16 نوفمبر 2009 23:53
وقعت شركتا “مبادلة للتنمية” و بوينج أمس، اتفاقية إطار عمل استراتيجية واسعة النطاق من شأنها أن تمكن الأولى من إنتاج أول طائرة رجال أعمال من أبوظبي بحلول العام 2018 .
وقال حميد الشمري، المدير التنفيذي المساعد لوحدة مبادلة لصناعة الطيران لـ”الاتحاد” على هامش معرض دبي للطيران، إن اتفاق الشراكة مع شركة بوينج يأتي ضمن سلسلة ممتدة من الشركات الاستراتيجية التي تعتزم مبادلة إبرامها مع كبريات شركات تصنيع الطائرات في العالم لاستكمال سلاسل التوريد والتصنيع التي من شأنها أن تمكن الشركة من إنتاج أول طائرة رجال أعمال من أبوظبي بحلول العام 2018 . وأضاف أن خطوات الشركة لتحقيق هذا الهدف أصبحت تسير بخطوات ثابتة خاصة مع إنجاز الشراكتين الاستراتيجيتين مع كل من بوينج وايرباص، مشيراً إلى أن مصانع الشركة في العين ستصبح جاهزة لتوريد أجزاء الطائرات المتفق عليها مع الشريكين نهاية العام 2010 .
ونفى الشمري وجود أي تعارض بسبب توريد أجزاء من الطائرات لأكبر متنافسين في مجال صناعة الطائرات في العالم، موضحاً أن الشركة ستنتهج سياسة صارمة لحفظ الحقوق الفكرية للشريكين، وذلك بالتنسيق مع الإدارات المختصة في كل شركة منهما بما يضمن الوصول الى نموذج أعمال مثالي يحقق مصالح جميع الاطراف.
وأكد أن دولة الإمارات وأبوظبي على وجه الخصوص، تمتلك فرصا واعدة في مجال تصنيع الطائرات انطلاقا من امتلاكها ثلاثة مقومات رئيسية لتلك الصناعة والتي يندر توافرها في أي من الدول النامية، أولها توافر رأس المال الضخم اللازم للاستثمار في هذا المجال، بالإضافة إلى الزخم الكبير الذي يشهده قطاع الطيران في الدولة مع وجود العديد من شركات الطيران الكبرى مثل الاتحاد والامارات والعربية وفلاي دبي و توافر بنية تحتية عملاقة للمطارات ومراكز الصيانة بالدولة فضلا وجود البنية التكنولوجية المتطورة والتي تزيد من درجة الاستعداد لاستيعاب تقنيات تصنيع الطائرات في أقصر وقت ممكن .
وأضاف الشمري أن توافر تلك المقومات الرئيسية يجعل من الإمارات الأكثر جاهزية في الوقت الحالي لتصنيع الطائرات وتقديم قيمة مضافة حقيقية في هذا القطاع، مشيراً إلى أن أبوظبي تتخذ العديد من الخطوات الموازية المساعدة على صعيد تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، حيث أنشأت شركة مبادلة في وقت سابق أكاديمية أفق للتدريب والتي تعد جزءا رئيسياً من منظومة الاستعدادات لدخول مجال تصنيع الطائرات .
وقال إن “مبادلة” تجري مفاوضات مكثفة مع جامعة خليفة لإنشاء أول مركز أبحاث وتطوير لصناعة الطائرات خلال العام 2010 وهو الأمر الذي نقلة نوعية في مسيرة الشركة نحو تصنيع الطائرات حيث ستنتقل الشركة من مرحلة التصنيع إلى مرحلة جديدة تشمل تصميم الأجزاء وتصنيعها .
الربحية الدائمة
وأكد الشمرى أن اتفاقيتي التوريد اللتين وقعتهما الشركة مع كل من ايرباص وبوينج تضمنان عوائد ربحية جيدة على استثمارات الشركة مشدداً على أن مبادلة تتطلع لتصنيع أول طائرة رجال أعمال بحلول 2018 لن يثنيها عن التركيز على تحقيق أرباح مالية مجزية على نحو دائم في جميع اتفاقيات التوريد السابقة واللاحقة بما يضمن زيادة مساهمة الشركة في الناتج المحلى الإجمالي للدولة .
