الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوديث هورنوك: التجربة الإماراتية تُغيِّر الصورة السلبية عن المرأة العربية

جوديث هورنوك: التجربة الإماراتية تُغيِّر الصورة السلبية عن المرأة العربية
15 ابريل 2012
أحمد السعداوي (أبوظبي) - الصحفية النمساوية جوديث هورنوك واحدة ممن أبهرتهن تجربة النهضة الإماراتية وقدرة دولة الإمارات على بلوغ مستويات حضارية راقية خلال عقود قليلة، اعتماداً على عنصري المجتمع الرئيسيين من الرجال والنساء، وهو ما حدا بالصحفية إلى وضع كتاب عن المرأة الإماراتية ودورها الفاعل في تكريس مكانة الإمارات كمنارة إشعاع حضاري وتنويري شهد لها القاصي والداني. ألّفت الصحفية النمساوية جوديث هورنوك كتابا بعنوان «المرأة العربية العصرية- الجيل الإماراتي الجديد»، حمل كثيرا من الرسائل الموجهة للغرب فحواها أن المرأة الإماراتية بخلفيتها العربية الأصيلة قادرة على الإسهام الفعال في تحقيق نهضة وطنها، مع الاحتفاظ بكل مكونات الموروث الاجتماعي النسوي الإماراتي، وإبراز قيمة هذا الموروث في تدعيم دور المرأة ومكانتها في بنيان الدولة. حوارات خاصة دارت مناقشات عديدة حوله في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي انتهى الأسبوع الماضي، بعد ما نشر عبير أفكاره في المحيط الثقافي العربي والعالمي على مدار ستة أيام. وقالت هورنوك، إنها منذ مجيئها إلى الدولة منذ ثمان سنوات كمراسلة صحفية، اكتشفت وجوهاً مضيئة ومشرفة للكثير من النساء الإماراتيات، بعكس الصورة السلبية التي كانت لديها في الماضي، وهو ما شجعها على الخوض في تجربة إنجاز هذا الكتاب الفريد من نوعه، كونه يتناول شخصيات نسائية عربية متمسكة تماماً بقيمها التراثية والثقافية، ومع ذلك أخذت بأساليب الحداثة والتطور وشاركت في بناء وطنها جنباً إلى جنب مع الرجال، في كافة المجالات والأصعدة. وأوضحت أن الكتاب استعرض حوارات من نوع خاص قامت بها مع مجموعة من النساء الإماراتيات اللواتي حملن لواء الريادة في مجالات عدة، وبالتالي استطاعت التعرف عليهن بشكل أكثر قرباً، كما استطاعت، عبر هذه الحوارات رسم صورة واضحة وجلية للمرأة الإماراتية تبهر الجميع خاصة في الغرب، وتجبرهم على تغيير الصورة المشوهة التي ينقلها الإعلام عن العالم العربي والنظم الاجتماعية السائدة فيه، سيما تلك المتعلقة بالمرأة ودورها في المجتمع. وأضافت أن هناك مناقشات عديدة حول موضوع الكتاب جرت على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي اختتم فعالياته مؤخرا، وذلك بمشاركة عدد من النساء الإماراتيات اللواتي كتبت عنهن، وهن من الناجحات في مختلف المجالات مثل الفنون والأعمال والطب والرياضة والأزياء والسياسة. وتمت مناقشة مبادئهن في الحياة والحدود التي تجاوزنها. بالإضافة إلى تحليل الصورة النمطية لدى الغرب عن النساء الشرقيات وبالعكس، بما يفيد في إثراء الحوار الثقافي والحضاري بين الشرق والغرب، الذي يمد جسور التواصل ويقضي على بذور الشقاق التي قد تنشأ لسبب عارض قد يظهر هنا أو هناك، لافتة إلى أن الكتاب، الذي صدر باللغتين الألمانية والإنجليزية، يعتبر خطوة مهمة في سبيل تغيير وجهات النظر في الغرب تجاه النساء العربيات، وهو ما لمسته بنفسها عبر الحوارات والنقاشات التي أدارتها سواء في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من البلدان الغربية. احترام الرجال لفتت هورنوك إلى أنها لم تواجه أي صعوبات أثناء قيامها بهذه الحوارات، ومن ثم إعداد كتاب عن أشخاص ينتمون لثقافة تختلف بشكل جذري عن تلك التي عرفتها ونشأت عليها. وأوضحت «عندما تقوم بعمل ما عن حب، لا تشعر فيه بأي صعوبة بل على العكس تجد فيه متعة، حتى في مواجهة بعض العراقيل البسيطة، واستمتعت بالجلوس إلى السيدات الإماراتيات وتعلمت منهن الكثير، وكيف يحترمن رجالهم ويقدرونهم، وقدرتهن على الاحتفاظ بأنوثتهن، بالرغم من كل ما وصلوا إليه من تعليم ونجاحات، بعكس النساء في الغرب اللواتي فقدن الكثير من هذه الأنوثة نتيجة سعيهن المستمر لمنافسة الرجال، فأصبحن وكأنهن أخذن شيئاً من سلوكيات الرجل. وهذا التوازن الذي استطاعت أن تحققه المرأة الإماراتية يحسب