«إجازة سعيدة».. يرتقي بمهارات طلاب المدارس

أزهار البياتي: في ظل أجواء حماسية من الاستكشاف والتشويق والمغامرة، يخوضها كل من يشدّ الرحال إلى أحد متاحف الشارقة، يواصل مخيم «إجازة سعيدة» الصيفي الذي تنظمه إدارة متاحف الإمارة الباسمة، برامج وأنشطة تفاعلية، لتشهد نسخته السنوية السابعة على التوالي زخماً ملحوظاً لناحيتي الحضور والمشاركة من الأطفال ما بين سني الـ 6 و14 عاماً، مستمتعين بقضاء إجازاتهم المدرسية مع فعاليات تحقق لهم الترفيه والفائدة. برنامج شائق وضعت متاحف الشارقة لهذا الصيف، خطة مدروسة وبرنامج شائق لكل متحف على حدة، مستثمرة إمكانياتها الذاتية كافة، موظفة فرق عمل فاعلة صممت مجموعة من الأفكار والبرامج وورش العمل، وفق جداول زمنية محددة وفئات عمرية مختلفة، وتحت إشراف مباشر لمنسقين وإداريين ورواد علم، وفروا للمشاركين الصغار حزمة من الأنشطة والمختبرات والأجهزة، بالإضافة للعديد من المواد العلمية والأدوات المعرفية اللازمة، من تلك التي تساعدهم على قضاء أوقات مثيرة ملؤها المرح والاستكشاف. وقال منال عطايا، مدير عام متاحف الشارقة: «موسم بعد آخر يشهد مخيم إجازة سعيدة الصيفي مزيداً من الزخم والتنوع والمشاركة، كما يتطور ويرتقي في مجمل برامجه الأكاديمية والترفيهية على حد سواء، كوننا نحاول في كل مرة إضافة كل ما هو جديد ومفيد ومثير للأطفال من المعلومات والاكتشافات والتجارب العلمية والتاريخية وخلافه، من تلك التي ترتبط بمحيطهم العام، وتكشف لهم مزيداً من الحقائق والمعلومات، بحيث يكون صيفهم حافلاً بالنشاط والثقافة والمعرفة، ويتم من خلالهم تحقيق مستويات أعلى للتواصل مع مختلف فئات المجتمع، بحيث لا يقتصر نشاطنا على تنسيق المعارض والمؤتمرات فقط، بل يتجاوز ذلك ليكون قريباً من نبض الناس، ومرتبطاً بشؤون حياتهم». أنشطة مهارية وأشارت إلى أن إدارة المتاحف، عادة ما تستأنف استعداداتها للتحضير للمخيم الصيفي قبل أشهر من بداية كل موسم، وذلك بالتنسيق مع أمناء متاحفها كافة، والتعاون مع المختصين والمشرفين هناك، بحيث ترسم آلية محددة لكل متحف منهم، تشمل العديد من الفعاليات وورش العمل والأنشطة الفنية والمهارية، يفتح بعدها باب التسجيل لكل الأطفال الراغبين بالمشاركة، ومن أنحاء الدولة كافة، عبر استمارات تدرج على الموقع الإلكتروني التابع للإدارة، بالإضافة إلى النشرات والمطبوعات التي توزع على الزوار. رحلة عبر الزمن وفيما تتنوع وتختلف مجموع الخطط البرامجية والورش العملية ونوعية النشاط من متحف لآخر حسب الاختصاص، إلا أن متاحف الشارقة تحرص على ربط برنامج كل متحف منهم بمقتنياته الخاصة، ويعبّر عن هذا النهج، محمد الزرعوني، أمين متحف الآثار، ويذكر أنه في إطار ممتع وسلس يجمع الترفيه والتعليم في قالب واحد، نسعى إلى استقطاب الأطفال المشاركين نحو تعلم اكتشاف الحقائق التاريخية وقراءة الآثار حسب تسلسلها الزمني وموقعها الجغرافي، فنأخذهم في جولة بين أروقة المكان للتعرف إلى مختلف مقتنياته، ليرتحلوا معنا في رحلة عبر الزمن تعود بهم أحقاب إلى الوراء، وتستقرأ لهم معلومات وحقائق، كما نربط ورشنا العملية بالموضوع ذاته، والثيمة وبشقيها النظري والعملي، فتأتي مثلاً ورشة «اصنع عملتك الخاصة»، بشرح مفصّل يفسّر أنواع العملات القديمة واختلاف أشكالها وزخارفه حسب المصادر والدول، لنحث الصغار بعدها على صناعة عملتهم الخاصة، ونقشها بأسلوب فني بسيط ثم الاحتفاظ بها كذكرى، ما يرسخ لديهم المعلومة والفائدة التاريخية. فضول معرفي من جهة أخرى، وصفت نورة المغني، مساعد أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، برنامج الصيف هذا بالزاخر الممتع، منوّهة إلى كم الاستقطاب والحماس الذي لمسوه من الأطفال خلال الأيام الماضية، والذين جاؤوا من جنسيات وثقافات عدة، مدفوعين بفضولهم المعرفي وشغفهم بالتعّرف إلى ملامح الحضارة الإسلامية وكنوزها البديعة، منها روائع المنسوجات العثمانية، كسوة الكعبة، والكثير من التحف والأنتيكات، بالإضافة إلى حلقات فنية، وحصص خاصة لتعلم مهارة رسم «كسوة الكعبة الشريفة»، وزخرفتها بالتذهيبات والنقوش، أسهمت بدورها في تعزيز الجوانب الفنية، والمهارات اليدوية للمشاركين. ترحيب بكل طفل يتملكه الفضول تقول عزة الهرمودي، أمين متحف الشارقة العلمي، إنه منذ بداية فصل الصيف فتحنا أبواب المتحف العلمي، ترحيباً بكل طفل يتملكه الفضول المعرفي وراغب بشؤون البحث العلمي والاكتشاف، ليختبر معنا تجارب استثنائية جديدة من العلوم والمعارف والاكتشافات، ويتحّول بدوره إلى عالم ومستكشف صغير، موفرين لكل مشارك في المجموعة أدوات وأجهزة ومعلومات تساعده في البحث، مع ورش وجولات تخدم ذات الغرض، منها تنظيم رحلة إلى القبة السماوية من خلال ورشة عمل «رواد فضاء وفلكيون»، والتي تعّرف عبرها الأطفال على مجريات الكون وحقائق الكواكب والأقمار، كما درسوا في ورشة أخرى بعنوان «أطباء صغار» تفاصيل جسم الإنسان وأعضائه».