الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السهر خارج المنزل خلل في التواصل وهروب من الملل والمسؤوليات

السهر خارج المنزل خلل في التواصل وهروب من الملل والمسؤوليات
15 ابريل 2013 21:27
كانت مشكلة السهر خارج المنزل ضمن أسباب أخرى ـ في مقدمة أسباب الخلافات الزوجية بين أسر المقيمين في رأس الخيمة الشهر الماضي، بحسب أرقام قسم الإصلاح والتوجيه الأسري، حيث تم تسجيل 73 خلافاً أسرياً خلال شهر مارس الماضي فقط، وزيادة معدل الخلافات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتعد مشكلة سهر الأزواج خارج المنزل معظم ليالي الأسبوع، وحتى ساعات متأخرة من الليل، أحد أهم المنغصات الحقيقية لكثير من الزوجات، وعادة لا تنتهي بعودة الزوج إلى المنزل، وإنما تلقي بظلالها السلبية على مجمل العلاقة الزوجية، والاستقرار الأسري، حيث يؤدي ذلك إلى العديد من المشكلات الاجتماعية الأخرى. وإن كانت تلك الأسر تعاني من مشكلة سهر الأزواج خارج المنزل، حيث يهرب الأزواج ليجدوا أنفسهم بين أصدقائهم، أكثر مما يجدونها داخل المنزل. فإن الأمر يستوجب البحث عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وجهة نظر الطرفين؟ وكيف تنعكس السلبيات على باقي أعضاء الأسرة؟ وماهي النتائج المتوقعة من جراء ذلك؟ وما السبيل لعلاج مثل هذه الحالات إن لم تكن ظاهرة؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) ـ ما من شك أن «هروب» الأزواج المتكرر والسهر بعيداً عن جو الأسرة إن وصل إلى حد المشكلة والشكوى المتكررة من الزوجة أو الأبناء، فهو بالضرورة خلل في عملية التواصل الأسري، وهذا الخلل من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم المشكلات، وعدم القدرة على الوصول إلى حلول عملية تستطيع الأسرة التعايش معها، مما يؤدي إلى تخدير أو تأجيل المشكلات حتى تصل بالعلاقة الزوجية إلى التراجع التدريجي، ومن ثم الانهيار والتصدع الذي يصيب كيان الأسرة. وحتى يتمكن الأزواج من الوصول إلى فهم مشترك واتفاق على طريقة الحياة الزوجية والأسرية، التي تضمن استقرار الأسرة، والحد من المشكلات التي قد تواجهها، فلا بد من التواصل بشكل سليم، والتدريب على مهارات إدارة الصراع الأسري، وأهمها مهارات التواصل. شكاوى متكررة تحاول ندى الجابري «متزوجة» أن تجد تبريراً وأسباباً منطقية لتصرف معظم الأزواج وحرصهم على البقاء خارج المنزل والسهر لساعات طويلة، وتتساءل: «علينا كزوجات أن نفكر جيداً في الأسباب، ولكل حالة لها أسبابها الخاصة بطبيعة الحال، فزوجي كان يقضي معظم وقته طيلة أيام الأسبوع مع أصدقائه، فأظهرت تبرمي من ذلك أكثر من مرة، وحينما كنت أعترض كان ينفعل ويصرخ في وجهي، ويقول: «أنا حر»، وليس لي الحق أن أسأل عن سبب تأخره، لكنني ناقشت معه الأمر بهدوء، وتعلل بكسر الإحساس بالملل، ولكونه يرتبط بأصدقائه منذ سنوات مضت، لكننا اتفقنا أن يرتبط مع أصدقائه على السهر في نهاية كل أسبوع فقط خارج البيت. أحياناً أشعر أنه يفضل أصدقاءه علي، على الرغم من عدم تقصيري بحقه في أي يوم من الأيام، وحرصت عندما يعود من سهره في أوقات متأخرة، ألا أستقبله بوجه عابس، بل بالبشاشة وسعة الصدر». شلة الأصدقاء وتشكو س.ن.