تامر عبد الحميد (القاهرة)
يهل «عام زايد» على الدراما العربية بالتفاؤل والأمل إذ كانت الأجواء التي تم فيها تصوير مسلسل «فريق الشريط الأحمر» في القاهرة باستوديو العذبة بمنطقة «شبرامنت»، مليئة بالفرح، خصوصاً من قبل الممثلين الذين كانوا يؤدون أدوارهم أمام الكاميرا في نشاط وحيوية، لاسيما أن المسلسل يرسم بسمة أمل على وجوه المصابين بمرض السرطان، ويواجه المشاكل المتعلقة به في إطار درامي هادف يعرض على شاشة تليفزيون «أبوظبي» في الموسم الرمضاني الذي تفصلنا عنه أيام قليلة. «الاتحاد» رافقت فريق العمل أثناء تصوير بعض مشاهد الحلقات، وأجرت لقاءات مع أبطال المسلسل الذي ينسجم مع «عام زايد»، حيث يتفاعل مع قضايا إنسانية ومجتمعية تستحق تسليط الضوء عليها.
«فريق الشريط الأحمر»
مسلسل دراما وكوميديا جرى إنتاجه عالمياً في أكثر من 10 دول، من بينها إسبانيا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والبيرو وفرنسا وهولندا وألمانيا وإيطاليا، وهو يُعد من أقوى الأعمال الدرامية العالمية التي شارك في إنتاجها المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ، كما حصل على العديد من الجوائز العالمية منها جائزة أفضل مسلسل درامي في فئته في القارة الأوروبية، ويأتي العمل بنسخته العربية الأولى على الإطلاق ليروي قصص الأمل والتفاؤل في مواجهة واقع صعب مملوء بالتحديات.
رسالة إيجابية
ويضم المسلسل مجموعة متميزة من الفنانين من بينهم أحمد فهمي ونشوى مصطفى ومحمود مسعود وأحمد ماجد وولاء الشريف وأحمد هلال وسالي شاهين وأحمد خالد، ونور إيهاب ويوسف حسام ومعز نبيل، وهو من إخراج محمد جمعة، ويأتي عرض المسلسل ضمن مساعي «أبوظبي للإعلام» الرامية إلى توفير مجموعة من الأعمال الدرامية والمسلسلات المتميزة التي ترتقي بخيارات المشاهد العربي وتتماشى مع تطلعاته، حيث يحمل المسلسل رسالة إيجابية وملهمة حول مرض السرطان وسبل مواجهته، كما يسلط الضوء على قصص المرضى والجهود الإنسانية التي تبذلها الجهات الخيرية والإنسانية التي تعاونت مع فريق العمل مثل جمعية أصدقاء المبادرة القومية لمرضى السرطان، ومؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357 في حي السيدة زينب بالقاهرة.
مساهمة مادية
وجاء هذا الإنتاج الفني انسجاماً مع «عام زايد» وتكريماً للجهود الرامية إلى محاربة مرض السرطان، عبر تسليط الضوء على مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357، باعتباره صرحاً إنسانياً كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أول المتبرعين له عند إنشائه وخلال تجهيزه، وسيجري تحويل قيمة العرض الأول من المسلسل على شكل مساهمة مادية إلى المستشفى لدعم جهوده المستمرة في محاربة مرض السرطان ومساعدة المرضى على الشفاء من هذا المرض.
روح التفاؤل
وتدور أحداث المسلسل ضمن مستشفى 57357 في قالب درامي لا يخلو من روح التفاؤل، ويروي على مدى 30 حلقة قصة مجموعة من المراهقين المرضى تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً، والذين أوقعتهم محنهم في تجربة حياة صعبة يواجهون فيها مرض السرطان، حيث يتحدون فيها أنفسهم والمرض وتتأرجح فيها حالاتهم بين اليأس والأمل.
خبرات طبية
عن تجربته في العمل، قال الفنان أحمد فهمي: «الشريط الأحمر» هو النسخة العربية المأخوذة من فكرة مسلسل إسباني حقق نجاحاً كبيراً وعرض في 14 دولة أجنبية، ونسختنا هي النسخة العربية الأولى حتى الآن، الأمر الذي يحسب للعمل وفريقه بالكامل، خصوصاً أننا استفدنا من الأجزاء التي عرضت في السابق من نواح فكرية وتصويرية وتقنية، كاشفاً عن أنه يلعب في المسلسل دور دكتور عظام، ونائب مدير مستشفى، يحاول قدر المستطاع تسخير كل خبراته الطبية في مساعدة المرضى.
حكايات إنسانية
ولفت فهمي إلى أن ما يميز هذا العمل أنه دراما إنسانية بالدرجة الأولى، تختلف عن الأعمال التي قدمت في السابق وسلطت الضوء على مرض السرطان، لاسيما أن «شريط أحمر» يركز على مرضى السرطان، وكيفية تغلبهم على هذا المرض، ضمن حكايات إنسانية تمزج بين الدراما والكوميديا وكذلك الطب، حيث يحوي العمل معلومات طبية مفيدة تعمل على توعية الناس بهذا المرض.
مرض شرس
من جهتها، عبرت نشوى مصطفى عن سعادتها للمشاركة في بطولة هذا العمل الإنساني، وقالت: سعدت بعودتي من جديد إلى عالم الدراما والتراجيديا بعد تركيزي في السنوات الماضية على الأعمال الكوميدية، لذلك فإن «الشريط الأحمر» له وقع خاص بالنسبة لي، خصوصاً أنه يتحدث عن أطفال مصابين بمرض شرس، يؤلم ويحول حياة العائلات إلى جحيم، لافتة إلى أن الناس تحتاج إلى مثل هذه النوعية من الأعمال الدرامية الاجتماعية التوعوية.
رابط إنساني
يرمز «الشريط الأحمر» إلى الرابط الإنساني الذي يجمع هؤلاء الشباب، حيث يعكس المسلسل ترابط وإيجابية هؤلاء المراهقين خلافاً للمتوقع، حيث يعيشون حياتهم بأمل وتطلع للمستقبل بتفاؤل وتحدٍ على الرغم من حالتهم الميؤوس منها طبياً.
قصص من الواقع
أوضحت خلود أبو حمص المدير التنفيذي لشركة «آراب فورمات» التي شاركت في إنتاج «الشريط الأحمر»، وهي شركة إماراتية سعودية، أن العمل رغم أنه مأخوذ من «فورمات» عالمي، إلى أن فريق العمل استطاع تحويلها بنسخته العربية من نواحٍ طبية واجتماعية وإنسانية تناسب البيئة العربية، خصوصاً أنه يضم قصصا مستوحاة من الواقع تحمل روابط إنسانية مهمة جداً، لافتة في الوقت نفسه أن عملية استنساخ العمل في نسخته العربية، أتت بهدف تطوير الكوادر المحلية، لكي نتعلم ونستفيد من النجاحات العالمية من النواحي الدرامية والتقنية.
عدد اليوم
