الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المحميات جاذبة للحياة الفطرية ومأوى للطيور المهاجرة

المحميات جاذبة للحياة الفطرية ومأوى للطيور المهاجرة
15 ابريل 2012
هناك العديد من المحميات التي تشرف عليها هيئة البيئة – أبوظبي، ومنها محمية بحيرة الوثبة التي بدأت في الإشراف عليها منذ عام 1998 م، وتعد من أهم المواقع في الدولة للطيور المهاجرة، حيث تعتبر موطنا لما يزيد على 220 نوعا من أنواع الطيور التي تعتمد على البحيرة، وعلى المناطق الرطبة حولها للاستراحة أو التغذية أو التكاثر، كما أنها توفر ملجأ آمنا لكثير من الأنواع الأخرى من الزواحف والثدييات الصغيرة والحشرات، وتعد منطقة مهمة للحفاظ على التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي. موزة خميس (أبوظبي) - تمثل الحياة الطبيعية بمحمية بحيرة الوثبة بأبوظبي نموذجا لتعايش الطبيعة والصناعة، فقد تكونت بحيرة الوثبة نتيجة لتدفق فائض مياه الصرف الصحي المعالجة من محطة المفرق، على مساحات من الأرض السبخة بالمنطقة القريبة من المحطة، وأسهم وجود شارع الشاحنات المرتفع نسبيا في حجز المياه وتكوين البحيرات، وشكلت هذه البحيرات منطقة جاذبة للحياة الفطرية وأصبحت في فترة وجيزة مأوى لأنواع كثيرة من الطيور. طائر الفلامنجو ويقول ثابت زهران آل عبد السلام، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة – أبوظبي، إن الهيئة قامت بتوفير الحماية للمنطقة وتسييجها وتسيير دوريات حراسة منتظمة، لتكون بذلك واحدة من أهم المحميات بالدولة المهيأة لاستقبال الطيور المهاجرة، وبالفعل نجحت الخطط في إيجاد مستوطنة للطيور التي تعيش في المستنقعات أو على ضفاف البحيرات أو الأماكن الرطبة، ومن المخطط أن يتم تطوير محمية بحيرة الوثبة لتكون مركزا علميا للباحثين والمهتمين بالشئون البيئية والحياة الفطرية في دولة الإمارات. ويضيف زهران: تعتبر محمية بحيرة الوثبة الآن ملاذا آمنا لأنواع كثيرة من الطيور بما فيها طائر الفلامنجو الكبير، وهذا يدل على مدى صلاحية بيئة هذه البحيرات للحياة الفطرية، وقدرتها على جذب الطيور خاصة أنها شهدت لأول مرة منذ عدة سنوات في شبه الجزيرة العربية، قيام طيور الفلامنجو ببناء أعشاشها وتكاثرها بصورة طبيعية ودون تدخل الإنسان، وفي الطريق إلى المحمية، يمر الزائر بالمنطقة الصناعية بالمصفح، لكنها لا تكون واضحة للعيان ولا يعلم أحد بوجود محمية قريبة. ويوضح زهران أن المؤشر الوحيد بأنك تقترب من المحمية هو مستعمرة السحالي إبرية الذيل، التي تسمى محليا بالضب على جانبي الطريق الترابي المؤدي إلى مدخل المحمية، وبالرغم من هذا المؤشر إلا أن المرء يصاب بالدهشة عند الوصول إلى موقع المحمية لضخامة البحيرة المفتوحة، وقد تتملك الزائر الدهشة نتيجة التباين بين الغطاء النباتي داخل وخارج المحمية، فالنباتات في الخارج قد تعرضت للرعي بينما النباتات المحظوظة في داخل المحمية قد تم حمايتها من الرعي، وتوفر المحمية قدرا كبيرا من السلام والهدوء اللذين غالبا ما يتوق إليهما سكان المدن. محمية مروح البحرية وفيما يتعلق بمحمية مروح البحرية فهي كما يخبرنا زهران، تعد من المحميات التي تضم في نطاقها جزر مروح وصلاحة وجنانة والفيي، وأيضا البزم الغربي وبوطينة وحالة مبرز، مع الشريط الساحلي المقابل لها نموذجا مثاليا للبيئة البحرية والساحلية بالدولة، وهي أيضا غنية بتنوعها البيولوجي الذي تدعمه بيئات بحرية وساحلية حساسة للتدخلات البشرية، ولقد تم الإعلان عن المنطقة التي تمتد على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 4255 كيلو مترا مربعا كمحمية طبيعية وفقا للمرسوم الأميري رقم (18) لسنة 2001م. حيث تمت إضافة محمية مروح البحرية إلى الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، التابعة لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي الخاص باليونيسكو، وبهذا تكون أول محمية محيط حيوي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، كما تمت الموافقة من قبل السكان المحليين على تعديل تقسيم المناطق ضمن محمية مروح للتوافق مع معايير محميات المحيط الحيوي، وتعتبر منطقة مروح من أهم المناطق عالميا حيث تتواجد فيها أبقار البحر المهددة بالانقراض، والتي يعتقد أن مياه إمارة أبوظبي، وعلى وجه الخصوص منطقة المحمية، تضم ثاني أكبر مجموعة من