الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمعة الماجد للثقافة والتراث منجم العلوم والآداب

جمعة الماجد للثقافة والتراث منجم العلوم والآداب
5 سبتمبر 2008 01:12
أنشئ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ليصبح بوابة علمية تحتضن بين جدرانها الدرر الفريدة لخدمة الباحثين، وتشجيعهم على مواصلة العلم والحفاظ على التراث العربي الإسلامي· ويقول رئيس شعبة الإعلام في المركز عمار الحاج علي: ''إن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، الذي تأسس عام ،1990 وجهة مهمة للباحثين وأصحاب الفكر، حيث جمع بين ثناياه مختلف أشكال الأوعية الثقافية من كتب، ودوريات، ورسائل جامعية ووسائط متعددة، وقد أفردت أقسام لمعالجتها فنياً؛ لتكون بكامل حلتها بانتظار من يطلبها''· يضم المركز 320 ألف عنوان من الكتب متاحة في مليون وحدة مادية تقريباً جمعت بين الحديث والقديم وبلغات شتى منها 400 عنوان من المطبوعات الحجرية، و5800 دورية (صحف، مجلات) متاحة في 500 ألف عدد حديثة وقديمة، وبمختلف اللغات منها أوائل ونوادر الدوريات، و19 ألف رسالة جامعية في مختلف موضوعات العلوم الإنسانية، نوقشت في أعرق الجامعات العربية· بالإضافة إلى 5200 مادة صوتية ومرئية متنوعة تضم ندوات ودورات، ومحاضرات، وموسوعات علمية بمختلف الأشكال الحديثة )·ض(، و250 خريطة متنوعة، أقدمها خريطة لشبه الجزيرة العربية رسمت سنة 1654 ميلادية، إلى جانب مجموعة ضخمة من الصور القديمة للإمارات وغيرها· ويبين الحاج أن المركز يتكون من عدد من الأقسام التي تضم في جعبتها كنوزاً من المعرفة منها قسم التراث الوطني الذي يهتم بكل ما له علاقة بدولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي من حيث الظروف السياسية منذ وجود الاستعمار الأوروبي، وتنافسه على السواحل العربية، إلى الصراعات التي دارت بين شيوخ القبائل من أجل النفوذ والسيادة، وحتى قيام الاتحاد ونشوء التقدم والازدهار كما تضم مجموعة قيمة من الوثائق البريطانية والأميركية والعثمانية والروسية والفارسية والإيطالية والبرتغالية المنشورة وغير المنشورة· إلى جانب كتب باللغة الإنجليزية المختصة بتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج والجزيرة العربية من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها· فضلاً عن سلسلة من المقالات عن الدولة تم نشرها في الكثير من الكتب والمجلات العلمية ويلحق بهذا القسم معرض الخرائط التاريخية، ومعرض الإمارات في ذاكرة الزمن، ومعرض شخصيات رائدة· ويؤكد الحاج أن قسم المخطوطات، الذي تأسس عام ،1987 يعد العمود الفقري للمركز وهو أكبر المراكز الثقافية في الشرق الأوسط، إذ يضم ما يزيد على مائتي ألف مخطوطة ويهدف إلى اقتناء المخطوطات والوثائق الأصلية والمُصورة ذات البُعد التاريخي والقيمة العلمية والمحافظة عليها وترميم المخطوطات التي تعرضّت لأي نوع من أنواع الإصابة ومعالجتها وخدمة العلماء والباحثين، وتوثيق علاقات التعاون مع المكتبات والمؤسسات العلمية ودور التراث داخل الدولة وخارجها· كما يضمّ القسم عدة شُعب من أهمها شعبة الفهرسة التي تحتوي على 880 فهرساً تقع في 1344 مجلداً من أبرز مخطوطات المكتبات العالمية في 52 دولة عربية وأجنبية· وفي عام 2000 استحدث المركز قسم ترميم ومعالجة المطبوعات النادرة من كتب ومجلات وخرائط، وافتتح معمل لاستخراج الألياف ''السيللوزية'' النقية التي تستخدم بشكل كبير في ترميم المخطوطات والمطبوعات والوثائق· ويعمل القسم على تلبية حاجة الباحث من المخطوطات على شكل مصورات ورقية، أو أقراص مدمجة، وتقديم المشورة العلمية للباحثين، ورفدهم بمعلومات دقيقة عن مواطن وجود المخطوطات في العالم، وبيان ما طبع منها، والرد على استفسارات الباحثين المتعلقة بأصول تحقيق المخطوطات· ويقول الحاج إن