الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قطر تتلاعب بالألفاظ لتبرير الاستمرار بدعم الإرهاب والتطرف

14 مايو 2018 01:37
دينا محمود (لندن) «المسؤولون القطريون يتلاعبون بتعريف الإرهاب»، خلاصةٌ استهل بها الكاتب الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي جون روزماندو مقالاً نشرته صحيفة «ألجامينار»، وتناولت فيه الأكاذيب والألاعيب التي يلجأ إليها «نظام الحمدين»، للتنصل من دعمه المستمر للتنظيمات الإرهابية، وإيوائه لدعاة التطرف والكراهية في منطقة الشرق الأوسط. وأشار روزماندو المتخصص في تغطية شؤون الجماعات المتشددة، إلى أن قطر شكلت «مؤيداً قوياً» لجماعة الإخوان الإرهابية على مدار عقودٍ طويلة، خاصةً منذ حدوث ما يُطلق عليه اسم «الربيع العربي» (في إشارةٍ إلى الاضطرابات التي اجتاحت الدول العربية اعتباراً من عام 2011، وبدأت من تونس). وشدد على أن هذا الدعم أدى إلى «عزل» النظام القطري عن جيرانه، كما اعتبر أن ذلك قاد أيضاً إلى أن تتخذ الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قرارها في الخامس من يونيو من العام الماضي فرض إجراءاتٍ صارمة بحق الدوحة، شملت قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية. واستعرض روزماندو جانباً من التدابير التي اتخذتها الدول الأربع في هذا السياق كذلك، على غرار إصدار قائمة تضم 59 شخصاً على صلة بالأنشطة الإرهابية، جنباً إلى جنب مع 12 مجموعة ضالعة في تلك الأنشطة أيضاً. وأكد في إشارةٍ إلى المصداقية التي تحظى بها هذه القائمة، أن العديد من الأشخاص المُدرجين عليها، مُصنفون إرهابيين أيضاً من جانب الإدارة الأميركية والأمم المتحدة. كما أبرز الكاتب ما أكده مسؤولو «الرباعي» من أن المقاطعة المفروضة على «نظام الحمدين» ستتواصل لحين اتخاذ هذا النظام إجراءاتٍ فعلية على صعيد محاربة الإرهاب. وأكد أن وقف الدعم القطري لـ»الإخوان» يشكل أحد أهم المطالب المطروحة على نظام تميم بن حمد، لإنهاء العزلة التي يعاني منها في الوقت الحاضر. وأشار روزماندو إلى التناقضات الجسيمة التي تشوب سياسات حكام الدوحة، ومن بينها مثلاً استحداثهم منصباً يُطلق عليه اسم «المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات»، وهو المنصب المُسند حالياً إلى دبلوماسي قطري يُدعى مطلق القحطاني. وسخر المقال من تصريحاتٍ أدلى بها القحطاني - أمام مجموعة بحثية أميركية تُطلق على نفسها اسم «مشروع البحث الخاص بالإرهاب»، وزعم فيها أن بلاده «لم ولن تدعم الإرهاب بأي صورة من الصور»، في تجاهلٍ واضح لكل الأدلة الدامغة التي تثبت وجود هذا الدعم، وآخرها ما نشرته صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية بشأن مطالباتٍ وجهتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدوحة، بوقف دعمها لميليشياتٍ إرهابية موالية لإيران، بعد الكشف عن رسائل إلكترونية تؤكد العلاقات الوطيدة التي تربط بين المسؤولين القطريين وشخصياتٍ مثل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني. وأشار المقال إلى المبررات المضحكة التي قدمها الدبلوماسي