الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرف اليدوية تكشف أسرارها في «الشارقة التراثية»

الحرف اليدوية تكشف أسرارها في «الشارقة التراثية»
15 ابريل 2012
يدرك القائمون على تنظيم «أيام الشارقة التراثية» أن الحرف اليدوية تمثل الرصيد الثقافي والحضاري والإنساني للشعوب، لأنها تعرف عن تراثهم وأصالتهم، وخصوصيتهم التي تميزهم عن الآخرين، وهي تؤرخ لجغرافية المكان وتقرأ تاريخه ومحيطه العام، كما أنها تعّبر عن طبيعة حياة السكان المعيشية ومهنهم التقليدية التي يمارسونها في مختلف البيئات والمناطق. وفي كل عام تطلق جملة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تختص بالحرف اليدوية القديمة في بيئة الإمارات، فتستعرضها بأسلوب حضاري راق ومحاكاة تتطابق مع عمرها الزمني. سنوياً يسهم في أيام الشارقة التراثية مجموعة كبيرة من الحرفيين والحرفيات، خاصة من كبار السن الذين مارسوا هذه المهن التقليدية أو عايشوها في فترة من الفترات، كما تسهم في إحياء برامج هذا المهرجان مراكز عدة للصناعات اليدوية ومن مختلف مدن الدولة. إلى ذلك، تقول المشرفة فاطمة المنصوري، مشاركة من مركز التنمية الاجتماعية (جلفار) التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في قرية التراث «نشارك للمرة الرابعة، وقد جئنا في هذا الموسم بفريق كبير من النساء، مكون من 15 مواطنة ومن فئات عمرية مختلفة، لنكشف أمام جمهور أيام الشارقة التراثية بعض أسرار الصناعات المحلية وتقنيات المهن التقليدية التي كانت تمتهنها الإماراتيات في الماضي، مقدمين عروضاً حية ومباشرة مع ورش عمل عملية تشرح مراحل كل حرفة ومهنة على حدة، هادفين من وراء ذلك إلى إعطاء فكرة واضحة للأجيال الجديدة عن زمن الماضي الجميل وعن ثقافتنا وإرثنا الحضاري والإنساني الذي يعبر عن هويتنا وانتمائنا الوطني لبلدنا الإمارات». وتضيف «أسهمنا بجملة من الحرف اليدوية، منها على سبيل المثال الصناعات اليدوية المستنبطة من مادة الخوص (سعف النخيل) كالسفة والسرود والقفة والمغطى والمشب والمهفة، كما استعرضنا طريقة تلوين الخوص، وكيفية غليه بالماء والمادة الملونة حتى يتشرب خصائص اللون، ثم عملية تنشيفه وتجفيفه بالهواء الطلق قبل استعماله في صناعة السفوف». وتتابع «كما قدمت بعض السيدات التابعات لمركزنا حرفة صناعة قص البراقع الإماراتية، والتي تلبس على الوجه توقيراً للمرأة وحفاظاً على حشمتها، مستخدمات تقنيات تركيبها إما يدوياً أو من خلال الماكينة وبأحجام عدة وقياسات كبيرة وصغيرة ومتوسطة لتتلاءم مع كل موديلات وأشكال الوجوه، بالإضافة إلى قيام بعض عضواتنا المحترفات بعمل ورش عملية عدة تبين أساسيات كيفية صناعة الدخون والبخور العربية مع خلط العطور والزيوت الطبيعية، كاشفات عن أسرار موادها ومكونتها وأبجديات صناعتها أمام زوار القرية من الأجانب والعرب». رحلة عبر الزمن حول المشاركة في فعاليات قرية التراث لعام 2012، تقول مريم القبيسي، مسؤولة مركز الصناعات اليدوية والبيئية والحرفية التابع للاتحاد النسائي العام في أبوظبي «هي تجربة رائدة يجب أن تعمم على كل أنحاء الدولة، فنحن نعيش خلال أيام الشارقة التراثية أجواء رائعة من عبق الحضارة والتاريخ والتراث، من خلال منظومة بديعة وكبيرة تشمل مختلف البرامج والنشاطات المادية والمعنوية وتهتم بكل تفاصيل الحدث من النواحي الثقافية والفكرية والفنية. حيث تغطي جوانب متعددة وأوجهاً مختلفة تعبر عن الواقع التراثي للبيئة الإماراتية القديمة وتحاكيها لناحية المهن التقليدية والحرف اليدوية وحتى طبيعة المكان وأسلوب الحياة آنذاك، وكأنها تأخذنا في رحلة مدهشة عبر الزمن، وتعود بنا لأحقاب مضت، لنشهد على تفاصيل حياتية للإنسان الإماراتي القديم، فنرصد اهتماماته، مهامه، أدواته، بيوته، مفرداته ومهنه ومنتجاته المختلفة من الحرف اليدوية والصناعات البيئية». وتضيف «هذه هي تجربتنا الأولى مع قرية الشارقة للتراث، واقتصرت على تقديمنا بعض الحرف اليدوية والمهن التقليدية التي مارستها نساء الإمارات قديماً، مستعرضين نماذج من صناعات مركزنا التي صاغتها أيادي العضوات والمنتسبات للاتحاد النسائي العام من الأسر المنتجة وغيرهن من الحرفيات، كحرفة صناعة النسيج والتي تتم خلالها صناعة أنواع مختلفة من السجاد والبسط الصوفية الملونة باستخدام النول الأفقي التقليدي، مع مشغولات «السدو»، التي تغزل فيها خيوط الصوف على الأنماط (العشيرية، الساحة، البطان، الطرابيش، والمساند)، ليصنع منها أنواع مختلفة من السجاد المزخرف القديم الذي كان معروفاً في بيئتنا المحلية. كما استعرضنا طريقة نسج التلي وتقنياته وأدواته، لتعمل نساؤنا على ضفر شرائطه المعدنية الذهبية والفضية مع الخيوط الملونة وتجهيزها لتزيين أكمام الأثواب والكنادير وسراويل البادلة المصممة على الطراز الإماراتي التراثي». وتتابع «بالإضافة إلى المنتجات الخوصية المتعددة والتي تستخدم في صناعة الأدوات المنزلية، كما قدمنا من العريشة المخصصة لنا في القرية نموذج حي لغرفة من البيت الإماراتي القديم لتتضمن منتجات عدة أبدعتها أيادي أسرنا المنتجة كسلال الرطب الشهية المصنعة من عجينة السيراميك والملونة بحرفية عالية، وبعض الحقائب اليدوية المزخرفة بالبراقع والكنادير الصغيرة، مع نماذج مجسمة لأشجار النخيل وحيوانات الإبل المزركشة بالصوف الملون». وتخلص القبيسي إلى القول «خرجنا بتجربة ناضجة وناجحة مع فعاليات أيام الشارقة التراثية، تعرفنا من خلالها على أوجه جديدة لتناول التراث وحيثياته، ورصدنا نشاطات متنوعة للمراكز الحرفية والمهنية لمناطق مختلفة من الإمارات الشمالية، فتبادلنا معا كل المعلومات والأفكار والخبرات، فاستفدنا وأفدنا، وارتقينا بفكرنا وطموحنا لوضع خطط مستقبلية تهتم بتطوير وإثراء برامج التراث وتساهم في ترويجه، نشره، ونقله للأجيال القادمة على الصعيد المحلي والعالمي».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©