الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ظاهرة البصق على الأرض تؤذي العين وتنقل الأمراض وتشوه وجه المدينة

ظاهرة البصق على الأرض تؤذي العين وتنقل الأمراض وتشوه وجه المدينة
15 نوفمبر 2009 23:33
اختيرت العاصمة الإماراتية الجميلة أبوظبي واحدة من أفضل عشر مدن في العالم، تم اقتراحها للسفر إليها من قبل دليل السفر «لونلي بلانت» 2010، ويأتي هذا الاختيار نتيجة طبيعية ومنطقية للإنجازات التي حققتها المدينة في جوانب عديدة أدت إلى وضعها بقوة على خريطة السياحة العالمية كوجهة فاخرة، زاد عليها مستقبلها الثقافي الواعد حيث ستصبح قريباً مركزاً للثقافة العالمية، مع وجود المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، والتي تضم عدداً من المؤسسات الثقافية الرائدة منها متحف الشيخ زايد الوطني، و»جوجنهايم» أبوظبي، و»لوفر» أبوظبي، ومركز الفنون الأدائية والمتحف البحري. ومع كلّ هذا التقدم والتطور الذي أحرزته المدينة، إلا أن هنالك بعض الظواهر والسلوكيات التي تشوّه هذا المنظر الجمالي، كظاهرة البصق على الأرض في الشوارع، وهي سلوك دخيل على المجتمع الإماراتي. مؤذية للعين ماأجمل التجوّل في شوارع أبوظبي، حيث النظام والترتيب والنظافة التي تباهي فيها الأمم والحضارات الأخرى، فكلّ ما هو حولك يبهر الأنظار ويدعو للمفخرة، حتى أن الناظر ليشعر أنه يمشي على لوحة رسمت بيد فنّان، وليس في أرض حقيقية من صنع البشر.. التأمل في جماليات المدينة أشبه برحلة إلى عالم من الخيال وروية أحلام سعيدة لا يقطعها سوى سلوك شاذّ من أحد المارة أو سائق سيارة يفتح الباب «ليبصق» على أرض الشارع فيعيث فيه تشويهاً وخرابا، كما يؤذي به أنظار الآخرين ويقّزز مشاعرهم. إنها ظاهرة وسلوك مرفوض بكل اللغات وبكل المعاني والقيم وفي جميع الحضارات، ومن قبل الجميع كبارا وصغارا. يقول مبروك سالم: «من سنّة المسلم احترام الطريق وعدم إيذائه، وقد اعتبر صلى الله عليه وسلم أنَّ «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، فما بالك بالذي يؤذيها». يتابع المواطن مبروك حديثه قائلاً: «إن البصق في الشوارع هو إيذاء للطريق ولعابري الطريق وهو إساءة لمشاعرهم، وعلينا جميعا أن نساهم في علاج هذه الظاهرة التي تشوّه منظر أبوظبي الجمالي، وذلك عن طريق النصح والإرشاد والتحدّث إلى من يمارسونها ونصحهم، فربما لا يدركون حجم الخطأ الذي يرتكبونه، كما يجب تنظيم حملات للحدّ من الظاهرة بدءا من المدارس والجامعات وتعريف الطلاب بحقوق الطريق وكيفية احترامها». إهمال ولامبالاة من جانبه اعتبر المواطن سلطان الكندي، أن جماليات مدينة أبوظبي وكيفية العناية بها أمر مشرّف لجميع أبناء الإمارات من مواطنين ومقيمين ما أهلها لتحتل موقعا متميزا بين الدول العالمية، وذلك ليس غريبا عليها أو مستبعدا لاسيما وأنها تقدم خدمات للجمهور في مجالات سياحية فاقت كثيرا من الدول الخليجية ونافست فيه الدول الأوروبية المتقدمة. أما في ما يتعلق بظاهرة البصق على الأرض فهي أمر مستنكر دينياً، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «النظافة من الإيمان»، والبصق في الشوارع مناف للإيمان ويدل على