الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتعاش بيع المطبوعات الدينية ظاهرة رمضانية

انتعاش بيع المطبوعات الدينية ظاهرة رمضانية
5 سبتمبر 2008 01:11
تتجول نهى أحمد في إحدى الجمعيات التعاونية في أبوظبي، تتسوق حاجيات المنزل لأسبوع مقبل· تقترب من ركن الكتب متصفحة أحدثها، كتاب يحكي السيرة النبوية الشريفة، ''محمد كأنك تراه'' للداعية الدكتور عائض القرني، يعجبها فتضعه في العربة، ثم تنظر إلى الرفّ الأعلى فيلفت نظرها كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية، تقلبه بين يديها قائلة: ''إنه كتاب قديم ومهمّ جداً، لكنني لم أقرأه بعد''، تتناوله وتضعه هو الآخر في العربة· تضيف نهى ''الشهر الفضيل فرصة للمطالعة الإيمانية، وزيادة الثقافة الإسلامية التي بتنا نفتقدها وأولادنا، فنحن طوال السنة نطالع الصحف والكتب العلمية ومواقع ''الانترنت'' بغية الحصول على المعلومات والأخبار، أما القراءات الدينية فقد أصبحت موسمية في حياتنا، وتأتي من رمضان لآخر''· وتواصل نهى، المعلّمة في إحدى المدارس الحكومية، تفقد أحدث الكتب التي وصلت إلى الأسواق هذا العام· وبعد وقفة امتدت لأكثر من نصف ساعة، تمضي السيدة لإتمام عملية التسوّق، حاملة معها خمسة كتب دينية· واللافت، حركة بيع نشطة تشهدها مكتبات الدولة وأركان الكتب في الأسواق والجمعيات التعاونية قبيل حلول الشهر الفضيل، غير أنها تتخذ وجهة دينية بحتة، إذ يكثر الطلب على المصاحف التي يتفنن الصانعون في تزيينها بالزخارف والألوان، كما تزدهر مبيعات كتب تفسير القرآن، وغيرها من الكتب الدينية، كسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقصص الأنبياء، وكتيبات الأحاديث النبوية والأدعية المأثورة· في حين تشهد مراكز بيع الأشرطة ''الكاسيت'' و''السي دي'' موسم بيع جيّد لسور القرآن الكريم والأناشيد الإسلامية· ويرتاد عبد الله راشد، المكتبات العامّة لشراء حاجاته من الكتب الإيمانية قبيل حلول الشهر الكريم، يطالع أحدث ما وصل إلى الأسواق منها، كما تلفت نظره كتيبات الأدعية والأحاديث المأثورة، والتي تختزن بداخلها، رغم صغر حجمها، معلومات دينية قيّمة· يقول: ''لدّي الكثير من الكتب الدينية في مكتبتي المنزلية، ومع ذلك أحرص على رفدها بالمزيد سنويا، وأنتهز مناسبة حلول رمضان كلّ عام فأشتري الجديد منها والمفيد''· أما كتيبات الأدعية والأحاديث فيشتريها راشد بهدف التوزيع الخيري على الأصدقاء والمعارف، وهي عادة يتبعها الكثير من الناس في الإمارات، لتعميق العلاقات مع الآخرين· ويؤكد وائل موسى، مدير المشتريات في مكتبة الجامعة بأبوظبي، أنه في الوقت الذي تتركز فيه حركة البيع خلال العام الدراسي على بيع الكتب العلمية والمعاجم والقواميس وغيرها من الكتب الدراسية المتخصصة، فإنها تتراجع قبيل رمضان لصالح الكتب الدينية والمصاحف، فضلا عن زيادة بيع كتب الطبخ· ويضيف موسى ''تلقى كتيبات الأحاديث والأدعية المأثورة والأذكار رواجا بين الزبائن، إذ تباع أكثرها بالجملة، سواء للجهات الحكومية أو الخاصة أو لأفراد يقومون بتوزيعها لأهداف خيرية''، مشيرا إلى أنه من أبرز الكتيبات التي يتوقع أن تنشط مبيعاتها هذا الموسم، كتاب ''البطاقة العائلية للرسول محمد''، عليه الصلاة والسلام، وهو كتاب تمت طباعته في سوريا قبيل سنة تقريبا، ويحتوي الكتاب على معلومات قيّمة عن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، مواصفاته وشجرة عائلته، وأسماء زوجاته وأولاده، ونسبه كاملا، وتباع النسخة الواحدة منه بخمسة عشر درهما· ويزدهر بيع، كتب أخرى في الشهر الفضيل، ككتب المعلومات العامة، والأسئلة والإجابات، والتي يجد فيها القراء إجابات لأسئلة برامج المسابقات والمعلومات العامة المعروضة في رمضان، وفق موسى· ويشير محمد سعد، مدير المبيعات في إحدى أقدم وأشهر المكتبات بالدولة والتي تختص بالكتب الدينية والأشرطة الإسلامية، إلى زيادة ملحوظة في بيع كلّ المنتجات التي تختص بتغذية الجانب الديني والروحي قبيل وخلال الشهر الكريم· وإلى جانب زيادة مبيعات المصاحف، والكتب الدينية و(المطويات) أي كتب الأدعية والمأثورات، تزدهر مبيعات ''الكاسيت'' والشريط الإسلامي سواء أكانت لسور القرآن الكريم أو للأناشيد الإسلامية، أو للمحاضرات والندوات الدينية· من جهة أخرى، يقول سعد إن نشاط حركة بيع المصاحف والكتب الدينية باللغات الأخرى المختلفة، كالإنجليزية والفرنسية والفلبينية ولغة الأوردو، واللغة الأثيوبية وغيرها من اللغات العالمية يقبل أرباب الأعمال على شرائها وإهدائها للموظفين والعاملين لديهم من غير العرب، مشيرا إلى نشاط في حركة بيع وتصدير هذه النوعيات من الكتب والمصاحف إلى دول أخرى، كالصومال وإثيوبيا والسودان، والتي ترسلها جهات أو أفراد إلى المساجد والمدارس الدينية ومدارس الأيتام في دول مختلفة من العالم·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©