ن. «متزوجة من خمس سنوات ولديها طفلان» من إصرار زوجها على السهر خارج المنزل، ولم تجد سبباً لذلك، وحاولت معه بكل الطرق، وكثيراً ما دخلت معه في مشاكل وخلافات في سنوات الزواج الأولى، لكن مع انشغالي بأطفالي، ومشاغل البيت اضطررت أن أتغاضى عن ذلك، لكنني كثيراً ما أنزعج، ولا أشعر أنه يبدي للبيت قيمة أو اهتمام كما ينبغي. إنه يرتبط بشلة الأصدقاء الذين يقضون معاً ساعات طويلة في المقهى، أو في سهرات خاصة، وهذا ما كان يدفعني إلى التفكير السلبي حول تصرفاته، لكنني رغم تأكدي أن كل الوقت يقضونه في جلسات شبابية، وتدخين الشيشة، و«السوالف»، ولعب الورق، قد يكون أزال بعض شكوكي وغضبي، وانشغلت مع أطفالي، وحتى لا أهدم بيتي وأسرتي». كما تضيف صديقاتها «ش. و»: «لقد فكرنا أن نلتقي كزوجات صديقات في منزل إحدانا في الوقت الذي يقضي فيه أزواجنا وقتهم مع أصدقائهم، كنوع من الحل، وحتى لا نشعر بمرارة الوقت، فأنا لا أمانع في سهر زوجي مع أصدقائه وبقائه معهم حتى أوقات متأخرة، لأنه يعوضنا عن ذلك برعايته لنا، وتلبية كل مطالبنا، لكن من حقي كزوجة أن أعرف أين يقضي وقته، وأكون مطمئنة أنه مع أصدقائه، وإذا حدث تأخير دون إرادته عند عودته يعتذر عن تأخره، أو يهاتفني حتى أعرف، وإذا شعر بأنني غاضبة يبذل جهده ليمتص غضبي، ويهدئ من روعي، وأعتبر هذا نوعاً من التواصل والتفاهم بيننا». تقول هبة م. «متزوجة وأم لثلاثة أطفال»: «يصر زوجي على أن الاهتمام بأصدقائه، يدخل ضمن الواجبات والأصول التي لا ينبغي التمرد عليها، أو مناقشتها معه، إنني أقضي يومي بين أعمال البيت والأبناء وفي المطبخ وتحضير وجبات الطعام، وقلما أخرج للترويح عن نفسي مع الصديقات أو الأقارب، أو بصحبة زوجي وأطفالي أيام الإجازات. فإذا كان زوجي في البيت فإنه يجلس أمام التلفاز أو جهاز الكمبيوتر، أو يتدخل في أعمال البيت، وقد تحدث المشاكل، وما يثير غضبي أنه يتفرغ وقتها لتوجيه الانتقادات لوجوده لوقت طويل في البيت، وحينما أقترح عليه أن يخرج مع أصدقائه أسمع منه كلاماً جارحاً، ولا أريد أن يتطور النقاش بيننا أحياناً، ويصل إلى المشاكل، فأضبط نفسي، وأتمنى أن يقضي وقته مع أصدقائه في هذه الحالة». تشير سميرة فتاح «متزوجة» إلى أهم أسباب هروب الأزواج والسهر خارج البيت، وتقول: «هناك من يفسر ذلك وفق ثقافة ذكورية تسلطية، وقد يكون من حق الزوج الخروج مع أصدقائه، لكن ليس من حقه المبالغة في ذلك، فزوجي يقضي معظم الأسبوع ما بين المنزل والعمل، لذلك لا بأس أن يخرج في نهاية الأسبوع مع أصدقائه إلى المتنزهات والاستراحات، وهذا ليس عيباً، لأن للمرأة حق أيضاً في الخروج لزيارة صديقاتها وجاراتها وأهلها، ولا أتضايق من خروج زوجي للسهر، لأنه يتم بالتفاهم بيننا، كما أن زوجي يتابع كل شؤون أسرته، ولا يقصر بحقي أو بحق أطفاله، ومن الصعب أن يبقى الزوج فترات طويلة داخل المنزل، لأن ذلك يؤدي إلى حدوث مشاكل بيننا، والسبب أنه سيبحث عن السلبيات من حوله للتعليق عليها وتمضية الوقت، لذلك من الأفضل خروجه، كما أن من حق الرجل أن يأخذ إجازة وحده يسافر فيها مع أصدقائه للتخفيف من الضغوط على نفسيته، وأعتقد أن هذا أمر طبيعي مادام قائماً على التفاهم والثقة بين الزوجين، وأستغرب اعتراض الزوجات على أخذ الرجل إجازة خاصة، فليس في ذلك عيب أو خطأ، بل هو من حقه لأنه بشر ويحتاج للشعور بالحرية عبر السفر والتنزه مع أصدقائه في إطار التفاهم والانسجام بين الزوجين اللذين هما أساس الزواج الناجح». مبررات الأزواج من جانب آخر يقول جمال حسين «متزوج»: «عادة لا يجد الزوج ما يشغله أو لا يكن هناك سبب في بقائه لساعات طويلة داخل المنزل، فقد يتعرض للملل، لذا فأنا أفضل السهر مع الأصدقاء خارج المنزل، ونسهر عادة حتى منتصف الليل ثم يعود كل منا إلى بيته، أما في نهاية الأسبوع فتستمر السهرة مع الأصدقاء بعض