الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث عن السعادة

20 يونيو 2017 02:58
الوطن هو الأمّ التي ترعانا ونرعاها، والوطن هو الأسرة التي ننعم بدفئها، فلا معنى للأسرة دون الوطن. والوطن هو الأمن، والسّكينة، والحريّة، وهو الانتماء، والوفاء، والتّضحية، والفداء. والوطن هو أقرب الأماكن إلى قلبي ففيه أهلي وأصدقائي. وحبّي لوطني يدفعني إلى الجدّ والاجتهاد، والحرص على طلب العلم، والسّعي لأجله، لكي أصبح يوماً ما شابّاً نافعاً، أخدم وطني وأنفعه، وأردّ إليه بعض أفضاله عليّ، وكلمة الحنين مكونة من ستة أحرف تعبر عن معانٍ كثيرة، فهي تحتوي مشاعر لا نستطيع التعبير عنها، ولكن نشعر بها، وليس كل ما نشعر به يمكن التعبير عنه، وقرار عودتي إلى وطني لم يكن وليد اللحظة، ولكن بعد تفكير عميق في كل الجوانب، فالحياة دائماً لا تحسب بالمادة، ولكن الحياة بها جوانب أخرى. في تلك اللحظة نظرت إلى حياتي بعد أعوام؟ أين سوف أكون بعد عامي الأربعين؟ ووجدت الرد من داخلي يقول لا جديد، فقررت أن أبدأ بتغير حياتي، وحياة أسرتي من خلال تطوير ذاتي، وإضافة مهارات كنت أتمنى وجودها لديَّ، والبحث عن طريق تحقيق أحلامي، وليس أحلام الآخرين، فأنا أرغب في الاستمتاع بحياتي وسط أسرتي، وفي الوقت نفسه أرغب في رضا الله، والبعض يتهمني بالجنون، مع أن الكل يعلم أن الحياة قصيرة، والسعادة عمله نادرة الوجود، وليس هناك علاقة بين السعادة والمال!! وأرجو من الجميع النظر إلى حياته بصدق، ويسأل نفسه ماذا أريد أن أحقق؟ وماذا تحتاج أسرتي؟ ففي أوقات كثيرة تحتاج الأسرة إلى الحنان والشعور بدفء الأسرة، ووجود الأب وسط الأسرة يشعرهم بالأمان، وهذا ما لا يتحقق بالمال، وإليكم حوار الصياد والملياردير: الملياردير: «لماذا لا تصطاد كميات أكثر وتكسب المزيد من الأموال»؟!! الصياد: «أصطاد ما يكفيني وزوجتي وأبنائي.. وحينما أريد شراء شيء أستزيد من الصيد لأشتريه» فتعجب الملياردير وسأله: «بهذه البساطة»؟!! قال الصياد بهدوء: «نعم.. أنام ما يكفيني من الوقت.. أصحو نشيطاً.. أصطاد ما يكفي.. أعود لأنام القيلولة في النهار.. أصحو لأهتم بصغاري وزوجتي.. في الليل أحياناً أتجول مع الأصدقاء في القرية ونجلس ونتسامر في الليل.. يا سيدي أنا حياتي ملأى ولا أحب أن يطغى عليها العمل». هز الملياردير رأسه: «سوف أسدي لك نصيحة غالية: يجب أن تقضي يومك في الصيد.. حتى يتضاعف ربحك هذه هي السعادة الحقيقية يا رجل». صمت الصياد وسأله: «ولكن سيدي.. كم أحتاج من الوقت لتحقيق مثل ذلك»؟ فقال الملياردير: «أرى أنه ما بين 15 إلى 20 عاماً فقط».. عقد الصياد حاجبيه وهو يسأل: «وماذا بعد»؟ الملياردير يقول: «تملك ملايين الدولارات أيها الرجل».. فابتسم الصياد: «هل تريد مني أن أقضي ما يقارب 20 عاماً من عمري.. لا أرى أبنائي وزوجتي إلا قليلاً.. لا أستمتع بوقتي ولا بصحتي ولا حتى بأموالي كل ذلك أضحي به لأصل في النهاية إلى (ما أنا عليه أصلاً)»؟! ثم أكمل: «إن كانت السعادة الحقيقية كما قلتَ أنت في الاسترخاء وراحة البال والوجود في وسط الزوجة والأبناء والاستمتاع برفقة الأهل والأصدقاء، فأنا الآن أعيش هذه السعادة الحقيقية، ولا أجد سبباً يجعلني أرجئها 20 عاماً». سامح حامد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©