بقر البحر في منطقة المحيط الهندي – الهادي، إضافة إلى تواجد أنواع من السلاحف البحرية والدلافين، واعتبارها من المناطق البيئية الهامة لإكثار وحضانة أنواع عديدة من الأسماك البحرية والشعاب المرجانية والتي لها أهمية اقتصادية وبيئية بالدولة. الأسماك العشبية ويؤكد الخبير البيئي ثابت زهران، أن المنطقة بيئة بحرية كما تعتبر مميزة للأعشاب البحرية، والتي تم تسجيل وجودها في دولة الإمارات وهي من أنواع بأسماء منوعة علميا، وتعد هذه البيئة موئلا طبيعيا لأبقار البحر، كما تكثر بها الطحالب البحرية وتسود أنواع الشعبة البنية التي تتغذى عليها العديد من الأسماك العشبية، وتعتبر بيئة مناسبة لاحتضان بيض العديد من فصائل أسماك البحر، وتوفر المحمية أشجار القرم في المنطقة الساحلية، وخاصة في جزر مروح والبزم والفيي وبوطينة وأماكن أخرى متفرقة، وتعمل هذه الأشجار على تثبيت الشواطئ وتشكل بيئة هامة لتعشيش الطيور، وحماية وتغذية الأسماك البحرية خاصة في طور الحضانة. ومن مميزات محمية مروح، كما يقول زهران: هناك عوامل بيولوجية ممثلة في وجود العديد من الكائنات البحرية وأهمها وجود الدلافين، كما أن بها العديد من السبخات الهامة لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة والمقيمة، وهي مستعمرات لطيور ذات أهمية، مثل الغاق السقطري. أما محمية الياسات البحرية فهي أعلنت كمحمية بمرسوم أميري منذ عام 2005، وتعد من المواقع التي تتميز بأهميتها البيئية وتعد موطناً للشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والشواطئ الرملية، فضلا عن أهميتها التاريخية والثقافية، والتي أضافت لها دورا هاما في الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتضم المحمية التي تشرف عليها هيئة البيئة -أبوظبي، جزر الياسات الكبرى والصغرى، وكرشا، وعصام، والمياه المحيطة بإجمالي مساحة 481.73 كيلومتر مربع. استيطان بشري ويوضح زهران: تعتبر مجموعة جزر الياسات والمياه المحيطة بها من المناطق البيئية الهامة، لأن الجزر المحيطة تحيطها شعاب مرجانية ولذلك تعتبر ملجأ هاما ومأوى لحضانة العديد من أسماك الهامور والشعري والفرش وتلك من الأسماك الهامة شعبيا، كما يتميز الشريط الساحلي لجزر المحمية بوجود البيئات الساحلية الصخرية والرملية، وشواطئ منطقة المحمية تعد من الأماكن المؤهلة لتعشيش سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض. كذلك تأوي المنطقة أعدادا كبيرة من الحيوانات البحرية الأخرى المهددة بالانقراض مثل أبقار البحر والسلاحف الخضراء، وتنتشر بالمحمية الثدييات البرية، وتتمتع المحمية بتنوع الغطاء النباتي والبيئات الطبيعية على جزر المحمية، كما تضم جزيرة الياسات الكبرى واحدة من مستعمرات التكاثر الهامة لطائر الغاق السوقطري، والذي يعتبر من الطيور الهامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تمثل هذه المستعمرة واحدة من 15 مستعمرة معروفة عالميا لتكاثر هذا النوع. وأشارت المسوحات الأثرية في المنطقة إلى وجود استيطان بشري على جزر الياسات، في أواخر عصر ما قبل الإسلام من القرن 1-6 بعد الميلاد، حيث تم العثور على بقايا مستوطنات، ومواقع أخرى تشير إلى وجود استيطان بشري في المنطقة يعود إلى أواخر العصر الإسلامي، كما عثر على بعض الأدوات التي تعكس طبيعة الحياة التي كان يعيشها السكان في تلك الحقبة، وطرق الحصول على مصادر الغذاء الموجودة في المياهِ القريبة، كما تم اكتشاف عدة مواقع أثرية اعتبرت ذات أهميةً وطنية وإقليميةَ. تتبع السلاحف عبر الأقمار الصناعية يقول الخبير البيئي ثابت زهران: من ضمن الدراسات التي تجريها هيئة البيئة في محمية الياسات، في إطار وضع خطة ملائمة لإدارة هذه المحمية، قامت الهيئة بإجراء بحث علمي شامل تضمن تقييم الحالة الراهنة لمواطن الشعاب المرجانية، لوضع خريطة شاملة لمواطنها في إمارة أبوظبي، وتتبع السلاحف البحرية عبر الأقمار الصناعية بعد تعشيشها على شواطئ المحمية، ورصد عودة نمو الشعاب المرجانية من خلال محطة مراقبة دائمة. وفي إطار الخطة التي تنفذها إدارة المحمية، عملت الهيئة على تركيب 22 علامة بحرية لبيان حدود المحمية، وتشير المسوحات إلى دلائل خصوبة واضحة وانتشار نشط للشعاب المرجانية على امتداد منطقة المحمية حيث تم التعرف على 8 أنواع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©