأن يشارك الأردن في تحمل هذا العبء الإنساني». وأوضح «نحن على اتصال مع كثير من الدول والمنظمات الدولية مبينين لهم حجم هذا العبء.. وأن المساعدات غير كافية إذ إن الأعداد تتزايد والقطاعات الحيوية في الأردن تتأثر مثل الطاقة والمياه والتعليم والصحة».
من جهته، أكد قائد حرس الحدود الأردني العميد الركن حسين راشد الزيود أن «عدد الجرحى والمصابين السوريين الذين تعاملت معهم القوات المسلحة الأردنية بلغ حوالي 4 آلاف»، مشيراً إلى أن استقبال اللاجئين يجري «ليلًا نهاراً». وأكد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أن «قوات حرس الحدود استقبلت خلال الـ72 ساعة الماضية 5434 لاجئاً سورياً بينهم 35 مصاباً».
في الأثناء، أكد سكان أردنيون ولاجئون سوريون وقوع العديد من الحوادث مثل الحاق الضرر بسيارات، وإقدام أردنيين على نصب خيام شبيهة بمخيم للاجئين في المفرق في إشارة إلى عدم تمكنهم من استئجار منازل بسبب ارتفاع الإيجارات، مما يدل على أن التوترات بين الجانب تعتمل في النفوس في ظل تذمر أردنيين الغلاء والتنافس على الوظائف. إلى ذلك، قالت باتشيلور في تصريحات لمراسل الأناضول، إن عدد اللاجئين السوريين يزداد بشكل أسرع من المتوقع، حيث كان ينتظر وصول عدد اللاجئين في دول الجوار إلى 1.1 مليون لاجئ بحلول يونيو المقبل، في حين أن عددهم تجاوز هذا الرقم مطلع أبريل الحالي. وتقول تقديرات إن عدد اللاجئين في لبنان وحدها بلغ مليون لاجئ.
عدد اليوم