القطري للنأي بـ «نظام الحمدين»، عن مستنقع دعم الإرهابيين الذي يغرق فيه حكام الدوحة حتى الآذان، من قبيل أن «الإرهاب مصطلحٌ غير موضوعي، ولا يوجد له تعريفٌ دولي متفقٌ عليه»، مُتغافلاً عن المعاهدات والمقررات الدولية التي تحدد تعريفاً لا لبس فيه للإرهاب، الذي أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلاناً خاصاً لمواجهته عام 1994. ولم تتوقف مزاعم مطلق القحطاني عند هذا الحد بل امتدت للادعاء بأن جماعة «الإخوان» ليست «جماعةً إرهابيةً»، بل والزعم أن هذا التنظيم - الضالع في عشرات الهجمات الدموية منذ عقودٍ طويلة - يُستهدَف «لسببٍ واحدٍ فقط، ألا وهو أنه يشكل مجموعةً معارضةً»!. وأبرز الكاتب المحاولات المستميتة التي قام بها الدبلوماسي القطري أمام حاضري ندوة نظمتها هذه المجموعة البحثية قبل أسابيع في الولايات المتحدة، للزعم بأن «الإخوان» ليسوا إلا إحدى قوى المعارضة السياسية في العالم العربي، ولا يشكلون مجموعةً إرهابيةً تسفك دماء الأبرياء تحت ستار الدين. وأشار إلى ما ادعاه القحطاني في هذا الشأن من أن «الجماعات المُعارضة عادةً ما تُلطخ - بشكلٍ غير عادل - بأنها إرهابية»، وزعمه المثير للسخرية بأن «الإخوان» يتعرضون «لاتهاماتٍ مجحفة» بالارتباط بالأعمال الإرهابية التي تشهدها بلدانٌ عربية عدة!. وأبرز روزماندو في الوقت نفسه دحض الباحث الأميركي في شؤون مكافحة الإرهاب «كايل أورتون» للمساعي القطرية اليائسة لتبييض السجل الأسود للجماعات المتشددة الناشطة في منطقة الشرق الأوسط، وإشارة «أورتون» إلى أن المبررات التي تقدمها الدوحة في هذا الصدد «متناقضة». وفند المقال الذي نشرته «ألجامينار» الأكاذيب التي حفلت بها كلمة الدبلوماسي القطري أمام المجموعة البحثية الأميركية بشأن هجمات سبتمبر 2001 التي حاول إلقاء المسؤولية فيها، على دولٍ خليجية أخرى بخلاف الدولة المعزولة، وتجاهل القحطاني في هذا الصدد استخلاصات تقارير بحثية أميركية وجهت أصابع الاتهام بوضوحٍ إلى قطر على صعيد تمويل المتطرفين في بعض الدول الغربية. وقال الكاتب الأميركي، إن القحطاني أغفل الحديث عن الصلة التي تربط قطر بتلك الهجمات الدموية، والمتمثلة في توفير حكومتها وظيفة لخالد شيخ محمد، وهو العقل المدبر لاعتداءات سبتمبر وأحد أبرز مساعدي أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي. وأشار إلى أن هذه الصلة أُكِدتْ من جانب لجنةٍ تولت التحقيق في الهجمات التي ضربت واشنطن ونيويورك وأوقعت آلاف الضحايا، مشدداً في الوقت نفسه على أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية خلصوا كذلك إلى أن أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر ساعدوا هذا الإرهابي على الفرار من قطر في عام 1996، قبل أن تتمكن أجهزة الأمن الأميركية من اعتقاله. واستعرض المقال مزيداً من الأدلة التي تثبت العلاقات الوثيقة بين «نظام الحمدين» وقادة «القاعدة»، مُشيراً في هذا السياق إلى أن ابن لادن نفسه زار حكام قطر عدة مرات في الفترة ما بين عامي 1996 و2000، وهي السنوات التي شهدت إعلان مؤسس تنظيم «القاعدة» الإرهابي الحرب ضد