الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بكاء الطفل في يومه الدراسي الأول ·· خوف من المجهول

4 سبتمبر 2008 02:05
يستقبل الأطفال عامهم الدراسي الأول بعداء مختلط بالخوف من وحشة المكان وغربته، تختلف درجته تبعا لوعي الوالدين بالتأليف بين الطفل وحياته الجديدة، ومقدرتهما على تقريبه عاطفيا من بيته الثاني· ويرتفع صراخ الأطفال ونحيبهم ساعة اقترابهم من المدرسة في الأيام الأولى لبدء العام الدراسي، ويتبع بعضهم حيلا وذرائع مرضية لعدم الذهاب إلى المدرسة، مما يسلط الضوء على قدرة الأهالي والإدارات المدرسية على استيعاب مخاوف الصغار والتعامل معها· وأكد مدير تعليمية العين سالم الكثيري أهمية استقبال المدارس ورياض الأطفال للطلبة الجدد، ومراعاة انتقالهم من جو أسري حميم إلى جو دراسي غريب عليهم، مركزا على أهمية ترغيبهم بالدراسة من خلال ابتكار أساليب جديدة لاستقطاب هؤلاء الأطفال لدفعهم لحب المدرسة· وخلال جولة شملت عددا من المدارس، أبدى الكثيري ارتياحه لأداء إدارات المدارس في تهيئة الجو التربوي المناسب لبدء العام الدراسي، والسماح ببقاء بعض أولياء الأمور مع أبنائهم في اليوم الدراسي الأول· ويتمسك أحد الأطفال بوالدته رافضا الانفصال عنها، ليجبرها على البقاء معه في الروضة حتى نهاية اليوم الدراسي، وقد يسمح للطفل بنصف دوام في الأيام الأولى إلى أن يألف المكان وسط أقرانه، مع الحرص على تقديم إغراءات له مثل الأفلام الكرتونية وتقديم الحلويات والعصائر· تقول عائشة سليم، وهي مساعدة مديرة إحدى رياض الأطفال، إن الروضة تتبع كل الإجراءات لضمان أن لا يكره الطفل المدرسة، وتتابع إن ''تغيير المكان بالنسبة للكبير يمثل مشكلة، فما بالك بالصغير؟''· وتفسر المتخصصة النفسية في ''تعليمية'' العين خولة النيادي ردة فعل الأطفال بأن ''تعلق الطفل بأمه ومحيطه يكون أكبر في مرحلة الطفولة، وانتقاله إلى بيئات أوسع دون تهيئة بمثابة صدمة بالنسبة له· فهي تنزعه من الارتباط العاطفي والبيئة التي اعتاد عليها في المنزل إلى جو جديد وعالم آخر يرفضه''· ولردة الفعل هذه خصوصية في الإمارات، بحسب النيادي ''فالأهل يرافقون الطفل دائما ولا يتركونه بمفرده، إلا بوجود مرافق سواء الخادمة أو أي شخص آخر، وهذا ما يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان إذا ما ترك وحده''· وتضيف أنه بمجرد انتقال الطفل من حضن الأسرة إلى المدرسة أو رياض الأطفال، فإنه ''يصطدم بتغير الوجوه والمكان، إضافة إلى زيادة المنافسين له من أقرانه، فيبدأ الشعور بالغربة وعدم الأمان عند الطفل الذي يعبر عن ذلك بالبكاء أو بالتعلق بولي أمره ورفض الذهاب إلى المدرسة، بعكس الطفل الذي سبقت تهيئته لمثل هذا اليوم''· وتقترح النيادي أن يرافق الطفل ولي أمره عند التسجيل في المدرسة، وأن يتجول معه في مرافقها ويتابع النشاطات الموجودة، ''لكسر حاجز الخوف واعتياد المكان''، داعية إلى أن تبادر المدارس ورياض الأطفال إلى تخصيـص يــوم للطلبـــة الجدد نهاية العام الدراسي، أول تنظيم احتفال في اليوم الأول للدراسة لإيجاد مساحة من المتعة للأطفال الجدد، تساعدهم في الاعتياد على أجواء المدرسة· وتقـــول شـــيخة علــي، وهــي ربـــة منـــزل لديهـــا ثلاثــــة أبنـــاء، إن ابنهــــا الأوســــط مستعد للدراسة في رياض الأطفال، بعد أن مهدت له بالحديث عن المدرسة ومميزاتها، مؤكدة أنها استفادت من تجربتها ''الصعبة'' مع ابنها الأكبر في الذهاب للمدرسة، حيث كان ''دائم البكاء وشديد العناد مع المعلمات، إلى أن أحب المدرسة وتعود عليها''·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©