الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دلال قهوة تجمع بين كرم الضيافة و الذوق الرفيع

دلال قهوة تجمع بين كرم الضيافة و الذوق الرفيع
21 يونيو 2010 20:48
تعتبر دلال تقديم القهوة والشاي أوانٍ تراثية ذات أشكال محدّدة ومتشابهة على الأغلب، وهي تصنع من المعدن والبلاستيك المقوّى لتستخدم في غايات الضيافة بالمجالس العربية أو في الأفراح والمناسبات السعيدة. والواقع أنه طوال الفترة الماضية لم يتعدّ أحدّ على قالب الدلّة التقليدي لا من حيث الشكل ولا من حيث الألوان، حتى جاءت موجة الاهتمام بالمظهر وتعديله، التي طالت كلّ شيء حتى الأدوات التقليدية إذ غيّرت من معالمها، بعد أن أخضعتها إلى عمليات تجميل أضفت عليها إشراقة وحيوية وصبغتها بطابع عصري أنيق، لتصبح منسجمة ومتجانسة مع أثاث الغرفة التي ستوضع فيها باعتبارها قطعة ديكور ثمينة تزين المنزل قبل أن تكون آنية لإكرام الضيف. مكملات الديكور فكرة فريدة تم تطبيقها في أحد محال أبوظبي مؤخرا، حيث يتم عرض العديد من الدلال بأشكال وألوان مختلفة مع ما يصحبها من ملحقات تشمل فناجين القهوة العربية وأكواب الشاي الصغيرة “الاستكانات”، وأكواب العصير والمباخر وحتى آنية حفظ التمر والعربة التي تحمل الطقم كلّه. تصاميم مختلفة تزين القطع، بعضها يحتوي على ورود بمختلف الألوان، وبعضها يضم زخرفات وزركشات ملونة مرصّعة بحبات الكريستال المتلألئة، في حين يحتوي البعض الآخر على رسومات مستوحاة من البيئة المحلية سواء أكانت بألوان الصحراء أو ألوان البحر والطبيعة الخضراء. حول هذه الفكرة يقول، علاء الياسين مدير المحل، إنها استوحيت من تقليد حفلات الزفاف عندما يوضع مصاغ العروس في صينية مزينة ومزركشة لحين تقديمه إلى العروس أمام الحضور، وقد تم تطوير هذه الفكرة إلى تزيين دلال القهوة والشاي وملحقاتها والتي تستخدم في الضيافة بالأفراح والمناسبات السعيدة المختلفة، وقد لاقت هذه الفكرة استحسان الكثيرين ممن أقبلوا على شرائها لاستخدامها في الضيافة كأدوات ثمينة فريدة من نوعها، في حين أقبل البعض على شرائها باعتبارها ديكورا مكملا لأناقة المنزل وفخامته بالإضافة إلى الوظيفة الأساسية وهي الضيافة. ألوان ورسوم يتحدث الياسين عن وظيفة الدلّة في المنازل العربية، مشيرا إلى أن لها دورا أساسيا في المنزل الخليجي على وجه الخصوص، حيث تعتبر القهوة العربية من أساسيات الضيافة وإشارة على كرم أصحابه سواء في المجالس أو في المناسبات، لكن العديد من الناس، خاصة النساء، اللواتي أضفن مهمة جديدة إلى هذه الدلال فأصبحن يتباهين باقتناء أحدثها وأجملها من آخر صرعات الموضة من أجل إضفاء لمسة خاصة على منازلهن. ويدلّل على قوله بأن هناك العديد من الزبونات اللواتي يطلبن أطقم كاملة بألوان معينة لتتماشى مع ألوان غرفة الجلوس أو غرفة النوم، ومن إحدى الطلبات اللافتة ما طلبته إحدى السيدات التي كانت تعدّ لمناسبة الولادة، حيث أحضرت ملاءة السرير “الشرشف” وطلبت أن نصنع لها طقما ملائما يناسبه، وهنالك سيدات أحضرن صورا فوتوغرافية لأشخاص طالبين أن نرسمها على أطقم الدلال، وبعضهم يحضر معه صورا لطقم الجلوس ويطلب منا تصميما ملائما له، وهي كلها أمور يمكن تنفيذها وتأمينها لهم. مراحل التصنيع تستغرق عملية صناعة هذه الأطقم التي تتحول إلى تحف منزلية ثمينة، بحسب الياسين، وقتا طويلا قد يمتد إلى أسبوعين للطقم الواحد، إذ يمرّ بالعديد من المراحل قبل أن يصبح جاهزا للعرض والبيع، وتبدأ أولى هذه المراحل بإحضار الدلال المصنوعة من معدن “الستينلس ستيل”، حيث يتم تجريدها من الغطاء الخارجي كله وإرجاعها إلى أصلها، ثم يتم وضع الصبغة الأساسية والذي يحمي التصميم ويثبته على الدلة، ثم يتم وضع المعجون إذا كان هنالك أشكال وتصاميم بارزة مثل الورد النافرة، ويتم تشكيله بالطريقة المناسبة، بعد ذلك يتم طلاؤها مرة أخرى بالطلاء الأساسي، ثم يتم رسم الأوراق المحيطة بها ويعاد الطلاء الأساسي، بعد ذلك يتم إعطاؤها اللون العام للدلة بحسب التصميم المطلوب، تليها عملية “التعتيق” حيث يتم تلوين كل وردة من الوردات باللون الخاص بها، ثم تأتي عملية “السيلر” وهي رسم الخطوط الذهبية حول أطراف الدلة، ثم يتم وضع “الليكر” أي الغطاء الأخير للدلة يليه عملية رشّ لها بمادة ملمعة تمنحها تألقا ولمعية. ويضيف أن علمية إعداد الطقم تستغرق حوالي أسبوعين متواصلين، إذ ينبغي ترك القطعة حتى تجف بعد كلّ عملية من الصبغ أو غيرها، بعد ذلك يمكن أن توضع هذه التحف الثمينة كزينة وديكور في المجالس العربية والبيوت لتضفي عليها المزيد من الأناقة والفخامة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©