الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كبرى شركات السلع الغذائية العالمية تبدأ الاستثمار في مشروعات الأراضي الزراعية

كبرى شركات السلع الغذائية العالمية تبدأ الاستثمار في مشروعات الأراضي الزراعية
15 نوفمبر 2009 23:18
تنشغل شركات غذاء عالمية حالياً بالبحث عن حلول لتتجنب تكرار ما حدث العام الماضي من نقص الأغذية وبلوغها أسعاراً قياسية في خطوة تسبق في كثير من الحالات مبادرات حكومية. ويقول بيل ليشر أحد المسؤولين في مجموعة “جلوبال هارفيست اينيشياتيف” التي تضم عددا من كبريات الشركات الزراعية العالمية، منها ارتشر دانيال ميدلندز وديبون وجون ديراند مونسانتو “أزمة الغذاء العام الماضي كانت بمثابة نداء تنبيهي وأعضاؤنا يريدون تجنب تكرارها”. يذكر أن شركات المواد الغذائية فوجئت دون سابق إنذار في أوائل عام 2008 بتزايد غير متوقع في أسعار السلع الغذائية كالقمح والحليب والكاكاو بعد نحو 20 سنة من الاستقرار، ورغم أن الأزمة قد خفت حدتها لاتزال الأسعار مرتفعة متجاوزة حدود إمكانات الشركات المعقولة حسب مسؤولين. ونتيجة لذلك تقوم شركات منها “نستله” و”بيبسي كولا” و”يونيليفر “بإعادة النظر في استراتيجياتها، كما تقدمت أكبر شركات تجارة السلع الغذائية في العام ارتشر دنيال ميدلندز وبونج وكارجيل ولويس دريفوس بمبادرات في هذا الشأن. وبدأت بعض الشركات في إنفاق عشرات الملايين من الدولارات سنوياً لتستثمر في الزراعة المستدامة في دول نامية ضماناً لمعروض إمدادات طويل الأجل بأسعار منخفضة، وهي منشغلة حالياً في بناء المزيد من مصانع المعالجة ومرافق التخزين لتفي بالطلب المتزايد من آسيا، كما تزايد عدد الشركات التي تستثمر للمرة الأولى وبشكل مباشر في مشاريع الأراضي الزراعية والري. وفي خطوة جديدة، فرضت بعض الشركات التجارية الزراعية رسوماً على أسعار السلع كالقهوة والكاكاو وتوظيف إيرادات تلك الرسوم الإضافية في الاستثمار في عمليات زراعية دعماً لتأمين إمدادات طويلة الأجل. كذلك هناك شركات أغذية اتخذت عدداً من الإجراءات الأخف منها إطلاق مراجعات داخلية لاستدامة سلسلة إمدادها طويلة الأجل أو عقد مناقشات عمومية عن مستقبل الغذاء. ومع ذلك يتفق مسؤولو الأغذية على أنه لم يعد في الإمكان العودة بالأنشطة الزراعية والتجارية كعهدها السابق. ويقول جيف لين أحد شركاء الاستدامة في مكتب “بي دبليو سي” الاستشاري إن الشركات الكبرى في الماضي كانت متقلبة من حيث ارتباطها بالإمدادات المعروضة بالنظر إلى أن الأغذية كانت تشكل سوقاً متداولة أما اليوم فإن جميع البيانات تشير إلى اتجاه واحد هو ندرة الغذاء. وتعتزم منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة دعوة مجموعة من أكبر شركات الأغذية في العالم إلى ميلان في إيطاليا من أجل حضور منتدى القطاع الخاص قبل القمة العالمية المقرر عقدها اليوم (الاثنين) عن الأمن الغذائي، وهو ما يعد أكبر ملتقى ينظم للقطاع الخاص من قبل منظمة الأغذية والزراعة ما يشير إلى اتفاق جديد يجمع عليه مسؤولو الأغذية في دول العالم والمنظمة على لزوم استقاء أفكار من القطاع الخاص. ذلك ان جميع مبادرات الشركات في أوروبا والولايات المتحدة تسعى جاهدة إلى استمرار حزم الدعم الزراعي رغم أن العديد من المحللين يتهم حزم الدعم هذه بمفاقمة الأزمة الغذائية. وتقدر منظمة الأغذية والزراعة ان العالم سيحتاج حتى 2050 إلى زيادة الاستثمارات الزراعية بمبلغ 83 مليار دولار (56 مليار يورو) في السنة بنسبة زيادة 50 في المئة عن متوسط العقد الماضي من أجل إطعام أعداد متزايدة من البشر، وسيأتي معظم التمويل من القطاع الخاص ابتداء من صغار المزارعين وانتهاء بكبريات الشركات الزراعية. وتعتبر “نستله” مثالاً بارزاً لشركة غذائية تتبع تلك المبادرات الجديدة، فهذه الشركة السويسرية تعزم على استثمار أكثر من 100 مليون دولار خلال العقد المقبل في تزويد مزارعين في كوت ديفوار وغانا اللتين تشكلان معاً 60 في المئة من إنتاج العالم من الكاكاو بملايين الشجيرات المقاومة للآفات من أجل تعزيز الإنتاج ومن ثم زيادة المعروض من سلعة الكاكاو. وتأتي مبادرة “نستله” الرامية إلى التغلب على مشكلة زيادة الطلب عن المعروض في صناعة الكاكاو بعد أن سجل سعر الكاكاو هذا العام أعلى سعر خلال فترة 30 عاماً وبعد تعرض سوق الكاكاو لأقصى نقص منذ أواخر ستينات القرن الماضي. عن “فايننشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©