شيعت تركيا أمس 11 من جنودها قتلوا في هجمات للمتمردين الأكراد، فيما سقط الجندي الثاني عشر في هجوم جديد استهدف ثكنة عسكرية قرب بالو شرق تركيا. وتوعد رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان بعدم ترك بلاده تنجر إلى “دوامة من العنف”، بينما دعا الرئيس التركي عبدالله جول إلى اجتماع المسؤولين العسكريين والمدنيين اليوم لمناقشة الوضع، بعد توغل قوات تركية عشرة كيلومترات داخل العراق ووصولها تخوم أربيل.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن جنديا تركيا قتل وأصيب آخر بجروح فجر أمس في هجوم لمتمردي حزب العمال الكردستاني، استهدف ثكنتهما قرب بالو شرق تركيا، مما يرفع إلى 12 حصيلة الجنود الذين قتلهم المتمردون في غضون يومين.
ونظمت مراسم تأبينية أمس في مدينة فان شرق تركيا التي انطلق منها الجنود الذين قتلوا في الهجوم على مركزهم جنوبا. ووصل أردوجان برفقة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين العسكريين بينهم قائد القوات المسلحة إيلكر باسبوج وقادة آخرون إضافة إلى سفراء دول الاتحاد الأوروبي، إلى المدينة لوداع الجنود.
ووضعت نعوش الجنود القتلى جنبا إلى جنب على مدرج المطار وغطيت بالعلم التركي بحسب الصور التي بثتها محطات التلفزة. وقال أردوجان “لن نغرق في دوامة من العنف”، وأضاف محذرا “لن نسقط في الانهزامية، سنقاتل حتى النهاية” حزب العمال الكردستاني. وهدد قائلا إن المتمردين الأكراد “سيغرقون في دمائهم”.
وشدد أردوجان “رغم أنها شعلة تحترق فإننا سندفن حزننا في قلوبنا وسنحبس دموعنا، اليوم لن نجعل الخونة يهنأون”. وأضاف “سيتوارون في ظلامهم، سيغرقون في دمائهم، لم نسقط قط في التخويف ولن نسقط، لم نفقد الأمل قط ولن نفعل، لم نستسلم لانتشار العنف ولن يكون ذلك في المستقبل”. وألمح إلى مشروع “الانفتاح الكردي” الحكومي الذي يستهدف منح مزيد من الحقوق لهذه الأقلية، ووعد بـ”ترسيخ الأخوة والوحدة” الوطنية.
من جهته طالب زعيم القوميين دولت بهجلي بفرض حالة الطوارئ في جنوب شرق تركيا التي رفعها حزب أردوغان في 2002. وتجمع حوالي ألف شخص أمس في إحدى ساحات وسط اسطنبول، مرددين هتافات تطالب بـ”الثأر” وشنق زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة منذ 1999.
من جهة أخرى قال مصدر أمني في إقليم كردستان في وقت لاحق إن “قوة تركية توغلت بعمق عشرة كيلومترات مساء السبت في شمال العراق في منطقة شمرشة التابعة لمنطقة سيده كان بمحافظة أربيل”. وقال هذا المسؤول إن أربعة أشخاص قتلوا أثناء هذا التوغل في جبال قنديل، حيث توجد قواعد حزب العمال الكردستاني.
وهي المرة الثانية في خمسة أيام يعبر فيها الجنود الأتراك الحدود مع العراق. وكان الجيش التركي دخل الأربعاء محافظة دهوك في أول عملية برية في المنطقة منذ سنتين.
وكان المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني أحمد دنيز هدد السبت بشن هجمات في كل مدن تركيا إن واصل الجيش سياسة المواجهة العسكرية. وقال “قمنا خلال الفترة المنصرمة بتوزيع عناصرنا على جميع المناطق التركية وهم موجودون هناك حاليا وإذا واصلت أنقرة الهجمات ضدنا فسوف نعمم نشاطاتنا العسكرية في جميع المدن التركية لأننا مضطرون إلى الدفاع عن أنفسنا”.
عدد اليوم