قسم ترميم المخطوطات من أهم الأقسام وأكثرها تفرداً في الإمارات والمنطقة العربية، كونه يعنى بكل عمليات الصيانة، والمعالجة للأوعية الورقية التي تتضمن المخطوطات والمطبوعات والوثائق والجرائد والمجلات والخرائط، ويتم فيه التخلص من كل الآفات التي تصيب الأوعية الثقافية بطرق يدوية تحتاج إلى صبر وحرص شديدين· بالإضافة إلى الطرق الآلية التي استخدمت فيها أجهزة متطورة استحدثها المركز وقام بإهداء عدد كبير منها إلى أكثر من 35 جهة بالعالم· ويلفت الحاج إلى أن جهاز الماجد للترميم الآلي صمم وفق قوانين فيزيائية بسيطة، ويمكن استخدامه في صناعة جميع أنواع الورق الخاصة بالترميم اليدوي، إضافة إلى ترميم المخطوطات· ويضم المركز، وفق الحاج، مادة تراثية غنية من المخطوطات الأصلية والمصورة تنوعت موضوعاتها لتشمل جوانب ثقافية مختلفة أنتجتها الحضارة العربية الإسلامية شرعية وأدبية وعلمية ومن هذه الموضوعات: الفلسفة، والأديان، والعقائد، الفرق، والملل والنحل، وعلوم القرآن من: تفسير، وقراءات، وتجويد، وأسباب نزول، وعلوم الحديث على تنوعها، وعلوم الفقه وأصوله للمذاهب الإسلامية المتنوعة، وعلوم العربية من نحو، لغة، صرف، بلاغة، أدب، شعر، أمثال، التاريخ ، الجغرافيا، الرحلات، والملاحة، الفلك، الطب، الصيدلة، الهندسة، الحساب، الكيمياء، الفيزياء (البصريات)· أما عن عمر هذه المقتنيات فهي ممتدة على رقعة زمنية واسعة من القرن الخامس الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري· ويقول الحاج:'' إن المخطوطات تقل كلما تقدمت إلى القرون الأولى، فهي تقدر بعشرات الآلاف في القرون المتأخرة أعني بعد القرن العاشر، أما المخطوطات التي تصل إلى القرن السادس فعددها بالمئات، ثم لا يتجاوز عددها العشرات إلى انتقلنا إلى ما دون القرن السادس الهجري''· ويقدم المركز الدورات التخصصية المجانية في مجال عملية الترميم على تعدّد أنواعها: الدولية والإقليمية والمحلية· ويقيم المعارض الفنية الخاصة بفنون صناعة الكتاب والمخطوط· ويهدف قسم الدراسات والمجلة، وهو أحد أقسام دائرة البحث العلمي بالمركز، إلى خدمة الثقافة العربية والإسلامية وإبراز معالم حضارتها، ويقوم بنشر كتب التراث الإسلامي بعد تحقيقها وكذا الدراسات والبحوث التي تساعد على نشر الفكرة والثقافة العربية والإسلامية، وإصدار دورية تهدف إلى إبراز التراث العربي والإسلامي والتعريف به وربطه بالمعاصرة، إلى جانب إبراز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة الحضارية والثقافية ومنطقة الخليج، من خلال دراسات علمية وأبحاث جادة ومبتكرة· ويتبنى المركز طباعة الكتب والأبحاث المتميزة، والمتنوعة في موضوعاتها والتي وصل ما أصدره منها حتى الآن الى ثمانين إصداراً منها مقاصد الشريعة الخاصة بالتصرفات المالية بيت المقدس في الحديث النبوي الشريف، وكتاب الحصان العربي في روسيا· ويذكر أن المركز اقتنى ما يزيد عن 70 مكتبة من المكتبات الخاصة، التي أنشأها وأفاد منها علماء وأدباء ومفكرون، ثم آلت إلى مكتبة المركز لتثريها بالكثير من الكتب والنوادر والاختيارات الجيدة، إضافة إلى التعليقات والحواشي العلمية التي دونها صاحب المكتبة على كتبه أثناء المطالعة، وتعهد المركز بالعناية والصيانة والترميم والفهرسة؛ لتكون متاحة للباحثين والدارسين كافة· ومن أبرز هذه المكتبات، مكتبة الشيخ عبدالغني عبدالخالق، والشيخ محمد سيد جاد الحق، والسيد أحمد صقر، وأبو شعيب الدكالي، وبسيم الحصني، وجزء من مكتبة الشيخ عبدالفتاح أبو غدة· وعن إصدارات المركز، يقول الحاج: ''يصدر مركز جمعة الماجد مجلة آفاق الثقافة والتراث وهي مجلة فصلية علمية تهتم بالقضايا الفكرية والثقافية المعاصرة والقضايا التراثية العلمية، ومجموع ما صدر منها حتى الآن 61 عدداً''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©