الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السيارات الذكية قادمة وتهدد مستقبل مصنعي السيارات المتوسطة

السيارات الذكية قادمة وتهدد مستقبل مصنعي السيارات المتوسطة
10 أغسطس 2016 12:27
دبي (الاتحاد) خلصت دراسة لشركة «إيه تي كيرني» للاستشارات العالمية حول سوق سيارات ذاتية القيادة إلى أنها ستتحول في المستقبل القريب إلى واقع ملموس، وأن صناعة السيارات بشكلها الحالي ستتفكك وسيتعرض مصنعو السيارات المتوسطة الآن إلى مشاكل. وسعت الدراسة التي حملت عناوين «كيف يمكن لصناع السيارات الاستمرار في زمن القيادة الذاتية» إلى تحديد وتعريف المنتجات والخدمات واستراتيجيات الشركاء التي يمكن من خلالها أن يفوز المصنعون والموردون في مجال القيادة الذاتية. وتوصلت إلى نتائجها بناء على مقابلات مع أكثر من 150 من صناع القرار في صناعة السيارات حول العالم. وعلّق سيلفادور زاراتي، شريك «إيه تي كيرني»، على الدراسة قائلاً، «الابتكارات الحديثة والتقنيات الثورية ستجعل القيادة الذاتية واقعاً ملموساً في المستقبل القريب مع إمكانيات ومميزات رائعة للحركة والكفاءة والأمان». وأضاف «بدأت بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط بالتحرك نحو تأسيس المدن الذكية. وتمثل سيارات القيادة الذاتية جزءاً كبيراً ومهماً من هذا التطور، ومع تطور هذا القطاع بشكل كبير إقليمياً وعالمياً، فإننا نتوقع أن نشهد تغيراً في سلسلة القيمة التي نعرفها من مصنعي السيارات التقليدية الذين يعتبرون أحد اللاعبين الكثيرين المتنافسين على سوق بحجم 2 تريليون درهم». وأشار التقرير إلى ظهور سلسلة جديدة لهذه الصناعة تتكون من مجموعة لاعبين، بداية من موردي المكونات، ومقدمي البرمجيات، وحتى مقدمي ومؤسسي البنية التحتية ومقدمي البيانات، وتعمل معظم هذه الشركات والموردين حاليا في مجالات مختلفة، ولكن التقرير يتوقع أن يعمل ويتنافس كل هؤلاء في السوق نفسه مع انطلاق ثورة القيادة الذاتية. ويتوقع التقرير أن تتفكك صناعة السيارات بشكلها الحالي، كما سيقوم مقدمو خدمات التصنيع بالنمو السريع والاستقلال بصناعتهم. وبحلول عام 2025 ستتخطى عائدتهم من مجال الترفيه والمعلومات ما يحصلون عليه من عوائد الصناعة التقليدية، كما يتوقع التقرير أن تنقسم سوق المركبات نفسها إلى ثلاث شرائح مختلفة وهي: النخبوية، والمنخفضة التكاليف، والطائرات بدون طيار. وقال مايكل رومر، رئيس الأعمال الرقمية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة أيه تي كيرني والشريك المؤسس لمعامل أيه تي كيرني الرقمية «نماذج الأعمال لمقدمي السيارات المتوسطة، مثل تويوتا، وفولكس واجن، وسيات، وستروين ستتعرض لمشكلة. واقتداء بما قامت به الشركات الرائدة مثل جي ام، وبي ام دبليو، وفورد، فإنه يتوجب على صنّاع السيارات أن يقيموا شراكات وتحالفات استراتيجية مع شركاؤهم من خارج الصناعة إذا أرادوا تقديم حلول اتصالات معلوماتية جذابة»، فحتى صناع السيارات النخبوية، مثل أودي، وبورشيه، ومرسيدس بنز، وبي ام دبليو يعتمدون على خبراء خارجيين. والى الآن يعزى نجاح هؤلاء إلى تعاونهم مع مقدمي التكنولوجيا الرائدين، وفي الشكل الجديد للصناعة، يمكن تقديم خدمات السيارات فقط في حالة التعاون والعمل مع كل أفراد المنظومة، ويجب عليهم أن يبحثوا عن الشركاء المناسبين لتقديم المحتوى، والتطبيقات، والاتصال، والأجهزة. وتثبت النماذج والأمثلة المبدئية هذا التطور، فمنذ أيام قليلة أعلنت شركة بي ام دبليو عن خططها للتعاون مع كل من إنتل وموبايلي. وقالت المجموعة التي تتخذ من مدينة ميونيخ مقراً لها، إنها ترغب في إطلاق أول سيارة ذاتية القيادة في الأسواق بحلول 2021. ومن جانبها، تعاونت دايملر مع مجموعة من مقدمي الخدمات في نظم الكاميرات وأجهزة الاستشعار. وتقترح الدراسة أن عصر القيادة الذاتية سيفتح المجال لمجموعة من الخيارات المربحة لمجموعة من الموردين، مثل بورشيه، زد إف - تي ار دابليو، كونتيننتال، وشافلر. وتشق هذه الشركات طريقها إلى قمة هرم الموردين، ويمكنهم أن يحتلوا مكان المصنعين الأساسيين كموردين للأجهزة أو تقديم أنفسهم كموردين مستقلين للبرمجيات ومكوناتها. في الوقت نفسه، فإن اللاعبين الجدد من المجموعات الرقمية مثل جوجل، وآبل، وفيسبوك، وسيسكو، وميكروسوفت، وكذلك مصنعي الأجهزة مثل سامسونج، وسيمنز، ودوتشي تليكوم يشقون طريقهم بثبات في السوق. وبشكل عام، عززت الدراسة الفوائد الاجتماعية للقيادة الذاتية، التي لم تحظى باهتمام كبير حتى الآن. وقالت إن عدد الحوادث المرورية يمكن أن ينخفض بنسبة 70%، في حين أن تخفيف الضغط الميكانيكي يمكن أن يخفف تكاليف الصيانة بنسبة 35%، واستهلاك الوقود بنسبة الثلث تقريباً. وعلّق سيلفادور زاراتي، قائلاً «يقوم المصنعون بواجبهم، والأمر متروك الآن للحكومات والمستهلكين للمساعدة في استيعاب هذا المفهوم الرائد والجديد في الشرق الأوسط. ويمكننا أن نرى بالفعل مفاهيم للقيادة الذاتية في المنطقة التي تتمتع بثقافة السيارات الكبيرة، ولكن نجاح الفكرة يعتمد على تعاون وتضافر جهود كل اللاعبين المشاركين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©