الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 11 سورياً واكتشاف 26 جثة غداة بدء الهدنة

مقتل 11 سورياً واكتشاف 26 جثة غداة بدء الهدنة
14 ابريل 2012
سقط 11 قتيلا بنيران الأجهزة الأمنية السورية بينهم مجند رفض إطلاق الرصاص على محتجين في الحسكة، وذلك إثر تدفق عشرات آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام الحاكم في دمشق، إلى شوارع عدد كبير من المدن والبلدات في أنحاء البلاد للمشاركة في جمعة “ثورة لكل السوريين”، في أول اختبار ميداني لمدى التزام السلطة باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه أمس الأول في إطار خطة السلام التي عرضها الموفد الأممي العربي المشترك كوفي عنان بدعم من الأمم المتحدة. وبدت تظاهرات أمس أصغر كثيراً من الحشود التي تدفقت إلى الشوارع في المدن الرئيسية مع بدء الانتفاضة منتصف مارس 2011، قبل بدء حملة القمع الوحشية للاحتجاجات، في ماتحدث الناشطون عن انتشار كثيف لقوات الأمن السورية والشبيحة والقناصة لإغلاق الشوارع في مدن كثيرة ومحاصرة المساجد التي تنطلق منها المواكب، وإطلاق الرصاص في أماكن عدة لترويع الحشود وفض المسيرات. من ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “مجموعة إرهابية مسلحة” اغتالت أمس ضابطاً برتبة رائد في الجيش النظامي بحماة وجندياً في حلب، ومدنيين أحدهما في حلب والآخر في محافظة إدلب، مشيرة إلى محاولة تسلل نفذتها مجموعة ثالثة من الأراضي التركية، وتحدثت عن أن “المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت الجمعة تصعيدها وعمليات القتل والتخريب”. وذكر الناشط عمر الحمصي بمدينة حمص أن 11 شخصاً على الأقل قتلوا بيد القوات السورية أمس في ثاني يوم لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة من الأمم المتحدة. وأوضح الحمصي أن حالات القتل وقعت خلال تظاهرات حاشدة في محافظتي حماة وحمص وضواحي العاصمة دمشق ومحافظة إدلب بمحاذاة الحدود التركية. بينما أفادت إحصائية للهيئة العامة للثورة بسقوط قتيلين في حماة، وقتيلين في درعا، وضحيتين أخريين بإدلب، إضافة إلى قتيل بريف دمشق ومجند لقي حتفه في الحسكة لرفضه إطلاق الرصاص على المحتجين. وتجدد القصف المدفعي المتقطع على حي القرابيص في حمص من دبابات متمركزة حوله، فيما أطلقت قوات النظام قذائف من الكلية الحربية على أحياء المدينة القديمة والخالدية حيث وقعت انفجارات قوية. وأصيب مسجد شمسي باشا في حي القصور بحمص جراء القصف بالهاون والمدفعية مما تسبب باشتعال النيران فيه، إضافة إلى احتراق عدد من المنازل ووقوع جرحى. كما قصفت قوات الأمن حي جورة الشياح بالهاون والرصاص. وذكرت الهيئة العامة للثورة أنه تم اكتشاف 26 جثة بحي دير بعلبة المنكوب في حمص وكلهم اعدموا بالرصاص، مما يرفع عدد القتلى إلى 130 بهذا الحي على مدى الأيام الستة الأخيرة. وفي حماة، اقتحمت قوات الجيش والأمن بالمركبات المدرعة، منطقة العليليات وشنت حملة دهم واسعة واعتقالات عشوائية، فيما وقعت حملة دهم وتفتيش للمنازل بقرية الكريم إثر خروج تظاهرة مناهضة للنظام في جمعة “الثورة لكل السوريين”. وشهدت ضاحية داريا بريف دمشق سقوط قتيلة جراء إطلاق الرصاص على تظاهرة بالمنطقة، بينما سقط العديد من الجرحى في كناكر بإطلاق النار على متظاهرين وقامت قوات الأمن بحملة اعتقالات عشوائية. كما شنت قوات الأمن والجيش حملة دهم واعتقالات عشوائية في منطقة جسرين بريف دمشق عقب انتهاء تظاهرة بالمنطقة. وبادرت الأجهزة الأمنية بفرض حصار خانق على المساجد التي عادة ما تخرج منها التظاهرات في حي الميدان بدمشق، بينما تصدت لمشيعين بالرصاص قرب مقبرة القابون أحد أحياء العاصمة. وشهدت مدينة حلب خروج