الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التهيئة النفسية تجنب المتقاعدين الشعور بالإحباط والتهميش

التهيئة النفسية تجنب المتقاعدين الشعور بالإحباط والتهميش
15 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد) -غالبا ما يتعرض رجال ونساء لصدمات نفسية بعد بلوغهم سن التقاعد، فمنهم من يدخل في صمت مريب، ومنهم من يشعر بنهاية حياته المهنية وجدواه في الحياة العملية، وبعد فترة من التأقلم مع الوضع الجيد، تختلف الرؤية، بحيث هناك من المتقاعدين من يبدأ حياة جديدة ويعتبر هذه الفترة انطلاقة أخرى في حياته. بينما هناك من يركن في البيت، يتفحص كل كبيرة وصغيرة مما يجعل التوتر والقلق يدب في أطراف الأسرة برمتها، وينعكس ذلك تلقائيا على المتقاعد ذاته، نفسيا وصحيا، ولإيجاد بعض الحلول وإدارة هذه المرحلة الجديدة من الحياة، يقول محمد ناجي، استشارات نفسية وأسرية، إنه «من خلال الاستشارات التي نستقبلها، والمشاكل المطروحة التي تعاني المرأة والرجل بالتساوي، هي مرحلة التقاعد التي تترتب عنها بعض المشاكل الزوجية داخل البيت وخارجه أحيانا، وتمتد لكل مناحي الحياة، فتنعكس سلبا على استقرار البيت والحياة بشكل عام». ويقول ناجي «يستوجب على الشركات والهيئات تقديم نصائح للموظفين الذين سيحالون على التقاعد، وتنمية وعيهم، كنوع من الوفاء لأن هؤلاء الموظفين في ذمتها، وذلك بتقديم محاضرات ودورات، ولا تكتفي بالتوعية بل بالإرشاد والنصح للقيام ببعض المشاريع، وهناك بعض المؤسسات التي تقوم برعاية المواطنين والبحث إذا كان هناك لياقة نفسية وصحية يمكن استغلالها إيجابيا». ويشير إلى أن التقاعد نوعان التقاعد بعد وصول سن معينة من العمل ويكون مقررا مسبقا حسب كل قطاع، أو تقاعد أو استبدال شخص من منصب معين لمنصب آخر أقل من الأول، وهذه الحالة تشعر من يعيشها بالتهميش، ما يدخله في حالة من العصبية. ويوضح «من خلال الاستشارات التي تقدمت بها بعض النساء تخص شكواهم من رجال متقاعدين، فهناك حالات كثيرة ومتعددة، وكلها تصب في واد واحد هو إحساس الرجل المتقاعد بالدونية والتهميش، وعدم اهتمام الزوجة والأولاد به، وهذا بعد أن كان محاطا بالاهتمام والرعاية التامة. وما يخرج من البيت إلا بعد تناول فطوره، ليرجع بعد الدوام يلاقي كل سبل الراحة متوفرة، ليصبح فيما بعد جالسا في البيت يراقب كل كبيرة وصغيرة، وبعيدا عن اهتمام المرأة التي لم تعد تسابق الوقت لترضيه، فهو في البيت ولا شيء يستدعي الاستعجال. ويزيد ناجي «الرجل الشرقي بطريقة لا شعورية لا يستطيع التخلص من الدور القديم من الحدة والشراسة، ويبدأ بالتدخل والتدقيق في كل شيء لأنه متفرغ وليس له أي ارتباطات مع الناس فيفرغ شحنته بالبيت، ويضع عدسة مكبرة لأشياء دقيقة، ويتدخل في شؤونه، في حين يعتبر البيت مملكة المرأة من تنظيم وترتيب. وفجأة يصبح هناك مراقب ومتدخل يمزج ذلك بالعنف والعناد، فيبدأ التوتر وهناك حلات كثيرة أدت للطلاق، ومن يكون ضحية هذه الأفعال هم الأبناء الذين غالبا ما يصير عندهم إهمال دراسي نتيجة التوتر النفسي والجو المشحون الذي يعيشونه في البيت». ويقول ناجي «نتيجة عدم التهيؤ النفسي، واعتبار التغييرات النفسية والفزيولوجية، فالرجل له طاقة كان يفرغها في العمل، وبعده يسكن للبيت باعتباره مكان الراحة والطمأنينة، أما في الحياة الجديدة فيفرغ طاقته كاملة في من حواليه، وقد تتأثر صحته وتتدهور، وإذا كان الرجل قليل الوعي، ولم يتلق أي تجارب أو نصائح لاستعداده بشكل جيد لهذه المرحلة فإنه يصاب بإحباط شديد، وتكون المرحلة قاسية جدا على الرجل نفسه وعلى المرأة والأولاد»، مؤكدا أهمية الدورات التدريبية في التوعية بهذه المرحلة الجديدة وكيفية استثمار الوقت وشغله بأشياء تعود بالنفع على الجميع، وينصح ناجي «بالتفكير المبكر بسن التقاعد بتأسيس مشاريع تعود بالنفع وتدر دخلا ماديا ومعنويا على المتقاعد وأهل بيته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©