لها ويجعلها أنموذجاً يجب أن يقتدى به وينظر إليه بكل احترام». وعن استقبال الغرب لمؤلفها ومدى إقبالهم عليه وإدراكهم لما يحتويه من معان، أكدت الصحفية النمساوية، أن هناك اهتماما غير طبيعي بالوضع في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وكل ما يدور فيها من تغيرات، ولذلك تعتبر المكتبة الغربية عطشى لمثل هذا النوع من المؤلفات التي تغوص في أعماق المجتمع العربي، وهو ما جعل فئات وشرائح متنوعة تقبل على الكتاب وتحرص على مناقشة كل جزئياته معها، خاصة وأن الكتاب صدر في خضم الأحداث التي يعج بها العالم العربي الآن. خصائص وإنجازات قالت هورنوك إن هناك عوامل عديدة دفعتها لعمل هذه الحوارات وضمها في كتاب، يأتي على رأسها توضيح السمات والخصائص المتميزة التي تحملها المرأة العربية والإنجازات التي استطاعت تحقيقها دون أن تؤثر على بيتها أو دورها كامرأة، توضيح درجة الترابط الكبيرة بين المرأة والرجل في المجتمع الإماراتي، وعدم وجود أي نوع من التشدد عكس ما هو شائع في أماكن كثيرة في الغرب. ولفتت إلى أن وجودها لسنوات طويلة في المنطقة واقترابها من النساء الإماراتيات عن قرب، كون لديها هذه الصورة المشرقة التي حرصت على نقلها إلى الغرب. وقالت هورنوك في معرض الحديث عن أسباب وضعها لهذا الكتاب «ربما أمتلك روحاً عربية في أعماقي كشف عنها هذا التلامس مع المجتمع الإماراتي، وهو ما دفعني إلى وضع كتاب يعبر عن أشياء ومعان كثيرة تولدت لدي أثناء وجودي على أرض الإمارات». وتابعت «في شهر يونيو القادم سأقوم بعرض هذا الكتاب في مدينة سان فرانسيسكو مصحوباً بندوات ومحاضرات حول موضوعه، من خلالها يتم إلقاء الضوء على مسيرة المرأة الإماراتية ودورها في بناء المجتمع، وسيكون لافتاً للغرب أن تقوم امرأة نمساوية بالحديث عن النساء العرب وإبراز المزايا الهائلة التي تتمتع بها المرأة في العالم العربي، خاصة في ظل الأجواء المغايرة ووجهات النظر المغلوطة في الغرب عن النساء العرب». وكشفت هورنوك عن أنها تخطط لترجمة هذه الحوارات التي أجرتها مع نساء الإمارات، إلى حوارات تلفزيونية من خلال برنامج تلفزيوني يفتح نقاشات عن كيفية تبادل الخبرات بين الثقافات المختلفة في العالمين العربي والغربي، وسبل تحقيق التواصل بينهما، وتغيير نظرة كل منهما للآخر ليصبح أكثر تقديراً له بما يعود بالفائدة على كلا الطرفين. تجارب حقيقية «أعتقد أنه لا يوجد كتاب يجمع قصصاً أو تجارب حقيقية مثل هذا الكتاب، فهو فريد من نوعه، وقد كنت سعيدة جداً لتواجدي ضمنه إلى جانب نخبة من النماذج النسائية الإماراتية الرائدة، تنقل صورة واضحة وجلية للمرأة الإماراتية إلى الغرب، حتى يرانا الآخرون بصورة تغير نظرتهم إلى الدول العربية التي نقلها لهم إعلامهم المشوه». نماذج ناجحة من النماذج النسائية الإماراتية الناجحة التي أجرت هورنوك حوارات معها وتضمنتها صفحات الكتاب، كل من: الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية، والكاتبة سارة الجروان، ورئيسة منظمة القيادات العربية الشابة سيدة الأعمال منى عيسى القرق، وأول سائقة سيارة سباق نهلة الرستماني، وسيدة الأعمال آمنة بن هندي، والمخرجة السينمائية نايلة الخاجة، وسيدة الأعمال الشيخة الدكتورة هند بنت عبدالعزيز القاسمي، رئيسة مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات، والشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، مؤسسة شركة «أناسي» للإنتاج السينمائي، وسيدة الأعمال اليازية علي صالح الكويتي، ومؤسسة «تشكيل» للفن التشكيلي، لطيفة بنت مكتوم، ووزيرة الدولة ريم الهاشمي، وسيدة الأعمال بدرية الملا، ومصممة الأزياء مديرة «داس كولكشن» للتصميم، ريم علي بالجفلة، وسيدة الأعمال هدى المطروشي، ورئيسة مؤسسة «آرت أوف ليفينج» الناشطة الاجتماعية مواهب شيباني، وسيدة الأعمال منى بن كلي، والناشطة الاجتماعية رئيسة رابطة متلازمة داون في الإمارات، سونيا الهاشمي، والفنانة التشكيلية سمية السويدي، ونائبة رئيس قسم الطوارئ وطب الإصابات في مستشفى العين الطبيبة عائشة درويش الخميري، ومصممة المجوهرات عزة القبيسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©