الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى زايد الخير

20 يونيو 2017 02:57
السلام عليك يا طيّب الثرى سلام منا إلى قبرك المنير بأعمالك سلام من الأبناء إلى الوالد عندما استصعب عليّ القلم أن يخط في خبر فراقك عنا مازال القلم يشكو جفا الحب والشوق الذي استمر في قلوب أبنائك. إن روحك الطاهرة مازالت على أرض دولة الإمارات.. إن أعمالك ومجهوداتك ما زالت تحكي عظم قدرك وشأنك في قلوب أبنائك، وفي عقول ما تشمله هذه الأرض من أناس.. إن الـ 19 من شهر رمضان الفضيل لا يشكل ألماً في قلوب من يعيش على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنما يمتد لحدود العالم ككل ألماً يضخ الفخر والعزة لما قدمته وما لامسته أياديك من رفعه لهذه الأرض التي مازالت تشهد عراقة الرؤى التي نظرت بها منذ السنوات التي عملت على بناء الإمارات... إن الذكرى التي تركتها طيلة الــ 13 عاماً الماضية تسكن قلوب وأروح المحبين لك في بقاع الأرض. تتلاحم الذكرى السنوية لفراقك عنا كل عام معاً لتنتج ملحمة من الحزن والألم لا يمكن للكتب ولا المخطوطات أن تصف مدى الفجع الذي نستيقظ عليه فور قدوم الـ19 من رمضان. سنوات مرت علينا نعيش يوماً في رمضان من كل عام يوماً للحزن والأسى نصل بقلوب صافية إلى الشعور بالفخر والشموخ.. إن منارتك طيلة السنوات الماضية مازالت تخبر الجميع بأن أبناءك متمسكون بالعهد على الوفاء والثناء لك ومواصلة رسالتك بالأمن والأمان في كل أرجاء الوطن، ونُخبر عمن لم يعاصروك عن جبل لم يهتز أمام الخوف والطغاة.. إنما جبل دام يرعى الخير والسلام والحب والوئام. أما بعد والدنا العزيز.. بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على فراقك لم ننسَ القلب الكبير لوالدنا زايد الخير لم ننسَ السلام الذي ترعرع على أرض دولة الإمارات.. إن جميع الشعب الإماراتي يعيشون في أمنك وأمانك... يشعرون بأن روحك ما زالت تجوب أرض الوطن رعاية واهتماماً.. ولم لا فأنت صانع السلام والوئام المنادي بالوحدة والتوحد وصاحب حس إنساني مرهف فطري تُشتق الإنسانية من صفاتك وذا قيم إنسانية وفلسفة عميقة في التسامح. إن ما تركته لكل الإماراتيين هو إرث عظيم ثقافة ومدرسة في العطاء.. إنك تتصل بكل شبر على أرض الوطن بالخير والسلام حتى أصبحت الأرض تنطق بالمودة والمحبة ومازالت الرمال التي حولتها إلى منارات تتحدث بالشموخ رغم تجدد الزمان. دعني أحدثك من القلب للقلب من صميم قلبي إلى قلبك السامع والملبي دائماً لجميع العرب والمسلمين كم تدري أنك تركت بذوراً صافية؟! إن النقاء الذي تغلغل بقلبك لكل شخص يعيش على أرض الوطن زرع في كل إماراتي وخليجي وعربي ومسلم بذرة صافية ونقية من نهجك ترتوي من صفاتك وتقوى من قوتك التي أخافت الجميع.. إن البذرة التي غرستها في قلوب الجميع رجالاً ونساءً تؤتي ثمارها الآن، وإن خلفاءك الغر الميامين مازالوا يواصلون دربك في العطاء والتضحية، فقد كانوا ولايزالون نبراساً وعنواناً للتضحية والبطولة.. إن أبناءك يواصلون مسيرتك في الحفاظ على أمن البلاد من الطغاة والفاسدين.. تلك الوحوش التي كانت لا تُبصر في وجودك حاولت التجرؤ على وطنك الشامخ وأبناءك البررة.. ولأن كل إماراتي بذرة من نشأتك، فلم يأخذوا ما يتمنون.. بل تمت مواجهتهم بالحزم والشجاعة والتضحية حتى أثمر