الشيء، لكنني أحرص أن أقضي إجازة الأسبوع مع أسرتي وزوجتي، ولا توجد مشكلة في ذلك، لأني أتابع شؤون أسرتي، بالإضافة للتفاهم القائم بيني وبين زوجتي على كل الأمور». أما صديقه سعيد هنوري، فيرى أن لكل زوج الحق في الخروج والسهر مع أصدقائه، لكن ليس بشكل دائم، كما يجب أن يعرف الزوج أن الحياة الزوجية تختلف عن العزوبية كلياً، لأن هناك زوجة تنتظره في المنزل، وتقلق عند تأخره، وليس له الحق في التأخر دون إبلاغها بمكان وجوده وموعد عودته. فمن باب الحرص على الاحترام والتقدير على الزوج أن يبلغها إذا كان سيتأخر، وليس في ذلك تقليل من مكانته ورجولته، مؤكداً أنه لا يفضل قضاء الزوج كل وقت إجازته في المنزل، بل يجب أن تترك للزوجة فرصة الاهتمام بنفسها وبشؤون بيتها. كذلك يشير خالد السندي «متزوج» إلى أن سهر الأزواج خارج المنزل لأوقات طويلة خطأ كبير، وربما يرجع ذلك لخلل في التواصل بين الأزواج، أو هروب من بعض المشاكل الزوجية، لكن على الزوج أن يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه». استشارية أسرية: لابد من وجود لغة مشتركة للتفاهم والاعتراف بالمسؤولية توضح إنعام المنصوري استشارية العلاقات الأسرية في العين، أسباب حرص بعض الأزواج على السهر خارج المنزل لساعات طويلة، أن ذلك نوع من خلل في التواصل بين الزوج والزوجة، أو نوع من الهروب السلبي من المشاكل، لكن عامة هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى قضاء الأزواج معظم أوقاتهم خارج المنازل، وفي مقدمتها فقدان التواصل الإيجابي والألفة بين الزوجين، وعدم توفر جو الهدوء والسكينة في البيت، أو تفضيل الزوج أن يقضي وقته مع أصدقائه بعيداً عن هموم وإزعاجات الزوجة أو الأبناء ـ بحسب وجهة نظرهم ـ وهناك أيضاً أسباب تتعلق بالزوجة نفسها وعدم قدرتها على التواصل الإيجابي مع زوجها، وبناء علاقة إيجابية بالحوار والمودة، أو لسعي الزوجة إلى حب السيطرة على زوجها، أوعدم اهتمامها بنفسها وتصرفاتها وكلامها في بعض الأحيان، أو بسبب الفوضى والإزعاج الذي يعم بعض المنازل تكون سبباً في هروب الزوج منه إلى الخارج، كذلك كثرة تذمر الزوجة وميلها لإثارة المشاكل بصورة دائمة، وكثير من الرجال تعودوا الخروج من المنزل من دون سؤال من الزوجة مما أدى إلى التمادي في الخروج، كذلك عدم وجود الاهتمامات المشتركة بين الزوجين، أو عدم وجود رابط نفسي قوي بينهما، فيخرج الزوج بحجج عديدة، أو لأسباب أخرى لا صلة لها بها. ولعلاج هذه الحالة، لابد من وجود لغة مشتركة تقوم على التفاهم والاعتراف بالمسؤولية، لأن خروج الأزواج من منازلهم لفترات طويلة وسهرهم خارجه ظاهرة اجتماعية سلبية، ولابد من حلول مناسبة، حسب طبيعة وخصوصية كل أسرة، ومن الأهمية توفر أجواء التفاهم بين الزوجين، فالزوج بحاجة إلى المناخ المناسب، والهدوء وعدم تعكير الأجواء دون أسباب منطقية، والزوجة تحتاج الرعاية والاهتمام والاحترام وتعويد أبنائها على الاحترام، كذلك مما يشعره بالارتياح والوجود في المنزل، كذلك على الزوجة تأجيل الشكوى والتذمر لوقت يكون فيه الزوج قد ارتاح من بعد وقت طويل من العمل، ولا بد منها أن تعرف اهتمامات زوجها ومحاولة فهمها والتعمق فيها لتكون قريبة منه أكثر وتحاول إبراز اهتمامها به، أيضاً التجديد مطلوب في المنزل فالزوجة الذكية تقوم بالتغيير المستمر في البيت وإضافة بعض اللمسات عليه، أضف إلى ذلك تسامح الزوجة وتغاضيها عن بعض أخطاء زوجها وعدم صراخها في وجه أبنائها بقسوة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©