الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غياب التفكير النقدي عند الطلبة

15 ابريل 2013 21:26
التسليم بالمعطيات.. عدم مناقشة أو مجادلة مسألة معينة.. غياب التشكيك في النتائج وتحليلها.. القبول المطلق بكل الأفكار المطروحة، من أهم السمات التي يتمتع بها تلاميذ وطلاب اليوم، زاد من تعميقها الانتشار الواسع للمعلومة عبر الإنترنت التي بات التسليم بنتائجها قاعدة أساسية، كما أن غياب الحوار وفتح النقاش والمجادلة في المدارس بين المعلم والطالب أصبحت شبه معدومة، ما جعل الطرف الثاني تنحصر معلوماته فيما تم تقريره، تذوب كذوبان الثلج بمجرد شروق الشمس، بحيث تعتمد العملية التعليمية على التلقين ثم التفريغ، إذ يتقبل المعلومة الجاهزة ويصدقها دون تحليلها أو الوقوف عند تناقضاتها. وهذا ما يصطلح عليه غياب التفكير النقدي الذي يعرف بأنه القدرة على التحليل، وعدم تقديس مصادر الأفكار، كما أنه يعلم المعرفة بأنها نسبية ومتطورة، وهذا لا يكتسبه الطالب من فراغ، ويستحيل أن يتكون لديه رصيد معرفي يصب في هذا المنحى دون أن تتاح له فرصة النقاش والتحليل، ولا يتسنى ذلك إلا بتغيير في المناهج وإدراج التفكير النقدي فيه، وترك الباب مفتوحاً لإبداء الرأي، وليس فرض المعلومة وجعلها مسلمة، بحيث إن ذلك سيعلم المتلقي من هذا الجيل التصديق بكل المطروح والتسليم بكل المعطيات، وهذا له أبعاد خطيرة في المجتمع، بحيث يسهل السيطرة عليه وشحنه بالمعلومات المغلوطة، بحيث يتعود على الاستهلاك دون تحليل ما يتلقاه وقبوله بشكل مطلق دون التشكيك فيه. ويرى بعض الباحثين أن غياب التفكير النقدي عند الطالب يجعله منغلقاً داخل مسلماته، ولا يستطيع تطوير نفسه، بعكس الطالب المنفتح الذي يتطور ويتقبل المعلومة بمرونة، ما يجعله قابلاً للتعلم من الآخرين، مهما كانت ثقافاتهم، وأديانهم وأجناسهم؛ لأنه لا يحمل مسلمات في ذهنه، وهذا يستطيع أن يكون مواطناً بانياً؛ لأنه لا يقتنع بكل ما يقال من الشعارات مهما كانت خلفياتها، أو أهدافها، وله القدرة أيضاً على التمييز بين الصالح والطالح، بحيث يعلم تحليل الأفكار قبل تقبلها، ويتضح من خلال التواصل مع العديد من الطلاب غياب التفكير النقدي عن حياتهم الدراسية، ما يؤدي إلى فقر معرفي وتسطيح فكري. ويؤدي غياب الحوار في البيت، والرد بالصمت أو نهر الطفل عند طرح الأسئلة إلى إعدام التفكير النقدي لدى الناشئة في مهدها، ويدعم هذا المعطى انتشار الألعاب الإلكترونية في البيت التي أصبح دورها سلبياً في تكوين وبلورة أفكار الطفل، بحيث بات الطفل يجنح لها أكثر مما يلجأ إلى الكتب ويطرح الأسئلة، ساد الصمت العلاقة التربوية وخلت من المناقشات، ما جعل هذا الجيل هشاً سهل الانصياع للأفكار الهدامة، ومتقبل لكل الأفكار دون تحليلها أو تصفيتها من الشوائب. ولخلق قوة نقدية يجب دعم ثقافة الحوار داخل البيت، تعليم الأطفال مهارات الخطابة والمناظرة والحوار، والإجابة عن أسئلتهم وإقناعهم، أما في المدرسة ومنذ الصفوف الأولى فيجب خلق تفاعل ومناقشة القضايا ومناقشة الأفكار، على أن يأخذ فريق من الطلاب موقفين متعارضين ويدافعان عن أفكارهم، بحيث يجب أن نعلم الطفل أن تكون له قوة الإقناع وهذا ما يقول به المختصون في المجال التربوي. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©