عن وقوع عدد من شهداء الوطن نزفهم إلى الجنة، بإذن الله، فأبشر بما خلفت وراء ظهرك من أسود تروض الكلاب الذين يتجرؤون على مهاجمة الأرض التي كافحت وضحيت من أجلها.. إن الوطن الذي نشرت عبير العلم في أرجائه يحصد الكفاح والصمود والإبداع مواصلة للمنارة التي خلفتها أياديك النقية.. تلك المنارة التي أسستها على منهج التعليم والمعرفة، فتجلى مجهودك في الاحتفال بيوم العلم، فترفع السارية فوق منزل كل إماراتي، ويبعثون للعالم أجمع بأن الوطن سيظل شامخاً منيراً بعلمه مهما تغير الزمان. يتغير الزمان وتتغير الأجساد، وتبقى القيم ترفرف فوق الأعالي، ويبقى ظلك يُنير الطريق أمام الجميع للمجد، فيتشبث كل إماراتي بالعلم تقدماً ونجاحاً، ويبني بيديه منارة العلم، ويرفع في ساريتها اسم الأب زايد الحب والخير. يعملون بمقولتك ويحفرونها على قلوبهم فعندما يقرأون مقولتك «العلم والتاريخ يسيران جنباً إلى جنب، فبالعلم يستطيع الإنسان أن يسطر تاريخه ويدونه ويحفظه للأجيال ليطلعوا عليه ويعرفوا ما قام به الأجداد والآباء»، يدركون أن البصيرة لديك لم تنضب أبداً، وإنما كانت واسعة الأفق. إن العلم الذي تركته في القلوب أنار البصيرة، وثبت بأن المتربصين يكثرون أمام الجبال الشامخة، وبفضل تعاليمك، فإن كل مواطن إماراتي تحرك بها في مواجهتهم لتعلو أصواتهم بأن هذا الوطن من صنع زايد، وأن أبناءه يتكفلون رعايته لقيام الساعة حتى يلقوك. والدنا زايد.. نتذكر كلماتك الراقية التي لم توقفك أمام الصعوبات، والتي كانت دائماً الطاقة التي يستمدها الشعب الإماراتي الأصيل لمواصلة الكفاح والطموح، فإن الطموح للنجاح الذي ناديت به ما زال الجميع يحرصون على ضخه للأجيال القادمة، ويخبرونهم بأن الأب زايد أحب جميع أبنائه، ولم يفرق بينهم في كل شيء، فإن الوطن الذي رسمته أمامك أصبح القلب النابض للخير والعطاء دائماً. أبشرك يا زايد الخير بأن الشعب الإماراتي وفي، لم ينحنِ للطغاة وطوفان الفتن الذي عصف بالأمة العربية والإسلامية كلها، فهو الشعب الذي لا تفرقه الفتن ولا تُبعثره رياحها، فكلما اشتدت قوة الرياح تلاحموا أكثر.. وعاشوا تحت سقف بيت واحد إخوة متحابين. إن الخائنين كثروا في زمننا هذا، وتجردوا من عباءة الوطنية، ولبسوا أقنعة الدين زوراً وبهتاناً، تقنعوا خلف عباءة الدين الذي يتبرأ منهم، ومن أعمالهم وأهدافهم. كيف يجرؤون على خيانة من أمن لهم ورعاهم؟! كيف يخونون الأب زايد الحنون؟! كيف انغمسوا في الغدر والخيانة وأنت من آمنهم على نفسه؟! كيف واجهوا الإحسان بالإساءة؟! إننا نشكو إليك من خونة الأوطان وفاسديها، نشكو إليك غدرهم وبطشهم، ونشكو إلى الله ما تجرأوا على رد الإحسان منك بالإساءة إلى الوطن. إن الشيخ خليفة بن زايد، حفظه الله، من شيمك يحمل من صفاتك الكثير والكثير، إنه خير خلف لخير سلف، فأبو سلطان يرعى الشعب الإماراتي يا زايد الخير، ويتربص بهم كخير الأجناد، وأبناؤك يلبسون رداء التضحية دوماً. كُن مطمئناً بأن هذا الغرسَ من غرس زايد، وأن البذرة التي زرعتها تؤتي ثمارها.. لتنم قرير العين. وسيبقى الشعب الإماراتي الوفيّ الأصيل على العهد حتى يلقاك. لتكون راضياً عنه في يوم رحيلك عنه رحمك الله يا زايد الحب والسلام إلى الجنة، بإذن الله فهد الحربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©