الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسالة واشنطن في جولة أوباما الآسيوية

رسالة واشنطن في جولة أوباما الآسيوية
15 نوفمبر 2009 23:39
آسيا هي قارة يرتبط أوباما بروابط شخصية معها، حيث أمضى 4 سنوات من طفولته في إندونيسيا التي شعر شعبها بنشوة عارمة عند انتخاب أوباما رئيساً للولايات المتحدة العام الماضي. مع ذلك فالنقطة التي ستركز عليها زيارة أوباما للقارة، بداية من يوم السبت، لن تكون كاريزما أوباما الشخصية، وإنما دواعي القلق المتبقية لدى العديد من دول القارة بشأن فك الاشتباك الأميركي مع شؤون القارة. ولا يتوقع سوى عدد محدود من الخبراء في الشؤون الآسيوية، أن يقدم أوباما أي مبادرات جسورة حول التجارة واللبرلة، وغيرها من الموضوعات الاقتصادية الأخرى، والتي تتيح للولايات المتحدة إمكانية التصدي للنسخة الصينية من الدبلوماسية التجارية النشطة. لكن القيمة الرمزية للزيارة مقرونة بأول قمة -طال انتظارها- بين الولايات المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا "الآسيان"، يمكن أن تساعد على تطمين المتشككين في قدرة واشنطن ورغبتها في مواصلة الانخراط في الشأن الآسيوي. فبينما تقوم الصين بمد نفوذها الاقتصادي في مختلف أرجاء القارة، يبدو القليل من الآسيويين على استعداد لإدارة ظهرهم لنصف قرن من السيادة الأميركية على مياه المحيط الهادئ المتنازع عليها. ويجب أن يعوض هذا عن نقص المنح التي يقدمها لشعوب القارة، رئيس دولة لا تزال حتى الآن هي الأغنى في العالم رغم النجاحات الاقتصادية الآسيوية التي تعاظمت في السنوات الأخيرة. ويوضح "كيشوري ماهوباني"، عميد مدرسة السياسة العامة بجامعة سنغافورة القومية والدبلوماسي السابق، ذلك بقوله: "إن ما تريده القارة الآسيوية ليس منحاً قصيرة الأمد من رئيس الولايات المتحدة، وإنما التزاماً طويل الأمد من جانب الولايات المتحدة. فالإشارة الطويلة الأمد هي الشيء الذي يجب على أميركا أن تحرص على إرساله في الظرف الحالي". وإقامة أوباما في سنغافورة التي ستستضيف مؤتمر قمة منظمة آسيا -المحيط الهادي للتعاون الاقتصادي (أبيك) التي تعد الولايات المتحدة ضمن أعضائها، اُختصرت لأقل من يومين فقط، بدلا من ثلاثة. فعلى العكس من توقفاته السابقة، في آسيا، سوف يحاول أوباما الدفاع عن وجهة النظر الأميركية في أروقة وقاعات المؤتمرات، وليس في قاعات البلديات، علاوة على أن تواجده في سنغافورة، ذات النظام السلطوي، لن يثير أي ردة فعل شعبية غاضبة، وذلك بسبب التشديد والصرامة التي تتعامل بهما السلطات مع المتظاهرين. ومن خلال اجتماعه بعشرة من قادة الدول الآسيوية، فإن أوباما يقطع مع السياسة الأميركية السابقة نحو بورما التي يسيطر عليها العسكر. ومن المعروف في هذا الصدد أن الرؤساء الأميركيين السابقين قد عمدوا إلى سياسة عزل وتجميد القادة البورميين، منذ عهد الرئيس جونسون الذي كان آخر رئيس أميركي يعقد لقاءً مع قادة بورميين. لكن انفراجاً جزئياً في علاقات البلدين مهد الطريق لقمة الولايات المتحدة -الآسيان في سنغافورة العضو في "الأيبك" و"الآسيان" معاً، وهي في الوقت ذاته حليف وثيق للولايات المتحدة. وينتظر القادة الآسيويون لكي يروا ما إذا كان أوباما سيتعامل معهم بالمثل من خلال دعوتهم لزيارة الولايات المتحدة الأميركية بما يجعل من تلك القمة مناسبة سنوية. يقول "كافي تشونجكيتافورن"، الخبير في شؤون "آسيان" وكاتب العمود في جريدة "نيشن" التايلاندية اليومية: "ما يريده القادة الآسيويون هو اتصالات أكثر انتظاماً ودواماً مع الولايات المتحدة، رغم معرفتهم بأن أوباما لديه العديد من المشكلات في إيران والشرق الأوسط". ورابطة "الآسيان" التي يزيد إجمالي عدد سكان دولها الأعضاء عن 500 مليون نسمة، تعتبر شريكاً تجارياً رئيسياً للولايات المتحدة. وقد حث السيناتور "ريتشارد لوجار" إدارة أوباما على البدء في محادثات تجارية مع الآسيان التي وقعت في السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من الصفقات التجارية مع الصين والهند وأستراليا وكوريا الجنوبية، وهو ما آثار قلقاً بشأن احتمال تعمدها استبعاد الولايات المتحدة من معاملاتها. ولا يتوقع المحللون المتخصصون في الشؤون الآسيوية أن يصغي أوباما لهذه الدعوة التي وجهها السيناتور "لوجار"، لأن الاحتمال الأرجح أن يعمد الكونجرس إلى مقاومة عقد أي اتفاقات للتجارة الحرة. ويرجع سبب ذلك إلى أن هذا النوع من الاتفاقات على وجه التحديد لا يحظى بشعبية في القواعد الانتخابية الرئيسية للحزب الديمقراطي، مثل اتحادات العمال خاصة. فهذه القواعد الانتخابية تُرجع السبب في فقدان عمالها لوظائفهم إلى الواردات الرخيصة وظاهرة الاستعانة بالمصادر الخارجية في أداء أعمال مطلوبة في أميركا. ليس معنى ذلك أن البيت الأبيض سوف يذهب إلى سنغافورة وهو خالي الوفاض تماماً من أي عقود متعلقة بالتجارة، بحسب "إيرنست باور" خبير جنوب شرق آسيا في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن. فأوباما في رأيه سوف يكون حريصاً على التعبير عن دعمه للشراكات التي تتم عبر المحيط الهادئ، وهو ما يعد خطوة في اتجاه عقد اتفاقية تجارة بين الولايات المتحدة والدول المطلة على ذلك المحيط. ويقول "باور" إن الرسالة التي تريد أميركا توصيلها من خلال رحلة أوباما الآسيوية ومشاركته في القمة المذكورة هي "أن الولايات المتحدة عائدة إلى آسيا". ولمزيد من الشرح يقول: "إذا ما نجحت النتائج التي ستتمخض عن القمة في التعبير عن تلك الرسالة، فسوف يكون من المثير في تلك الحالة أن نشاهد ما إذا كانت الصين ستكون قادرة على تنفيذ رهانها في المنطقة، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستتمكن من إدامة مستويات جديدة من الانخراط والالتزام الطويل الأمد في الشأن الآسيوي". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: بانكوك - تايلاند
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©