الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ليلى البلوشي: كل كتابة مطاردة بسوء الظن!

ليلى البلوشي: كل كتابة مطاردة بسوء الظن!
10 أغسطس 2016 12:18
إيمان محمد (أبوظبي) في واحدة من المجموعات القصصية المدهشة، تُدخل العُمانية ليلى البلوشي، مقيمة في الإمارات، القارئ في لعبتها الحكائية بذكاء، مانحة إياه مساحة ليدخل في ما وراء القصة والشخصيات، بل ومحاكمة الكاتبة في21 قصة قصيرة ضمتها مجموعتها القصصية «كائناتي السردية» الصادرة هذا العام عن دار نينوى في دمشق. لن يكون صعباً تتبع هاجس الكاتب والكتابة المسيطر على القصص، ربما أوضحها قصة «يد» التي تتخطى أوجاع الكاتب والكتابة ليغوص في أوجاع المحرومين، حينما يفقد كاتب يده اليمنى التي يكتب بها، ويجد طريقة لاستبدالها بأخرى، لكنها لا تستجيب له، ليكتشف أنها لعامل معدم من أراض مقفرة، حيث يجد عشرات الأيدي المبتورة هناك! وفي قصة «مخطوطة» يروى كتاب قديم آلامه من طي إحدى صفحاته ونسيانه في قبو قديم، بينما تجر الكاتبة قدم القارئ ليقترح نهاية لقصة «يوم في الحياة»، فيما تشكل قصة «ليلة اثنين وستين» بجزئيها و«غيمة مثقوبة» جوهر المجموعة، فالقصة الأخيرة هي محاكمة للكاتبة من قبل شخصيات في قصصها. عن هذا الهاجس تقول ليلى لـ «الاتحاد»، «ربما لأننا في زمن صارت فيه الكتابة إثماً أو مؤامرة، أصبح ما يكتبه الكاتب مثار جدل. الكتابة في وقتنا الراهن مغامرة وأعني هنا الكتابة التي تتجاوز السائد لتعلن حقيقة ما، حقيقة صادمة!». وتعتقد ليلى أن كل كتابة مطاردة بسوء الظن، وفي المقابل «هناك أيضا كتاب أشبه بالحراس، هؤلاء الذين أطلق عليهم المسرحي الشهير برتولت بريخت (المثقف التوِّي)، أي المثقف الذي يبيع آراءه للناس، ويكتب مقابل حفنة يبيع بها ضميره». اللافت في قصة «ليلة اثنين وستين» بجزئيها أن الجزء الثاني بمثابة تفسير للأول، خاصة مع ملاحظة الكاتبة في بداية القصة بأنه يمكن اعتبارها مكملة للأولى أو اعتبارها مستقلة «هي ترضي عقل قارئ عاجز عن تخيل أحداث قصة منتهية»، وعن ذلك تقول ليلى: «هي محاولة لإشباع نهم الكاتب أيضاً، يحدث أن يريد الكاتب أن يلم بتفاصيل وأقدار شخصياته التي لديها رغبة في التمرد، ولديها من الكرامة التي تأبى أن يتحكم بأقدارها كائن يدعي أنه كاتب! هناك شخصيات تعرف حقاً كيف تقتص لنفسها من الكاتب، شخصيات لها أطوارها وأحلامها وتمردها وكرامتها الشامخة، أعتقد أن الكاتب محظوظ حقاً بهذه النوعية من الشخصيات المسكونة بحكاياتها الخاصة التي تريد أن تحياها رغم أنف الكاتب». إلى جانب هذا الهاجس تظهر براعة الكاتبة في نسج قصص إنسانية لشخصيات مسحوقة، أو استنطاق أشياء لتخلق عالمها الخاص، مثل قصة «آكلو الولائم» التي تثير مشاعر متضادة، بين التعاطف مع المعدم والاشمئزاز منه، عندما يتحول إلى تاجر للحوم الجثث. تعد هذه المجموعة إضافة نوعية لمسيرة ليلى البلوشي الكتابية التي أمتعتنا سابقاً بـ«رسائل حب مفترضة بين هنري ميللر وأناييس نن» ومجموعتي «قلبها التاسع» و«هواجس غرفة العالم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©