السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جلنار» السورية تقدم توليفة فنية في إطار استعراضي

«جلنار» السورية تقدم توليفة فنية في إطار استعراضي
21 يونيو 2010 20:56
أحيت “فرقة جلنار” السورية الخميس الماضي أمسية موسيقية فلكلورية راقصة في المهرجان الصيفي السنوي، المقام “بوادي مول” في مدينة العين تحت عنوان “حول العالم في 60 يوما”، والذي يستضيف خلاله فرقا فلكلورية عربية وغربية تقدم فقرات تعبر عن تراثها وحضارتها. وتأسست “جلنار” على يد المدرب علي حمدان قبل ما يزيد عن 10 سنوات في العاصمة دمشق، وتعتبر من أكثر الفرق السورية انتشارا وحضورا في مختلف المهرجانات والمعارض المحلية والعربية والدولية، ذلك أنها تحمل من خلال عروضها رسائل واضحة في تعريف العالم بالتراث الشعبي السوري العريق عبر تناوله بقالب فني جديد ومعاصر. قوة وخفة تضم “جلنار” 40 راقصا وراقصة حضر منهم 8 لإحياء عروض ودبكات ووصلات غنائية أدهشت الجمهور، الذي تحلق حول خشبة العرض من مختلف الجنسيات والأعمار ما يلفت الانتباه إلى تميز الفرقة وقدرتها على جذب الكثيرين لمشاهدتها ذلك أن الفرقة تقدم 4 عروض في 4 أوقات مختلفة على مدار 8 أيام متواصلة، فكان الصغار والكبار يصطفون قبل بدء كل عرض إيذانا بانتظاره ولهفة لمشاهدة العروض. وتمايلت راقصات الفرقة بخفة على أغنية “لما بدى يتثنى” لينقلن الجمهور إلى أجواء الموشحات الأندلسية الحلبية الأصيلة فيما يسمى برقصة السماح المعروفة، وتشابكت أيديهن مع أيدي الراقصين وضربوا بأرجلهم الأرض مؤدين معا دبكة الدلعونا ذات الحركات الإيقاعية المتنوعة بين الدلعونا اللبنانية المعروفة بالإيقاع البلدي والدلعونا السورية المعروفة بالإيقاع الدارج أو اللف والدلعونا الأردنية ذات الإيقاع السريع لتحاكي بذلك فلكلور بلاد الشام كلها، بحسب مدير فرقة جلنار عامر جمعة. ويشير جمعة إلى أن فرقته قدمت أيضا وصلات طربية راقصة سميت بانوراما عربية مستوحاة من التراث الخليجي عبر الرقص بحركات خليجية على أغنية “ليلة ليلة” تلتها رقصة على أغنية من التراث السوداني أداها الراقصون وهم يحملون الدفوف وأداة خشبية مثبت عليها كتلة من الخيوط اعتاد السودانيون الرقص بها في أعراسهم ومناسباتهم بالإضافة، إلى أغنية “الديك بينده” من التراث المصري التي استعان في أدائها الراقصون بالخيزرانة، وختمت اللوحة التراثية الجامعة لأكثر من فلكلور بأغنية “خبطة قدمكن على الدرب هدارة”. دبكة «اللالا» يقول جمعة “قدمت الفرقة دبكة “اللالا” وهي خاصة بأغنية اللالا مستوحاة من تراث جبل العرب الممتد بين سوريا ولبنان وهو تراث مشترك بين البلدين حيث تغنى هذه الأغنية ويدبك عليها في ضيعات الجبل نفسه خلال المناسبات كالأعراس وغيرها ونحن بدورنا طورنا هذه الدبكة محافظين على الأصل المأخوذ من هناك، بالإضافة إلى البانوراما السورية المستوحاة من تراث أكثر من مدينة من المدن السورية كالساحل بمدنه طرطوس واللاذقية وغيرها والمنطقة الشمالية حلب والمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية كالدير والرقة حيث أخذت الدبكات من التراث الشعبي لهذه المناطق وتم تطويرها لتصبح حركاتها معقدة تليق بالراقصين المحترفين على أغان من تراث دمشق وحمص واللاذقية وغيرها من المناطق الساحلية كأغنية “عاليادي” و”ياسمين الشام” “وزينوا المرجة” و”عالعين”، لافتا إلى أن “الراقصين استعانوا بأدوات تعتبر من التراث السوري كالمجوز المرتبط بتراث درعا وحوران والمزمار والطبول وأطباق القش والمسبحة وخصت الفرقة كذلك مدينة حلب بلوحة فلكلورية خاصة اشتملت على دبكة وأغان حلبية مثل “فوق النخل” و”البلبل ناغى”. الحياة الشامية الخفة والمرونة في الحركة واللياقة العالية والتناغم في الأداء والسرعة في الحركة كل ذلك بدا جليا على أداء الراقصين والراقصات من فرقة جلنار الذين ارتدوا أحذية جلدية خاصة تساعدهم على الرقص فتارة يطير الراقصون في الهواء ويعودون ليضربوا بأرجلهم الأرض بينما تدمج الفتيات بين حركات الرقص الشرقي مع الدبكة ذات الإيقاع المتوسط، علما أن الفتيات قدمن لوحات ورقصات منفصلة أبرزن خلالها الطقوس التي تمتاز بها البيوت السورية في الأعراس كأدائهن للزغرودة بالإضافة إلى سكتش “استقبال النسوان” حكت فيه الفتيات عبر رقصهن كيف كانت النساء يقمن استقبالاتهن التي ملأت بالفن والرقص بعد مشوار طويل من الكلام والثرثرة والمزاح والتعليقات الطريفة. وقدم الراقصون الشباب رقصات خاصة بهم عبروا خلالها عن الرجولة والفروسية ظهر ذلك في رقصة أغنية صوت الحدا وأغنية “يا حيا الله” التي كانت تغنى في إحدى الضيعات السورية ترحيبا بفارسها العائد من المعركة وأغنية أخرى باستخدام الطبول وغيرها من الرقصات الفردية وأخرى الجماعية التي ضمت كلا الجنسين. ومن الجدير ذكره أن “جلنار” قدمت عروضها في العديد من الدول مثل روسيا والكويت وألمانيا والصين وإيطاليا وقبرص وتركيا ورومانيا وغيرها من الدول وستنطلق بعد عرضها في الإمارات إلى بنجلادش لتؤدي عروضا هناك. لباس الفرقة يفيد مدير فرقة جلنار عامر جمعة أن لباس أعضاء الفرقة يعتبر تراثياً أندلسياً مطورا ليحاكي حداثة العصر حيث ارتدى الراقصون ألبسة متنوعة تختلف من رقصة إلى أخرى ومنها السراويل والقمصان الملحقة بالنصية ووضعوا الحطة والعقال على رؤوسهم تارة وتارة أخرى لبسوا حطة أندلسية. أما الفتيات فكن يجارين الشباب بلباسهن من حيث اللون وطبيعة القماش المصنوع من الساتان المشكوك ومطرز.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©