أنه مظهر غير حضاري، فسلوك الإنسان ينبع من بيئته واحترامه للمكان. يضيف الكندي: «إن الحرص على نظافة المدينة وشوارعها يجسد الانتماء للوطن وحبه، وكلّ فعل يجرح الآخرين ويؤذي أنظارهم ويؤذي منظر الشوارع ويشوهها هو إيذاء للوطن في الصميم. إن البصق في الشارع ينم عن عدم مبالاة هؤلاء الأشخاص وعدم اكتراثهم أو احترامهم مشاعر الآخرين وهو عدم مبالاة بما تبذله الدولة من جهود لتجميل الوطن والعناية به». يتابع قائلا: «أتمنى على المسؤولين في البلدية والجهات المختصة عمل حمل وطنية للتوعية والأهم من ذلك أن تكون بلغة المستهدفين وهم من جنسيات محددة، أي بلغة الجنسيات التي تمارسها، وهذه الحملات يجب أن تشارك فيها المساجد لتعرف هؤلاء الأشخاص بالحكم الديني لممارستها وهو أنه أمر مكروه وهو ليس من سنة المسلمين، وكذلك أن تقوم الأندية الاجتماعية الخاصة بالجاليات بأخذ دورها في تفعيل الحملة والمشاركة فيها لما لها من دور فاعل في هذه المسألة. فضلا عن تشديد الرقابة على الشوارع وزيادة الغرامة على مرتكب هذه الفعلة». عدوى الأمراض وفضلا عن الجانب غير الحضاري التي تشير إليه ظاهرة البصق في الشوارع، فإنها تنذر بحلول الأمراض ونقل المعدية منها إلى أشخاص غير مصابين، حيث يشير الدكتور عباس السادات، استشاري الأمراض الباطنية، إلى أن هذه الظاهرة مقيتة من حيث الشكل أولا كونها تعطي انطباعا غير جيد عن ممارسها، وهي عادة مقززة ومؤذية لمن يراها. ناهيك عن الضرر الصحي وهو مربط الفرس في الموضوع، فالبصق هو عبارة عن لعاب أو إفرازات تخرج من الجهاز التنفسي قد تكون صادرة عن عدوى بهذه الأماكن وبالتالي تسمح للحالة بخروج الميكروب ضمن البصاق، بمعنى أن مرتكب هذه العادة قد يكون مريضا وهو بذلك ينقل العدوى إلى مجال مفتوح يسمح بانتشارها وإصابة آخرين، ولاسيما إذا كانت أماكن هذا الفعل رديئة التهوية أو فقيرة الإجراءات الصحيّة، أو يسهل وصول الحشرات إليها وبالذات الذباب. ولا شك أن الأمراض التي يمكن انتقالها عبر الهواء، حسب السادات، بسبب البصق على الأرض هي أمراض الجهاز التنفسي، ولتوضيح ذلك أذكر أنه تمت ملاحظة أن شهر إبريل وشهر سبتمبر وهي الأشهر التي يتم فيها وضع السماد على المزروعات، وهي المخلفّات الطبيعية للأبقار والأغنام، هي نفس الأشهر التي تنتقل فيها الفيروسات عبر الهواء متسببة بالإصابة بالعديد من الأمراض، وهي ناتجة عن الميكروبات والجراثيم التي في هذه المخلفات. نفس الموضوع ينطبق على ما يتم طرحه من لعاب آدمي على الأرض بعد أن يجفّ، وقد يكون هذا اللعاب محمّلا بالأوبئة والأمراض المعدية وأبرزها السلّ، ويندرج ضمن هذا الموضوع أيضا استخدام المحارم الورقية ورميها على الأرض فهي أيضا يمكن أن تنقل الأمراض ولذلك يجب رميها في الأماكن المخصصة. ويشدد السادات على أن النظاقة في الأماكن العامة هي حماية للجميع، ولذلك يجب التوعية المستمرة بالمعايير الصحية وطرق التخلص من الفضلات بصفة عامة بطريقة صحية آمنة، وكذلك أخذ الاحتياطات الصحية الوقائية واستعمال المناديل الورقية ورميها في أماكنها والعناية بالنظافة العامة ونظافة الطريق
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©