الأزياء تصالح بين التقنية والبيئة

تبرز مجموعات الأزياء الجديدة لفصلي الخريف والشتاء المقبلين التوتر القائم بين التكنولوجيا والبيئة وبين الترف والنظام البيئي وبين الاستهلاك والحفاظ على الموارد الطبيعية· ومن وجهة نظر المصممين، فإن هذه التناقضات الكبيرة والتي تبدو من النظرة الأولى أنه لا يمكن التوفيق بينها تشكل روح زماننا، وتضع تصميمات الأزياء التي يطرحونها هذا الموسم هذا الخليط المتناغم من التناقضات موضع الاختبار· وقالت أستاذة بمعهد الأزياء الالماني إليكه جيسي: ''إن مسألة الحفاظ على البيئة قد تجذب الكثير من الانتباه، غير أنه لا يمكن اليوم الاستغناء عن التكنولوجيا· وبالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن الانقسام بين تأييد حماية البيئة وتحقيق التقدم التقني يطرح تساؤلات مجتمعية· وأشارت إلى أن الاتجاه لاستخدام القطن العضوي هو أحد الأمثلة على كيفية تعامل مصممي ومصنعي الأزياء مع قضية الحفاظ على البيئة، وتقول إنه مع ذلك لا يريد أحد أن يستغني عن جهاز تشغيل الأغاني الخاص به· وأدى هدف التقنيات الجديدة في التوفيق بين التناقضات البادية بين الحداثة وصناعة الأزياء إلى تطوير مواد جديدة باستخدام التكنولوجيا الرفيعة خلال السنوات الأخيرة· وأوضحت جيسي إنه قد يكون أمراً أكثر صداقة للبيئة أن نرتدي جميعاً ثياباً مصنوعة بالكامل من البوليستر، وترى أن المنسوجات الجديدة والعمليات التقنية قد تكون أقل ضرراً في الواقع بالنسبة للبيئة مقارنة بالزراعة شبه الصناعية للقطن العضوي· وأضافت أن هذا هو السبب في أن الاهتمام أصبح ينصب الآن على مختلف أنواع النايلون، وهذا أدى إلى إنتاج أقمشة خفيفة للغاية وناعمة جداً وبالغة الكثافة وتتحمل فترة طويلة من الاستخدام بشكل مدهش· ويوافقها الرأي البروفيسور بمعهد الأقمشة التجريبية وتصميم النـــــسيج التابع لجامعة برلين للفنــــون ستيــــفن شنـــايدر قائلاً: ''إن المنتجات آخذة في التطور بشكل مستمر وهذا ينطبق أيضاً على المنسوجات''