الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي تقرأ».. مبادرة تغري الصغار على اكتشاف عالم المعرفة (فيديو)

«أبوظبي تقرأ».. مبادرة تغري الصغار على اكتشاف عالم المعرفة (فيديو)
16 ابريل 2013 22:08
لمشاهدة الفيديو على الهواتف المحمولة اضغط هنا

تواصل حملة «أبوظبي تقرأ» فعالياتها المتجددة، التي استقطبت عدداً كبيراً من الأطفال من أعمار مختلفة، بهدف اطلاعهم على مجموعة قيمة من الكتب التي تلائم أعمارهم، فضلاً عن أنشطة تنمي مهاراتهم الفكرية، وتدفعهم نحو اكتشاف قدراتهم العقلية عبر برنامج حافل وممتع يغري بالقراءة، واللافت في هذه المبادرة الشيقة أن أعداد الأطفال تتزايد يوماً بعد يوم ما يؤكد أن نهم هذه الفئة العمرية إلى الاطلاع لا يتوقف، حيث أثبتت التجارب عبر سنوات طويلة أن الكتاب هو خير من يشكل عقل الأطفال، ويغذي وجدانهم ويرقى بهم نحو عالم المعرفة الكبير.

تركز فعاليات حملة «أبوظبي تقرأ» التي انطلقت 11 أبريل الجاري، وتستمر حتى نهاية الشهر ذاته، على أن يرتبط صغارنا بالكتاب ويشعرون بقيمته في سنوات عمرهم الأولى، وأن يدركوا أن العلم النافع هو بوابتهم الرئيسية نحو تكوين شخصياتهم حتى يكونوا أشخاصاً نافعين لأنفسهم ولأوطانهم أيضاً، وهذا هو الهدف الذي ينشده مجلس أبوظبي للتعليم الذي أطلق هذه المبادرة من أجل أن تدرك الكثير من الأسر أن الطفل القارئ هو الأكثر ثقافة، والأكثر إقبالاً على تحصيل العلم.
استجابة كبيرة
قبل بدء دخول الآباء والأمهات مع أطفالهم إلى الساحة، التي أخذت حيزاً كبيراً في وسط مركز الخالدية مول التجاري، وقف مدير الاتصال الاستراتيجي بمجلس أبوظبي للتعليم أحمد السويدي، يراقب المكان وتجهيزاته، خصوصاً وأن الاستجابة للمبادرة كانت كبيرة جداً، وعائلات كثيرة وقفت بالخارج تنتظر أن يسمح لها بالدخول قبل موعد البدء الذي هو عادة يكون في الساعة الرابعة على أن تكون النهاية في تمام الساعة السابعة والنصف مساء، وخلال هذه المدة القصيرة يتصارع الأطفال من أجل المرور على جميع أركان المبادرة حتى يستفيدوا من البرنامج كاملاً في صحبة أسرهم، في أجواء حركية توضح حالة النشاط الكبير الذي يعتري هؤلاء الصغار، الذين أغرتهم الكتب وحركت أفئدتهم القراءة، ويبين السويدي أن الكتب الموجودة كلها تابعة إلى مجلس تعليم أبوظبي ومن اختياره أيضاً، وجميعها تحمل أفكاراً متجددة تفيد الأطفال في نواح علمية واجتماعية وثقافية وترفيهية وفكرية، واحتوت على جانب تاريخي مبسط تستطيع الفئات العمرية الموجودة استيعاب مادته بسهولة ودون الحاجة إلى معلم، وقد راعى قسم المناهج بالمجلس عامل العمر، بحيث تلائم هذه الكتب الأعمار من سن 4 سنوات إلى 12 عاماً، وبعضها كان باللغة العربية والآخر باللغة الإنجليزية، حتى يستمتع الجميع خصوصاً وأن القصص المصورة جذبت الأطفال ما دون السابعة.
ثقافة القراءة
وعن دور هذه المبادرة في توعية أسر المواطنين والمقيمين بالدولة يقول: «توجهات المجلس كانت واضحة حين أطلق هذه المبادرة، حيث كان الهدف الرئيسي هو تعزيز ثقافة القراءة لدى هذه الفئة المستهدفة والمجتمع ككل، وما من شك في أن وجودنا في قلب مركز الخالدية مول التجاري حمّس الكثير من الأطفال وجعلهم يرغمون آباءهم على الدخول إلى ساحتنا، والعجيب في هذا الأمر أن الذي يدخل لا يرغب في الخروج حتى بعد انتهاء الوقت المخصص للأنشطة، لذا، فإن الكثير من الوجوه تكررت عبر أيام الفعالية، ما يدل على أن من شاركنا استفاد، ومن ثم استمتع عبر أربعة أركان كل واحد منها مثل ورشة عمل خاصة».
تزايد الإقبال