وقال إن الجهود التي تبذلها شركة مبادلة لتصنع الطائرات وحرصها على تحقيق الربحية الدائمة لجميع استثماراتها تأتي في خطة استراتيجية تهدف الى تنويع مصادر الدخل في أبو ظبي.
وأضاف الشمري: “لا شك أن بناء وتطوير قطاع صناعة الطيران في أبوظبي يسهم بشكل مباشر في دعم مهمتنا في خلق اقتصـاد قائم على المعرفة يعتمد أحدث وسائـل التكنولوجيـــا المتطورة، وتوفير فرص عمل للقوى العاملة الحالية والمستقبلية في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأشار الشمرى إلى ان الشركة لا تستهدف زيادة المنتج المحلي في الطائرات المزمع إنتاجها محليا بقدر ما تتطلع إلى إدارة منظمة متكاملة رائدة لتصنيع الطائرات والتي تمثل التحدي الحقيقي في تلك الصناعة، حيث لا تزيد نسبة المكونات المنتجة ذاتيا في طائرات بوينج وايرباص عن 20 % . وبموجب الاتفاقية، التي وقعتها مبادلة وبوينج أمس تعتزم الشركتان تطوير وإطلاق مبادرات تحقق منافع متبادلة في المجالات التي تشهد تحالفاً استراتيجياً بين الشركتين، بما في ذلك تصنيع المواد المركبة، والأبحاث والتطوير، وصيانة الطائرات التجارية، وعمليات الإصلاح و الخدمات الفنية، وصيانة الطائرات العسكرية، وتنمية الموارد البشرية.
وقد أكدت بوينج ومبادلة أن هذا الإعلان يمثل بدايةً لالتزام مشترك طويل الأجل للمضي قدماً بخطط أبوظبي في أن تصبح مركزاً عالمياً للطيران، الذي يمثل جزءاً أساسياً في خطط الإمارة لتعزيز التنوع الاقتصادي. وتشكل الاتفاقية أهمية خاصة بالنسبة لشركة بوينج، في وقت تعمل فيه على توسيع علاقاتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز قاعدتها العالمية للتكنولوجيا والتوريد.
بدوره قال جيم ماكنرني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بوينج: “تؤكد اتفاقية الإطار على التزام بوينج تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط ككل. ولا شك أن عملنا مع شركة مبادلة في هذه المشاريع الصناعية عالية التقنية، سيساهم في تعزيز أعمال بوينج ومبادلة على حد سواء” .
اتفاقيات لتصنيع و تجميع الألواح المركبة
وقعت شركتا “مبادلة للتنمية” و “ايرباص” في أول أيام معرض دبي للطيران اتفاقيات لتصنيع و تجميع الألواح المركبة للجنيحات المتحركة والجانبية لطائرات ايرباص من طراز A330 و A340.
واتفقت الشركتان على أن يبدأ الإنتاج في عام 2011 في مصنع ستراتا للمواد المركّبة لهياكل الطائرات، الواقع في مدينة العين بإمارة أبوظبي، والمملوك من قبل شركة مبادلة للتنمية وأوحت الشركتان ان تلك الاتفاقيات الحزم الأولى من إجراءات العمل القادمة مباشرة من شركة ايرباص في إطار اتفاقية التوريد الرئيسية التي وقعتها ايرباص ومبادلة في شهر نوفمبر من العام الماضي.
وبحلول منتصف 2012 ستصبح ستراتا المصدر الثاني لتوريد أسطح الجنيحات المجمعة إلى جانب مصنع ايرباص في مدينة نانت الفرنسية حيث ستنتج ستراتا ما يصل إلى خمسة أسطح مجمعة للجنيحات المتحركة والجانبية شهرياً. هذا وتمثل أسطح الجنيحات المجمعة الواحدة ما يتم تركيبه على طائرة واحدة فقط.
المصدر: دبي
عدد اليوم
