ومن دوري كأنه الورد الجوري، هيهات لا يباريه قيس بن زهير بداحسه ولا يلحقه اللاحق مع جودته فلو رام لحاقه لم تكن غايته غير أن يكبو بفارسه، كريم سابح جواد مغشى بالحمرة معصم بالسواد كأنه سبح في بحر من الليل حتى وصل إلى الأصيل، فلبسه وبقي من الليل في قداله ومعاصمه دليل على السباحة أي دليل في مثله يقول أديب صفد الذي وفد على خوان لطائفه من الأدباء من وفد·
لما اكتسى حلة السبق التي بهرت
وموهتها له الآصال بالذهب
خاض الدجى فاكتسى من حسن صنعته
وراح يختال من عجب ومن عجب
وفيه أقول أنا له واصفاً ولدر المدح المثقوب راصفاً:
أكرم بطلعة دوري غدا فلكا
يدور والشهب قد عدت تمائمه
معصم بسواد شق منجرداً
أرضا من المسك قد لائت عزائمه
أطال منه السرى في الليل فاختضبت
منه قوائمه إذ داس فاحمه
قد بادر الدهر خوفا بالخضوع له
إذ هد بالركض في الهيجا دعائمه
فقبل الشفق المحمر صهوته
وقبل الليل من خوف قوائمه
يا طالما شق قلب الجو حين جرى
وطالما فات في سبق نسائمه
كأنه الطير قد عد الركاب له
لما أسف على وحش قوادمه
ما سابق النيل في البيدا إلى غرض
إلا غدا لقصور عنه راحمه
ما رن قوس ولكن أن من حزن
فما رأى سهمه أصلاً مساهمه
عدد اليوم
