الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات أول بلد عربي يعمل على تحقيق أمنيات الأطفال المصابين بأمراض قاتلة

الإمارات أول بلد عربي يعمل على تحقيق أمنيات الأطفال المصابين بأمراض قاتلة
15 نوفمبر 2009 23:33
"تحقيق أمنية" هي مؤسسة عرفت النور في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنة 2004 كأول بلد عربي، وهي تعمل على تحقيق أمنيات الأطفال المصابين بأمراض خطيرة تجعل حياتهم مهددة بالموت. وعن هذه المؤسسة وأهدافها قال الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان عضو مجلس إدارة مؤسسة "تحقيق أمنية" خلال مؤتمر صحفي أقيم أول أمس بقصر الإمارات: المؤسسة تعمل منذ 2004 على تحقيق أمنيات الأطفال من مواطنين ووافدين في دولة الإمارات الذين يعانون من أمراض صعبة ومزمنة وخطيرة تجعل حياتهم مهددة في أية لحظة، وإن مؤسسة "تحقيق أمنية" الإماراتية التي تترأسها حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لأبوظبي الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان قد أخذت على عاتقها وبجهود فريق من المتطوعين على غرس البهجة في قلوب هؤلاء الأطفال ورسم الابتسامة على وجوههم رغم آلامهم ومعاناتهم. كما أشاد بمبادرة "أوبرا غاليري" في مساندة المؤسسة وقال سموه: هناك شريك آخر اليوم لدعم العمل الذي تقوم به المؤسسة، مبادرة نعتبرها في غاية الأهمية، حيث إن أوبرا غاليري قررت مشكورة أن تساندنا من خلال المعرض الذي سيقام تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لأبوظبي، وستقدم الغاليري نسبة من مبيعات اللوحات العالمية التي ستعرضها في المعرض الذي سيستمر لمدة 6 أيام اعتبارا من يوم الجمعة 20 نوفمبر إلى مؤسسة تحقيق أمنية لدعمها في مسيرتها المتواصلة لتحقيق أمنيات الأطفال. وفي هذا الخصوص خصت رئيس مؤسسة "تحقيق أمنية" حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لأبوظبي، الشيخة شيخة بنت محمد آل نهيان رئيس مؤسسة “تحقيق أمنية” جريدة "الاتحاد" بالحوار التالي: u لقد قرأت كثيراً عن هذه المؤسسة وأهدافها النبيلة، فهل الإمارات هي أول بلد عربي تفتح فيها أبواب هذه المؤسسة؟ u إنه لمن دواعي سروري كإماراتية أن تكون دولة الإمارات هي دائماً من الدول السباقة في القيام بهكذا مشاريع خيرية تصب في صالح المجتمع، وكما يعلم الجميع فإن قيادة دولة الإمارات العربية تعمل جاهدة من أجل الوقوف في صف المستضعفين. لقد تعلمنا على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأن نكون سباقين في فعل الخير، ليس تباهياً إنما كسب لرضى الله أولاً، ومن ثم غرس المحبة بين الناس، واليوم فإن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأدامه ذخراً لنا يكمل مسيرة الوالد الراحل ولعل المشاريع الخيرية التي تقوم بها دولة الإمارات تكشف عن حقيقة مشاعرها الإنسانية النبيلة والفياضة التي تهتم بإنسانية الإنسان أولاً، ومن هنا فإن مؤسسة "تحقيق أمنية" ما هي سوى مشروع يضاف إلى قائمة المشاريع التي تتباهى بها الإمارات قيادة وشعباً. u ما الهدف من إحياء هذه المؤسسة هنا في الإمارات؟ u كلنا يعلم أن افتتاح مؤسسة "تحقيق أمنية" في دولة الإمارات العربية المتحدة يساعدنا كثيراً في تحقيق تطلعات وآمال الأطفال الذين حرمتهم أمراضهم المستعصية من الفرح، ومن هنا فإننا ومن خلال المؤسسة أردنا التعبير عن صدق محبتنا لهؤلاء الأطفال الذين يصارعون أمراضهم، ويريدون التغلب عليها ليحظوا بحياة ينعمون فيها بالفرح، ونتمنى من خلال مؤسسة "تحقيق أمنية" أن نساهم في ذلك، وأن نتبنى تحقيق أمنيات هؤلاء الأطفال مهما كانت. u ما الرسالة التي تودون إيصالها للجميع من خلال هذا العمل؟ u لا رسالة من ورائها سوى الإنسانية، والنظر بعين الرأفة من جميع أفراد المجتمع لهؤلاء الصغار الذين يريدون أن يعيشوا لحظات من السعادة، فالإمارات مليئة بأصحاب القلوب الرحيمة، وذوي الأيادي البيضاء الذين يسعون دائماً لفعل الخير من دون أن يشار إليهم بالبنان. نعم.. هكذا علمنا والدنا الشيخ زايد رحمه الله، وأسكنه فسيح جنانه، وهكذا نسير بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله. u كيف تدار هذه الجمعية؟ u تدار الجمعية بجهود المتطوعين الذين لا يسعون إلى الشهرة، ولا تأخذهم الأضواء، همهم الأول تحقيق الأمنيات، وما يساعدنا في ذلك التنظيم الذي يعتبر واحداً من أهم الأشياء في مثل هكذا أعمال خيرية، بالإضافة إلى الحفاظ على خصوصية الأطفال الذين نقدم خدماتنا لهم، حيث إن أعضاء مجلس الإدارة حريصون على التعامل مع جميع ملفات الحالات بكثير من السرية، وفي ذلك حفاظ على مشاعر الأطفال الذين تتحقق أمنياتهم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المؤسسة لم تتوان ولن تتوانى عن تحقيق أية أمنية من شأنها أن ترفع من معنويات طالبها، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه. u ما هي الصعوبات التي تعترضكم في تحقيق كل الأماني؟ u بالطبع لا عمل حقيقي من دون تعب يصل بنا أحياناً حد التفكير العميق والطويل بكيفية تحقيق أمنيات الأطفال التي لا نعرف ماهيتها، والتي يختلط فيها أحياناً الحلم مع الواقع، فأمنياتهم تشبههم، رقيقة.. وجميلة.. وغريبة، لكنها تنم عن ذكاء حاد، وعن تطلع نحو المستقبل حتى وإن لم يقدر لهم أن يعيشوه. u متى عرفت مؤسستكم النور لأول مرة في الإمارات؟ u منذ عام 2004 والمؤسسة تعمل في هذا الاتجاه الذي نتمنى حقاً أن نكون قد وفقنا فيه حتى الآن، لكننا ما زلنا نفكر بكيفية إسعاد المزيد من الأطفال المرضى. u كم أمنية تم تحقيقها على أيديكم؟ u ليس على أيدينا، إنما على أيدي أهل الخير، فنحن مجرد وسطاء، ومهمتنا تتمحور في توجيه الناس من أجل زرع الفرح بين صفوف الأطفال الذين يعانون من أمراض صعب علاجها، وأحياناً مستحيل، وعموماً فإن المؤسسة إلى الآن حققت حوالي 80 أمنية. صحيح أن الرقم صغير حتى الآن، لكننا متفائلون بالمستقبل، لأن الخير موجود في الناس طالما الحياة مستمرة. u هل لكم أن تذكروا لنا بعض النماذج من هذه الأماني التي تحققت؟ u ثمة أمنيات صغيرة، وأمنيات أخرى كبيرة، لكنها في النهاية كما قلت هي تشبه الأطفال، فمن الأطفال من طلب كمبيوتراً محمولاً، ومنهم من طلب السباحة مع الدلافين، ومنهم من أراد ركوب طائرة هيلوكوبتر، وبعضهم طلب زيارة ديزني لاند، ومنهم من طلب لقاء شخصية هي مثلهم الأعلى، وفي عدة مجالات، منها السياسة والرياضة والفن، وغير ذلك الكثير، والحمد لله الذي ساعدنا من أجل تحقيق معظم هذه الأمنيات، ولا تزال هناك أمنيات يحتاج تحقيقها إلى ترتيبات. u كم من الملفات التي قدمت للمؤسسة منذ توليكم لها هنا في الإمارات؟ u الملفات كثيرة، ونحن لم نتوقف عن النظر فيها، وبالتالي تحقيقها أولاً بأول، لكن المؤسسة بانتظار تحقيق المزيد، والباب مفتوح أمام جميع الأطفال المرضى في الإمارات، شفاهم الله وعافى قلوبهم. u كيف يمكن تحقيق كل أماني الأطفال المهددة حياتهم؟ u هذا أصعب ما يواجه "تحقيق أمنية"، فإذا قال الطبيب إن الحالة ميؤوس من علاجها، وأن خطر الموت يهددها، فإننا نحاول قدر المستطاع اللقاء بالطفل، وتحقيق أمنيته، علّنا ندخل السرور ولو بشكل جزئي وبسيط إلى قلبه، لكننا على الرغم من ذلك لا نقنط من رحمة الله، ويبقى لدينا الأمل أن تتحقق معجزة أكبر منا نحن البشر، ليستطيع بعدها الطفل الاستمرار في حياته بيننا بشكل طبيعي. u هل أطفال الإمارات كلهم مشمولون بهذه الرعاية من وافدين ومواطنين؟ u بالطبع، فما معنى أن ندخل الفرح إلى حياة طفل مريض، ونترك الآخر يعاني من الآلام ومن الوحشة، فالله حين أمرنا في كتابه العزيز أن نقف إلى جانب الفقير واليتيم والمسكين والمريض لم يفرق بين جنسية وأخرى، أو بين شعب وآخر، فديننا الحنيف أمرنا أن نكون رحماء ولطفاء وكرماء. u هل هناك كوادر طبية مؤهلة لفحص الملفات المقدمة، وتشخيص حالات الأطفال التي تستجيب للشروط لتحقيق الأمنيات؟ u بالتأكيد، فالمؤسسة أخذت على عاتقها منذ البدايات تحقيق أمنيات الأطفال الذين استعصت حالاتهم على الطب، وباتوا أسرى المرض، وأسرى نتائجه أيضاً، وبالتالي لا أحد يستطيع تشخيص حالات الأطفال سوى أصحاب الاختصاص، أي الأطباء الذين نستعين بخبراتهم، وكل حسب تخصصه. u كيف تستطيعون تحقيق كل الأماني؟ u كما قلت، إن هدف المؤسسة توجيه نظر أهل الخير لتحقيق أمنيات الأطفال، والتي غالباً ما تكون بسيطة، ومفاجئة أحياناً، لأنها تشبه الأحلام. u ما هي الموارد التي تعتمدون عليها لتحقيق هذه الأماني؟ u التبرعات، ومبادرات القطاعات الاقتصادية والأفراد. فعندما تكون رغبة الطفل مقابلة شخصية رياضية مثلاً، فإن مبادرة هذه الشخصية لاستقبال الطفل هي حجر الأساس لتحقيق الأمنية. أما رغبة أحد الأطفال في زيارة معلم سياحي ما فهي تعتمد على التسهيلات التي يقدمها القائمون على هذا المعلم. لكن القسم الأكبر من الأمنيات تتطلب تمويلاً يأتي من التبرعات بشكل أساسي. u هل لديكم نية في توسيع دائرة هذه المؤسسة، ومد فروعها في بعض الدول العربية؟ - إن مؤسسة "تحقيق أمنية" هي مؤسسة دولية، ولها فروع في معظم دول العالم، ولهذا أجد أنه على الدول العربية أن تقف إلى جانبنا من خلال افتتاحها فروعاً للمؤسسة، كي يكبر الفرح بين أطفالنا المرضى ـ وما أكثرهم ـ في الدول العربية، وفي دول العالم الثالث، وهنا على الجميع أن يقتدي بتجربة الإمارات، خصوصاً وأن أصحاب الخير موجودون في كل دولة، غير أن هذا لا يمنع أن نكون إلى جانب إخواننا العرب في حال فكروا بأن يفتتحوا فروعاً لمؤسسة تحقيق أمنية. ما هو تصوركم المستقبلي لجمع التبرعات؟ - نحن في بلد خير ومعطاء، وأهله والساكنون فيه يعرفون حق المعرفة أن كل ما ما تقدمه "تحقيق أمنية" يساهم في غرس البهجة لأطفال إن عجز الطب عن مداواتهم، فنحن لن نعجز بمشيئة الله عن رسم الابتسامة على شفاههم. u هل ستكون هناك موارد أخرى غير التبرعات مثلاً كإنشاء بعض المراكز أو المشاريع التجارية التي تعود عائداتها لتحقيق الأماني؟ u ربما، طالما أن كل شيء قابل للطرح والنقاش، وطالما أن الهدف خدمة الأطفال المرضى. u لكل بلد خصوصيته، وللإمارات خصوصيات كثيرة وتجارب مهمة جدا في مجال الخير والعطاء، فهل يمكن مساعدة الأطفال الذين قد يتعافون ويخرجون من دائرة الموت أيضاً؟ u حتماً، فدور المؤسسة لا يقتصر على تحقيق الأمنية فقط، إنما يمتد إلى ما بعد ذلك، حيث إنها تبقى على اتصال مع الطفل ومع ذويه لمعرفة التطورات التي يشهدها. u وما هي الذكريات أو المواقف التي تحملونها من خلال هذه التجربة؟ u ذكريات أليمة، وبعض المواقف في غاية الصعوبة خاصة عند رؤية طفل يتألم ولا يعلم أن حياته مهددة في أية لحظة بسبب مرضه. كما أن رؤية فرحة هذا الطفل وقد تحولت أحلامه واقعاً هي من المواقف المؤثرة جداً. مؤسسة "تحقيق أمنية" MAK - A- WISH حول العالم ـ تأسست MAK - A- WISH أول مرة سنة 1980 من طرف دافيد ويليامس، وهي مؤسسة تقوي وتدعم الأمل لمن يعيش حالات خطيرة تجعله قريباً من الموت وخاصة الأطفال. - وأول حلم تحقق عندما تأسست هذه المؤسسة، للطفل المريض كريستوفر جيمس عمره 7 سنوات كان يحلم أن يصبح ضابط شرطة. ـ بعد عمل هذه المؤسسة في أميركا لمدة 13 سنة تكونت لها فروع خارج أميركا في القارات الخمس في 33 دولة بنفس الهدف. ـ تم تحقيق 225 ألف أمنية لأطفال يداهمهم الموت حول العالم. ـ وهناك 33 ألف متطوع يعملون في هذه المؤسسة حول العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©