وبخصوص إقبال أسر المواطنين وأطفالهم يضيف: «منذ اليوم الأول وكان الحضور الإماراتي لافتاً جداً، خصوصاً أن الأمهات اللواتي جئن إلى المول بهدف التسوق جذبهن الحدث، وتوجهن إليه مع أبنائهن، وقد بدا على أطفالهن السعادة والمرح، بخاصة أن شخصية منصور الكرتونية كانت تتجول بين الأطفال، وقد رغبوا في التقاط صور معه، كما أن بعضاً من الكتب كانت تحتوي على قصص إماراتية تصور حياة الأجداد، وتتحدث عن التراث بشكل حكائي ممتع، فجلسوا في ركن الكتب وطالعوا هذه القصص المسلية وتفاعلوا معها، وكانوا يحكون لأمهاتهم ما فهموه من هذه القصة أو تلك، ويشير إلى أن هذه المبادرة يطلقها مجلس أبوظبي للتعليم للمرة الأولى، وسوف نكررها في الأعوام المقبلة بشكل أكبر من أجل توسيع المشاركات، ومن ثم دعوة العديد من الشركات والمؤسسات، وكذلك البحث عن سبل اتساع المكان نفسه في ظل التجاوب الكبير من كل أفراد المجتمع على اختلاف جنسياتهم، فالمبادرة تشمل مركز الخالدية التجاري في أبوظبي، والعين مول في مدينة العين وفي ستي مول بالغربية».
ألعاب مسلية
وتطوعت مسؤولة تطوير تعليم اللغة العربية بأكاديميات الدار في العمل ضمن مبادرة «أبوظبي تقرأ» إيمان غنوم بشكل لافت، حيث كانت مسؤولة عن المشرفين، الذين تولوا تدريب الأطفال على قراءة الحروف، وتشكيل الجمل عبر المكعبات والألعاب المسلية.
وعن التجهيزات الجديدة التي احتوتها المبادرة تقول: «قسمت ساحة المبادرة إلى عدة أركان، حيث تصدر ركن اللغتين العربية والإنجليزية المشهد من خلال وجود مشرفتين ياسمين وتالين، واحدة تجلس مع الأطفال الناطقين باللغة العربية، والأخرى تلزم الأطفال العرب عبر «سكرابل»، وهي لعبة تعتمد على اختبار الأطفال لسبعة حروف أو أقل، لتكوين كلمة أو كلمتين، وهذه اللعبة تعليمية وتفيد الصغار في تعليم اللغتين العربية أو الإنجليزية والكتابة بهما بطريقة سهلة وميسرة، فضلاً عن ركن الدمى الذي تتولى إحدى المشرفات صناعة أشغال يدوية، وتعلم الأطفال في الوقت نفسه طريقة عمل بعض أغطية الرأس من الورق المقوي».
أركان متنوعة
أما عن ركن الفرص، فتشير إلى أنه يوفر للمشاركين الصغار فرصاً حقيقية لتأليف قصص بأنفسهم، وذلك عن طريق مكعبات، بها صور على عدة أوجه، ويبدأ الطفل في سرد الحكاية من خلال فهمه للصور، ومكعبات أخرى عليها حروف وجمل، وطلب منهم ترتيبها بحيث تتشكل في النهاية قصة مفيدة ومسلية، وتلفت غنوم إلى أنها عثرت بالمصادفة عبر الأيام الماضية من هذه المبادرة على أطفال لديهم مهارات خاصة، وقدرة عجيبة على التأليف القصصي بذكاء فني خالص، ما ينبئ بأنهم سيكونون من الأدباء في المستقبل القريب، فضلاً عن الفوازير التي كانوا يتسارعون في حلها بمنتهى الشفافية، وتؤكد أن ركن الإلهام كان له دور كبير على استكشاف مستويات ذكاء هذه الفئة العمرية التي تتمتع بقدرة عالية الاستيعاب، ومن ثم التعلم سريعاً، حيث وضعت أسماكاً على هيئة مجسمات في إطارات خشبية وكل سمكة مكتوب عليها عبارة، ومن يستطيع قراءتها تمنحه المشرفة جائزة على الفور، وترى أن ركن القراءة هو الذي حاز نصيب الأسد، حيث اجتمع الأطفال حول الكتب المصورة والقصص العلمية والاجتماعية والتاريخية ينهلون من رحيقها ويتدبرون معانيها في شغف، وكان عليه زحام شديد خصوصاً وأن الأطفال هم الذين كانوا يختارون كتبهم بأنفسهم دون تدخل الآباء.
أنشطة جاذبة
ومن بين الأطفال الذين حرصوا على الحضور لليوم الثالث على التوالي لؤي 6 سنوات، وملاك 4 سنوات، ومحمد 5 سنوات، وهم من أسرة عربية، على الرغم من أن المصادفة وحدها هي التي قادتهم في اليوم الأول إلى مشاهدة حلقة كبيرة في وسط مركز الخالدية مول التجاري، ومن ثم طلبوا من والدتهم دخلوها وفور اندماجهم وسط الألعاب المسلية ومشاهدة الكم الكبير إلى مجموعة القصص المسلية فوق الأرفف، شعروا بالألفة وسط أقرانهم من الأطفال، ويوضح لؤي أنه أحب لعبة «سكرابل» ووجد فيها متعة حقيقية بالنسبة له، وقرر أن يمارسها لليوم الثالث على التوالي، بعكس أخته ملاك التي ارتبطت بركن الإلهام، حيث اصطياد الأسماك الاصطناعية المكتوب عليها جملاً تتطلب القراءة، وقد برعت في هذه الشأن وحازت جوائز كثيرة.
ويتابع: المبادرة مكتملة وجميلة ومسلية وأتمنى تكرارها، حيث نشارك أنا وأخوتي وفي الفعاليات المماثلة، غير أن هذه المبادرة كان لها وقع خاص بسبب تنوع أنشطتها في مكان واحد، ويستطيع أي طفل في عمري أن يمارس هذه الأنشطة بسهوله بل ويستفيد منها.


