الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

على ترجمة رواية «قصة حصار مدينة لشبونة»

على ترجمة رواية «قصة حصار مدينة لشبونة»
21 يونيو 2010 21:07
صدرت حديثاً عن مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ترجمة لكتاب جديد بعنوان “صخرتا الزمن.. العلم والدين في امتلاء الحياة”، للمؤلف ستيفن جَيْ غولد، كما أعلن المشروع أمس عن أنه يعمل على ترجمة رواية “قصة حصار مدينة لشبونة” للكاتب البرتغالي الكبير جوزيه ساراماجو الذي رحل منذ أيام بعد سيرة حافلة بالإبداعات الأدبية. ويتناول كتاب “صخرتا الزمن.. العلم والدين في امتلاء الحياة” ـ حسب بيان صحفي صادر عن الهيئة امس ـ موضوعاً حسّاساً يلمِّح له العنوان هو موضوعُ العلاقة بين العلم والدّين. ومن المعروف أن هذه العلاقة قد شابتها في العصور الوسطى وعصر النهضة في أوروبا بعضُ التوتَُّرات التي تمثَّلت في أشهر الأمثلة عليها في اضطرار غاليليو للتنصُّل من آرائه العلمية تحت ضغط الكنيسة، والتي تمثَّلت في أميركا في القرن العشرين بالصراع بين المؤمنين بالقراءة الحرفية لما يرد في الكتاب المقدَّس وما تقوله نظرية التطوُّر التي جاء بها دارْوِن. والحلُّ الذي يقترحه المؤلِّف لا يتمثَّل في أن يتنازل أحدُ الجانبين للآخر عمّا يرى أنه هو الصواب، بل أن يجري الفصلُ بين الحقلين فصلاً تامّاً بحيث لا يبحث العلم في أمور الدّين ولا يبحث الدّين في أمور العلم. فمثلما أن العالِم لا يملك الحقَّ في الإفتاء في أمور الدّين، كذلك لا يملك عالم اللاهوت الحقَّ في أن يفتي في الأمور التي يتناولها العلم الطبيعي. والمؤلِّف لا يدَّعي أن الحلَّ الذي يقترحه جديد. أما الجديد فيه فهو الأمثلة التي يختارها للتمثيل على ضرورة الفصل بين الحقلين. ومن أطرف ما في الكتاب استشهادُه بالعديد من رجال العلم الذين كانوا في الوقت نفسه من رجال الكنيسة، وتأكيدُه على أن الكنيسة الكاثوليكية مثلاً قد قبلت نظرية التطوُّر على أنها أمرٌ مفروغٌ منه، من دون التخلّي عن واجباتها الدينية. وليس ذلك مطلوباً منها لأن العلم والدّين صخرتان راسختان لا يتحقَّق امتلاء الحياة من دونهما بشرط ألا يتعدّى أيٌّ من الحقلين على الحقل الآخر. ولد مؤلف الكتاب ستيفن جَيْ غولْد في مدينة نيويورك في سنة 1941 وتوفِّي في سنة 2002. قضى معظم حياته الأكاديمية في جامعة هارفارد، وعمل أيضاً في متحف التاريخ الطبيعي الأميركي وفي جامعة نيويورك. أما مترجم الكتاب الدكتور محمد عصفور، فقد وُلِدَ في عين غزال بحيفا في سنة 1940، ودَرَسَ في جامعة بغداد وجامعة إنديانا بالولايات المتّّحدة، وعمل في عددٍ من الجامعات العربية. وترجم العديد من الكتب. أما الكتاب الثاني “قصة حصار لشبونة” لساراماجو الذي يعمل مشروع كلمة على ترجمته هو رواية تاريخية تتخذ من حصار مدينة لشبونة الإسلامية (1147) بوساطة البرتغاليين الإطار الرئيسي لأحداثه، وبطلها هو رجل في الخمسينيات من العمر وهو مسلم، أي أننا أمام واقعة تاريخية محددة جرى اتخاذها لبث التأملات الفلسفية والفكرية التي تتعلق بالكثير من القضايا، وتتنقل بالقارئ بين لشبونة اليوم ولشبونة القرن الثاني عشر، أي خلال العصر المرابطي الموحدي. غير أن ذلك لم يكن السبب الوحيد، ولو أنه كاف خلاله لتأمل جزء من تاريخ الإسلام في الأندلس، بل كان هناك سبب آخر يتعلق بالجوانب الجمالية الخاصة بتقنيات السرد والخصائص الأسلوبية مثل تعدد الأصوات (المؤلف والراوي والبطل) والجمع بين السرد والحوار والتأمل الذاتي، والانتقال المفاجئ للأحداث- من العصور الوسطى إلى القرن العشرين- والتقاطع الزمني واستخدام تقنية الأدب الشفاهي. ووقع اختيار مشروع كلمة للترجمة، لترجمة هذا العمل على الدكتور علي البمبي أستاذ الأدب الإسباني بكلية اللغات والترجمة بمصر، وهو واحد من مجموعة من الأساتذة المترجمين من أبناء هذه الجامعة وغيرها من الجامعات المصرية والعربية الذين أخذ مشروع كلمة يستعين بهم. وللدكتور علي البمبي الكثير من العناوين التي نشرت في أكثر من دار نشر. جوزيه ساراماجو توفي منذ أيام عن عمر يناهز السابعة والثمانين الكاتب البرتغالي الكبير جوزيه ساراماجو، المبدع متعدد القدرات والمواهب. وهو الكاتب البرتغالي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب (1998). ولد في أسرة فقيرة نزحت هربا من الفقر، من الريف البرتغالي (بلدة صنهاجة) إلى المدينة (لشبونة التي تقع على بعد مائة كم من بلدته)، فلم تجد في ذلك مخرجاً من الفقر، فعاشت على هامش المجتمع، وهذا يساعدنا على فهم ما قام به في إبداعه الأدبي من دمج بين القضايا الاجتماعية والجوانب الفنية والجمالية. كان يكتب عندما يدفعه إلى ذلك الإلهام وعندما يغيب أو يفتر يتوقف على الفور عن الكتابة لدرجة أنه ظل فترة طويلة منقطعاً عن مشواره الإبداعي دون أن يكتب حرفاً واحداً، رغم غزارة إنتاجه، حيث بلغ عدد أعماله 39 عملاً، وكان آخر ما كتب روايته “قابيل”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©