علاء مشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله)
قام مئات المستوطنين أمس باقتحامات مكثفة للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسات معززة من قوات الاحتلال وبإجراءات مشددة على دخول المصلين للمسجد. وقام بعض المستوطنين بأداء شعائر تلمودية وأغانٍ دينية، ما أدى إلى استفزاز الفلسطينيين الذين احتجوا، فأخرجت شرطة الاحتلال مجموعة المستوطنين من الباحات، لكنها انهالت ضربا على حراس الأقصى وموظفي الأوقاف.واعتدت قوات الاحتلال على طفل فلسطيني قرب قبة الصخرة، وقامت بجرّه على الدرج والاعتداء عليه ضربا.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن السلطات الإسرائيلية حوّلت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية. وذكرت الوكالة أن الشرطة الإسرائيلية «اعتدت على حراس وسدنة المسجد الأقصى لتصديهم لعصابات المستوطنين في منطقة باب الرحمة داخل الأقصى خلال صلواتهم التلمودية العلنية، وهتافاتهم، وتصفيقهم الاستفزازي في المسجد». وأضافت أن مستوطنين رفعوا العلم الإسرائيلي في باحات الأقصى، فيما قدرت بأن أكثر من 1450 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى معظمهم باللباس التلمودي التقليدي.
وكانت ما تسمى بـ«منظمات الهيكل» المزعوم دعت المستوطنين إلى استباحة المسجد الأقصى المبارك من خلال المشاركة الواسعة وبأعداد قياسية في اقتحامات جماعية ومكثفة للمسجد الأقصى بالتزامن مع ذكرى احتلال مدينة القدس والذي صادف امس والذي يطلق عليه الاحتلال تسمية «يوم القدس» وهو يوم احتلال ما تبقى من مدينة القدس في العام 1967م وتوحيد شطري المدينة كعاصمة للاحتلال.
وانتشرت قوات الاحتلال، في البلدة القديمة والشوارع المحيطة بها، خلال مسيرة الأعلام التي يشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين.
وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة في الشوارع المحاذية للبلدة القديمة، باب الأسباط والساهرة وباب العمود وباب المغاربة، وتواجدت مركبات الاحتلال في الأحياء القريبة وبالتحديد الصوانة ووادي الجوز وبلدة سلوان.
وأفاد شهود عيان أن مجموعات متتالية من المستوطنين نظمت جولات من قرية الطور مرورا بحي الصوانة ثم باب المغاربة وصولا إلى حائط البراق، ونظمت مسيرات في بلدة سلوان، إضافة إلى مسيرات على أبواب المسجد الأقصى من الجهة الخارجية.وشرعت قوات الاحتلال بنصب السواتر الحديدية في الطرقات والشوارع المؤدية إلى البلدة القديمة.
وعشية نقل سفارة الولايات المتحدة إلى مدينة القدس المحتلة، التي تصادف ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني وبمشاركة وفد رسمي أميركي، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي امس تخصيص ملياري شيكل من أجل تعزيز فرض سيادة إسرائيل في الشطر الشرقي للمدينة المحتل منذ عام 1967.وأعطت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لاستثمار بقيمة 56 مليون دولار (43 مليون يورو) لمشروع تلفريك مثير للجدل يربط القدس الغربية بالبلدة القديمة في القدس الشرقية.
وكشف سفير فلسطين لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير دياب اللوح عن اتصالات يجريها مع الدول الأعضاء في الجامعة لعقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية يوم الأربعاء المقبل.
وقال السفير إن الاجتماع يهدف إلى «مواجهة القرار غير القانوني وغير الشرعي الذي اتخذته الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الشريف، وذلك بعد إعلانها السابق الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي».
وقال اللوح، إنه «لابد أن ينتج عن الاجتماع ردود وقرارات وإجراءات عملية ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الكارثي غير المسبوق في المنظومة الدولية، وذلك لتوصيل رسالة عربية موحدة من جامعة الدول العربية تؤكد سعيها الجاد لإبطال قرار الولايات المتحدة الأميركية وأي قرارات مماثلة لدول أخرى تحذو حذوها بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها إليها». ونددت حكومة الوفاق الفلسطينية باقتحام مجموعات مستوطنين إسرائيليين المسجد الأقصى في شرق القدس ورفع العلم الإسرائيلي في باحاته قبيل يوم من الاحتفال بنقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى المدينة.
ووصف المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود يوم امس بـ «اليوم الأسود» على الفلسطينيين والأمة العربية في ظل استمرار تنفيذ اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى «بما يمس عقيدة الشعب الفلسطيني وكافة العرب والمسلمين».
وعبر المحمود، عن «مشاعر الألم والحسرة إزاء هذه الجريمة التي نفذها المستوطنون بقوة السلاح، تحت حماية الجيش الإسرائيلي». وقال إن «المفارقة المريرة وما يدمي القلب ويؤلم الروح اثر هذه الجريمة يكمن في ان مسجد قبة الصخرة المشرفة أقيم في الذكرى الخمسين لاسترداد القدس وها هي مجموعات المستوطنين ترفع علم الاحتلال بقوة السلاح أمامه في الذكرى الخمسين للاحتلال».
وأضاف أن «مسجد قبة الصخرة المشرفة هو جزء من المسجد الأقصى ويمثل الأثر الديني والتاريخي والتراثي والثقافي ويسجل ذروة عبقرية الإبداع المعماري والفني العربي في فلسطين». وشدد على أن «ما قام به المستوطنون هو جريمة شنيعة بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية وبحق مقدساتنا وتاريخنا وبحق هذا الصرح الشامخ (مسجد قبة الصخرة)». ودعا المتحدث باسم الحكومة «حكومات الأقطار العربية والدول الاسلامية إلى التحرك من دون تأخير من أجل وقف اقتراف الجرائم الإسرائيلية بحق مدينة القدس العربية المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية».
ودانت الحكومة الأردنية «اقتحام» باحة المسجد الأقصى.وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني «ندين بأشد العبارات الانتهاكات خصوصاً الاقتحامات الاستفزازية للمتطرفين بأعداد كبيرة لباحات المسجد الأقصى المبارك بحماية الشرطة الإسرائيلية».
عدد اليوم