ألعاب الأصابع الإماراتية
في كتاب آخر حمل عنوان «ألعاب الأصابع الإماراتية» تناول مجموعة من القصص القصيرة جداً، حيث إن في كل صفحة قصة مكثفة جداً، ومكتوبة بعدد قليل من الكلمات، لكنها تحمل في مضمونها عبرة أو فكرة براقة، وجاءت أسماء القصص التي احتواها الكتاب على النحو الآتي: زهور ملونة، خمس صلوات، دجاجتي، خمسة رجال في الصحراء، إبريق الشاي، أركان الإسلام، عائلتي، عالمي.

كم أنا جائع
أما قصة «كم أنا جائع»، فاعتمدت على التخيل والرسم وكيفية استخدام الألوان، حيث تصدت الصفحة الأولى إشارات المرور، في جانب تعليمي ويمنح في الوقت نفسه للنشء أن يقوموا بتلوين كل إشارة، تدرجاً من الإشارة الحمراء إلى الصفراء وانتهاء بالإشارة الخضراء، وفي صفحة أخرى كان قرص الشمس الكبير يشع بقوة ساعة الغروب، ويتطلب من الأطفال تلوين خيوطه في هذا التوقيت، فضلاً عن عرض قطعة شيكولاتة تحتاج إلى استخدام اللون البني لتكتسب شكلها الطبيعي، ومكعبات وأدوات مطبخ وبعض الأطعمة التي يجب تمييز بعضها بعضاً عن طريق التلوين أيضاً.

