الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلوى العمانية رمز لكرم الضيافة في أيام الشارقة التراثية

الحلوى العمانية رمز لكرم الضيافة في أيام الشارقة التراثية
15 ابريل 2013 21:26
أزهار البياتي (الشارقة) - في أيام الشارقة التراثية، التي تتواصل احتفالاتها الشعبية بكل حيوية وحماس، قد لا يجد زوار قرية التراث بداً من مقاومة عبق الروائح الزكية التي تهب عليهم فور دخولهم من بوابتها الخشبية العتيقة، حيث يستقبلهم من هناك عبير شهي منكه بعطر الهيل والزعفران، ليجتذبهم نحو ركن الأكلات الشعبية ومرجل الحلوى العمانية الشهيرة، التي ما زال سر صناعتها وإعدادها لا يعرفه إلا القليلون، كونها طبق حلوى من نوع خاص ومختلف، يتميز بنكهة وطعم لا يضاهيه أي شيء آخر، وهو أيضا يرتبط ارتباطا وثيقا بتراث وتاريخ الساحل العماني وعموم منطقة الخليج، حيث قال الزائر أحمد سالم 57 عاماً، إن الحلوى العمانية جزء هام من تراث المطبخ الخليجي، ولها صلة وثيقة بثقافة وتاريخ السكان والأهالي، وهي بلا شك تعتبر من أهم الأطباق التراثية الحلوة التي اشتهرت بها المنطقة، وتوضع في صدر المجالس والديوانيات والأفراح كرمز لأصالة وكرم الضيافة العربية، متربعة على موائدنا في المواسم والأعياد، تجاورها دلال القهوة العربية المهيلة، فتكون رديفا ملزما في الاستقبالات والمناسبات، إذ حظيت وعلى مدى كل العقود الماضية بشعبية واسعة امتدت متنقلة من موطن منشئها الأصلي في سلطنة عمان، لتنطلق وتنتشر في عموم بلدان الخليج، معبرة من خلال نكهتها المعطرة ومكوناتها الطيبة، عن أصالة الإنسان الخليجي وارتباطه القوي بجذوره وماضيه وتراثه الإنساني العريق. إرث تاريخي ولفتت طقوس صناعة الحلوى العمانية في مهرجان أيام الشارقة التراثية في نسخته الـ 11، التي انطلقت من 3 وحتى 20 أبريل الجاري، أنظار الكثير من الزوار والضيوف، مستقطبة اهتمام الجماهير ليتابعوا بكل دهشة واستمتاع تفاصيل ومراحل إعدادها، بدءاً من تحضير المقادير، ومرورا بخلط المكونات والتقليب والغليان، ويصف إسماعيل أحمد من مصنع الحلوى العماني في الشارقة هذه العملية، بقوله إن صناعة الحلوى العمانية إرث إنساني وتاريخي ارتبط بأهالي المنطقة منذ تاريخ بعيد، وقد تم توارث طرق تحضيرها وإعدادها من جيل إلى جيل ومنذ زمن الآباء والأجداد، ومع أن مراحل تحضيرها ومقاديرها تتميز بقواعد وأصول أساسية يعرفها كل من تخصص بهذه الصناعة، إلا أن لكل صانع منهم سرا، وبصمة، وأسلوبا خاصا يميزه ويفرد عمله عن الآخرين، وهو مقياس يبين مدى ما يمتاز به من مهارة وفن وقدرة في هذا المجال، وهي أمور عادة ما ترتبط بعدة أشياء منها ما يتعلق بالمدة الزمنية أو بالنوعية، بالإضافة لكمية المقادير، وجودة المكونات والمطيبات التي يضيفها هذا الصانع أو ذاك. أساسيات ويتابع: في صناعة الحلوى العمانية هنالك مواد أولية تعد من أساسيات تحضير الطبق منها على سبيل المثال «الدقيق، والسمن العربي، والسكر الأبيض أو الأسمر، والماء والنشاء والبيض»، يزيد عليها تشكيلة من المكسرات كاللوز والجوز والكاجو والفستق والبندق، مع بعض المطيبات المنكهة كالزعفران ومسحوق الهيل وماء الورد، حيث تضاف جميعها مرحلة بعد أخرى في قدر كبير ومقعر يسمى «المرجل»، وتطبخ على نار حامية وقوية مع التحريك والتقليب المستمر، ولمدة قد تستغرق ساعات فتمتد من ساعة ونصف الساعة إلى حدود ثلاث ساعات، ومع أنه حاليا أصبح مشاعا استخدام مواقد الغاز والكهرباء أثناء عملية الطهي، ولكن قديما كانت الحلوى العمانية تتميز بطهوها فوق نيران حطب السمر، كونه لا يصدر أي دخان أو رائحة تذكر. جدير بالذكر أن الحلوى العمانية تتميز بعدة أنواع ونكهات وألوان تختلف باختلاف المكونات والمواد، فمنها «البيضاء، والسوداء والحمراء» ومنها تلك المخلوطة بالحليب، أو بالسكر الأحمر المستخرج من قصب السكر، كما هنالك الحلوى السلطانية، والحلوى المزعفرة، التي تتكون مقاديرها من السكر الأبيض والزعفران الأصلي، بالإضافة إلى أن استخدام السمن العربي ومصدره ونوعيته له تأثير كبير على عموم الطعم والنكهة لأشهر طبق حلوى خليجي على الإطلاق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©