تظاهرات في أكثر من 30 منطقة، تصدت قوات الأمن والشبيحة لـ7 منها على الأقل بالرصاص العشوائي حيث سقط قتيل. وهاجمت قوات الأمن والشبيحة في حي الصاخور بحلب، المتظاهرين بالسيارات وأطلقت الرصاص عليهم، لتطلق بعدها عملية تفتيش شرسة باقتحام المنازل بشكل عشوائي واعتقلت أكثر من 50 شخصاً. كما اقتحمت قوات الأمن والجيش بلدة كفر شمس بدرعا أثناء خروج تظاهرة مناهضة للنظام، وسط إطلاق نيران كثيفة واعتقال عدد من الشباب الناشطين. وشهدت درعا قرب الحدود الأردنية، تمردا في سرية الهندسة التي انشق منها 14 عسكرياً بينهم ضابط وضباط صف، بكامل عتادهم. وأفادت الهيئة العامة للثورة باستمرار إطلاق النار بمنطقة طريق السد في درعا المحطة، التي أقدمت القوى الأمنية فيها على تحطيم محال تجارية ومنازل. وتعرضت منطقة جسر الشغور في إدلب لحملة مداهمات واعتقالات عنيفة إثر خروج الأهالي في تظاهرة أسفرت عن اعتقال عدد من المتظاهرين. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش السوري والمنشقين بمحافظة إدلب قرب الحدود التركية، غير أنه لم ترد أي تقارير فورية عن وقوع خسائر في الأرواح. واندلعت الاشتباكات صباح أمس، بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في محيط قرية خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب. وذكر المرصد في بيان أن قوات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة انتشرت في محيط القرية. وأشار إلى سماع دوي إطلاق رصاص كثيف وأن هناك محاولة لاقتحام أحد معاقل المجموعات المسلحة المنشقة في المنطقة. بالتوازي، قالت وكالة سانا الرسمية إن “مجموعات إرهابية مسلحة” اغتالت أمس الرائد في الجيش النظامي موسى تامر اليوسف في حي المصافي بمدينة حماة بإطلاق النار على سيارته خلال توجهه إلى وحدته العسكرية. وأضافت أن “عنصراً من قوات حفظ النظام قتل وأصيب آخر إثر قيام (مجموعة إرهابية مسلحة) بإطلاق الرصاص على دورية لحفظ النظام في منطقة السكري بحلب”. كما قالت إن “أحد المشاركين في تجمع صغير بحي الصابونية في حماة، أطلق النار مما أدى إلى مقتل متظاهر آخر على الفور”. وفي خبر آخر، ذكرت الوكالة أن “مجموعة إرهابية مسلحة أطلقت النار على تجمع في مدينة سلقين بريف إدلب مما أدى إلى مقتل مواطن”. وقالت سانا من جهة أخرى، إن “الجهات المختصة احبطت محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من الأراضي التركية إلى سوريا قرب خربة الجوز في ريف جسر الشغور” بمحافظة إدلب، وذلك في إشارة إلى ما أورده المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة بين جنود نظاميين ومنشقين في إدلب. من جانب آخر، ذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن التظاهرات التي خرجت في جمعة “الثورة لكل السوريين” كانت حاشدة أكثر بكثير من الأسابيع الماضية، وأن عشرات الآلاف خرجوا في مناطق عدة من درعا إلى دمشق وريفها، ومن بعض أحياء مدينة حمص، وقرى وبلدات في ريفها، إلى حماة وريفها، ومن حلب إلى دير الزور مروراً بمناطق كردية عدة شمال شرق البلاد. وأشار إلى أن “العدد يعتبر ضخماً في ظل الانتشار الأمني الكثيف ووجود آلاف المعتقلين في السجون”. ووزع ناشطون على شبكة الانترنت أشرطة فيديو تظهر تجمعات حاشدة في مناطق عديدة، اكبرها في مدينة دوما بريف دمشق وفي اللطامنة بريف حماة، مع عشرات أسماء المدن والقرى والبلدات التي اختلطت فيها “أعلام الثورة” مع الهتافات الداعية إلى رحيل الرئيس بشار الأسد واللافتات المبتكرة. وقال مدير المرصد الحقوقي رامي عبدالرحمن “يمكن القول إن وقف إطلاق النار لا يزال صامداً، رغم حدوث بعض الانتهاكات في مناطق عديدة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©