الولايات المتحدة في عام 1998. كما شكك في جدوى القائمة التي أعلنتها السلطات القطرية أواخر مارس الماضي للإرهابيين والكيانات المرتبطة بدعم التنظيمات الإرهابية، قائلاً إن الدوحة اتخذت هذه الخطوة تحت ضغوطٍ من جيرانها، في إشارة إلى المقاطعة التي يقودها «الرباعي» ضد النظام القطري الحاكم منذ نحو عام. ونقل عن مراقبين قولهم إن هذه القائمة لا تتضمن ميليشياتٍ مثل حزب الله اللبناني الموالي لإيران، وكذلك تنظيم القاعدة نفسه، إضافة إلى إغفال قطر كذلك إدراج اثنتين من الشخصيات المرتبطة بحكومتها، من تلك التي تتولى تمويل تنظيماتٍ مرتبطة بالقاعدة. وسلط الكاتب الأميركي الضوء على الرعاية التي توفرها قطر لدعاةٍ متشددين على شاكلة الإخواني الهارب يوسف القرضاوي، الذي قال روزماندو إن الأسرة الحاكمة في الدوحة «منحت له على مدى عقود.. منبراً لأفكاره المفعمة بالكراهية والمؤيدة للإرهابيين». وأوضح المقال أن المعتقدات المتطرفة التي ينشرها القرضاوي تتشابه مع تلك التي كان يتبناها حسن البنا مؤسس «الإخوان» الإرهابي، قائلاً إن هذا الإخواني الهارب يبث أفكاره هذه عبر فضائية «الجزيرة» الممولة من جانب الحكومة القطرية، والموصومة بالترويج للأكاذيب وللأفكار المتطرفة. وأشار الكاتب إلى أن القرضاوي استغل ما يُعرف بـ «اتحاد علماء المسلمين» الذي يرأسه لدعم توجهاته الإرهابية والمتشددة، قائلاً إن هذا الكيان المشبوه أصدر بياناً في أكتوبر الماضي، يطالب فيه بإنهاء التدابير الحازمة المفروضة ضد النظام القطري، وذلك في خلطٍ واضح وغير مقبول بين الدين والسياسة. وقال إن هناك تقارير تؤكد أن السلطات القطرية استخدمت مقربين من القرضاوي كـ «قناةٍ لتنسيق تدفق الأسلحة والأموال القطرية إلى المتمردين المتصلين بالقاعدة» في ليبيا. وأشار المقال في هذا الشأن إلى «علي محيي الدين القره داغي» الأمين العام لـ «اتحاد علماء المسلمين»، الذي قال الكاتب إن لديه صلاتٍ وثيقة بجمعياتٍ خيرية مرتبطة بالإرهاب، ولها علاقات بالأسرة الحاكمة في قطر. ومن بين هذه الجمعيات - كما قالت «ألجامينار» - مؤسستا «قطر الخيرية» ذات الصلة بالقرضاوي، و«عيد الخيرية» المملوكة لأحد أفراد أسرة آل ثاني، وكلاهما مُدرجٌ على قوائم الإرهاب التي أصدرتها دول «الرباعي» على مدار الشهور القليلة الماضية. وأبرز روزماندو وثائق أميركية تكشف عن أن أسامة بن لادن استخدم «قطر الخيرية» كمصدرٍ لتمويل أنشطته الإرهابية خلال تسعينيات القرن الماضي. ونقل عن مصادر حكومية أميركية تأكيدها أن جمعيات خيرية قطرية ساعدت على تمويل الهجومين اللذين شنهما تنظيم «القاعدة» على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998. وشدد المقال على أن التقارير المتوافرة في الوقت الراهن تؤكد استمرار هذه الصلة حتى الآن. وأشار إلى أن مصادر الاستخبارات الفرنسية على سبيل المثال ربطت بين «قطر الخيرية» وعمليات تمويل إرهابيين في عام 2013، لافتا الانتباه إلى اتهاماتٍ مماثلة موجهة للجمعيات الخيرية القطرية تتعلق بتوفيرها أموالاً لإرهابيين في اليمن كذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©