من بذرة إلى نبتة
وكان كتاب «من بذرة الى نبتة» الأكثر قراءة من قبل الأطفال الصغار، حيث عرض لمحات عن دورة حياة النبات بدأت بأسئلة مثل ما الذي تحتاجه البذرة حتى تنمو، وكانت الإجابة واضحة أذ تمثلت في الهواء والماء والدفء والضوء، ولفت هذا الكتاب إلى أن بعض النباتات لا تنمو بذورها في الجو البارد، وألمح إلى أهمية الشمس في تدفئة التربة وضرورة مياه الأمطار لكي ينمو النبات حتى تتطور البذرة إلى ساق تتفرع منها الأوراق. والكتب بلا شك كانت كثيرة ومفيدة جداً واستقطبت جميع الأطفال مثل أحب عالمي، حذاء العيد، ميرة، مخبأ الفيل الصغير، حروفي ترقص، النمر مرمر مزاجه معكر، بريد الأشجار، المغفل الخبيث، الحمامة الرسامة، حكاية الصقر، حلم، أشغال ومهن.

علياء .. أميرة الإرادة والتحدي

على الرغم من إعاقة علياء الأمير الحركية إلا أنها لم تمنعها من المجيء إلى مركز الخالدية مول التجاري من أجل المشاركة في مبادرة «أبوظبي تقرأ»، ومن ثم متابعة هوايتها الأصيلة التي هي زاد لها في هذه الحياة، حيث تعد الكتاب هو صديقها الوحيد، وتقدمت على كرسي متحرك تطوف به بين الأنشطة المختلفة، وتتبادل مع الأطفال الذين هم في عمرها تقريباً الأحاديث.
وتقول: كنت حتى وقت قريب أمشي على قدمي، لكن بسبب تدرج إعاقتي اضطررت إلى الجلوس على الكرسي المتحرك، حيث يدفعني والدي دائماً للأمام ويحركاني في الاتجاهات كافة، ونظراً لهذه الإعاقة، فقد خرجت من التعليم ولم أكمل، لذا تأتيني معلمة في البيت، حيث أدرس معها الرياضيات والعلوم واللغات، لكن متعتي الحقيقية هي القراءة ولا أستطيع تذكر عدد القصص التي قرأتها في الفترة الماضية، ولا أنكر أن مشاركتي في هذه المبادرة ووجودي وسط أقراني جعلني أشعر بالسعادة والاندماج بصورة سريعة، وسأحرص على المجيء هنا في الأيام المقبلة، حتى أواصل القراءة خصوصاً وأن القصص الموجودة على الأرفف مسلية ومفيدة في الوقت نفسه.


قصص الجدة ميرة

تمتلك تيا رائد 8 سنوات طالبة في مدرسة الوردية في أبوظبي القدرة على نطق اللغة العربية بطريقة سليمة، فالتف حولها عدد من الأطفال للاستمتاع بأدائها اللافت، في السرد وصوتها المعبر، حيث وقفت أمام إحدى الطاولات وفي يدها كتاب حمل عنوان «ميرة»، ويحوي قصصاً من الواقع الإماراتي على لسان الجدة ميرة، وتشير تيا إلى أنها منذ سن الرابعة، وهي تقرأ بكثرة، وفي هذه المرحلة استطاعت قراءة بعض الروايات الخفيفة، وتطمح في المستقبل إلى أن تكون مؤلفة قصص للأطفال، حيث إن لديها قدرة على التعبير بشكل جيد، ودائماً تحصل على درجات عالية في مادة التعبير، ويطلب منها المدرسون أن تقرأ في الفصل لزملائها الموضوعات النثرية، وكذلك قراءة الأناشيد التي تتطلب براعة لغوية ومهارة في النطق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©