الشناصي تتوقع استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية عربياً العام القادم

توقعت الدكتورة مريم الشناصي مستشارة وزير البيئة والمياه، استمرار الارتفاع في أسعار المواد الغذائية خلال العام الحالي والمقبل، لافتة الى أن متوسط الرقم القياسي لأسعار السلع ارتفع بنحو 8,8% في عام ،2006 و17,5% العام الماضي· وقالت الدكتورة مريم في ورقة عمل علمية قدمتها في المؤتمر الدولي للصناعات الغذائية والأمن الغذائي الذي أقيم في عمان مؤخراً إن الرقم القياسي للأسعار وصل إلى 132,2% للقمح، 134% للأرز، و173,7% للألبان والزيوت النباتية ونحو 142,2% للسكر· ودعا المشاركون في المؤتمر الذي قامت على تنظيمه جامعة الدول العربية، الى إنشاء شركتين عربيتين قابضتين الأولى تعنى بالإنتاج النباتي والثانية بإقامة المجمعات الزراعية الصناعية العلمية التقنية لقطاع الثروة الحيوانية بفروعها· وأشارت الى أن وصول أسعار المواد الغذائية الى هذا المستوى، أثر بشكل سلبي على الظروف الحياتية لسكان الوطن العربي وتسبب في معاناة فئات عديدة من المجتمعات العربية في سبيل الحصول على الكميات الكافية من المواد الغذائية· وتطرقت الورقة إلى أن أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الوطن العربي ''ستستمر'' طالما هناك حالة إسراف في استهلاك المواد الغذائية، وطالبت الشناصي بتنظيم حملات إرشادية في الوطن العربي للتقليل من الهدر في المواد الغذائية، لافتة الى أن مسألة ضعف الجودة تساهم ايضاً في تعميق الأزمة حيث يصل الفاقد في الخبز نتيجة ضعف الجودة إلى حوالي 30% من وزنه· وقالت الدكتورة مريم إن المؤتمرين دعوا الى الاستثمار في الأراضي الصحراوية والقاحلة والاستفادة من التقنيات الحيوية في زيادة خصوبة التربة الصحراوية في سبيل تعزيز الأمن الغذائي بالمناطق التي تتميز بندرة المياه وقلة العناصر الغذائية في مكونات التربة· وقالت الدكتورة الشناصي إن المناطق الصحراوية يمكن الاستثمار فيها بما يتلاءم مع معطيات الأرض، وتوفير الغذاء بالتكيف مع الظروف الصحراوية، مشيرة الى أن مجالات الاستثمار في هذا الصدد تتركز بالاستفادة من النباتات الرعوية في دولة الإمارات خصوصاً تلك المهددة بالانقراض، أو التي تكون في حالة تدهور، خصوصاً أن بيئة الإمارات تكثر فيها النباتات الطبية على النباتات الرعوية، بسبب الرعي الجائر في العديد من مناطق الدولة· وأشارت الورقة إلى التأثير السيئ للزحف العمراني على النباتات الرعوية والتي من أهمها الثمام والحلف واللبيد والنصي، لافتة الى أن هناك مؤشرات علمية على أنها من النباتات المستساغة للثروة الحيوانية، وهي تعمل على زيادة إنتاجية الحليب وتحسين معدلات زيادة الوزن الحي، وتساهم مجتمعة في سد جزء من الفجوة الغذائية فيما يتعلق بوفرة الأعلاف بالدولة· وتمنى المشاركون في ختام مؤتمرهم الذي استمر ثلاثة أيام على مؤتمر القمة العربية الاقتصادية المقبل الذي سيقام في الكويت، توفير الدعمين المعنوي والمادي للاتحاد العربي للصناعات الغذائية، لإجراء دراسات الجدوى الاقتصادية لإقامة الشركتين القابضتين وتحديد طبيعة المشروعات المقترحة وأماكن توطينها في الدول العربية· وتوقع التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية (فاو) في الحادي عشر من الشهر الجاري ارتفاع الأسعار بنسبة 74% في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض بإفريقيا· وعدد التقرير الدول التي حدثت فيها أكبر ارتفاعات بأسعار الأغذية· وأضاف أن فاتورة واردات الحبوب لدى أفقر بلدان العالم ستزيد 56% للفترة 2007- ،2008 وهو ثاني ارتفاعٍ على التوالي عقب زيادة نسبتها 37% بالفترة 2006- ·2007 ففي نهاية مارس الماضي تضاعفت أسعار القمح والأرز عما كانت عليه قبل سنة، في حين أن أسعار الذرة سجلت زيادة بمقدار الثلث· وقال رئيس دائرة النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر لدى المنظمة هنري جوسيراند إن تضخم أسعار المواد الغذائية أحدث أشد الضرر بالفقراء لاسيما وأن حصة الغذاء من مجمل مصروفاتهم أعلى من نصيب الأغنياء· واستناداً للمنظمة، تراجعت مخزونات العالم من الحبوب بالفترة 2007- 2008 لأدنى مستوى منذ 25 عاماً أي إلى 405 ملايين طن، وهو أقل بـ21 مليون طن أي 5% عن مستوياتها المتراجعة أصلاً للسنة الماضية·