لصوص نيجيريا ينظفون التسرب النفطي!

يساعد الفتى النيجيري دانيال موكور في “إزالة” أحدث تسرب نفطي في جداول دلتا النيجر مستخدماً أنبوبين أصفرين كبيرين لتحويل المياه الملوثة إلى قاربه الخشبي الصغير. لكن موكور البالغ من العمر 15 عاماً لا يعمل في إطار الجهود التي تبذلها السلطات الفيدرالية في نيجيريا لاحتواء التسرب، فالفتى يسرق النفط ليبيعه في السوق السوداء. والملمح الوحيد لجهود تطهير بقعة النفط في جداول “بودو” هو حاجز مهمل لتطويق بقعة النفط برتقالي اللون يمتد بطول زورقين يقول السكان إن عمال شركة نفط وضعوه هناك وليس الحكومة. لم تظهر في موقع التسرب غواصات موجهة آلياً لاحتوائه ولا تجري الحكومة تحقيقات على مستوى عال لمعرفة أسبابه كما لم تحصل المجتمعات المحلية التي لحقت بها أضرار على أي تعويضات. فهذه نيجيريا وليست الولايات المتحدة. أما التغطية الإخبارية اليومية للمعركة الشاملة التي تخوضها الحكومة الأميركية لاحتواء تسرب النفط في خليج المكسيك في أكبر كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة فتذكر النيجيريين بالترسانة التي تمتلكها الدول الغنية. يقول جون نيدا مساعد سكرتير جماعة الشبان الرئيسية في البلدة “في الولايات المتحدة كان هناك تحرك من جانب الحكومة. لكن في نيجيريا لم يكن هناك أي استجابة”، مضيفاً “يواصلون القول إنهم سيأتون اليوم وإنهم سيأتون غداً لكنهم لا يأتون أبداً”. وفي دلتا النيجر موطن أكبر صناعة للنفط والغاز في أفريقيا، والتي تقع على بعد آلاف الأميال من أزمة الخليج الأميركي، أهملت حوادث التسرب النفطي وتركت لتتفاقم على مدار عقود لتلوث الهواء والتربة والمياه في المجتمعات المحلية الفقيرة. ولا يعرف أحد على وجه التأكيد حجم النفط الذي تسرب إلى الأنهار والجداول في دلتا النيجر لكن دعاة حماية البيئة يقولون إن التأثيرات البيئية على مر الزمن في واحدة من أكبر مستنقعات العالم هي أسوأ كثيراً مما حدث في الولايات المتحدة. ويقول ألاجوا موريس المراقب الميداني لمؤسسة “انفيرومنتال رايتس أكشن” في ولاية بايلسا “حالات التسرب النفطي في دلتا النيجر أكبر مما حدث بخليج المكسيك”، مضيفاً “تركت بعض مواقع التسرب في نيجيريا لتقذف بالنفط الخام إلى البيئة لأكثر من شهرين”. لكن إدارة الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان لا تتفق مع وجهة النظر تلك وتقول إن حوادث تسرب النفط أصغر كثيراً مما حدث في الولايات المتحدة وعادة ما يتم وقفها في غضون بضعة أيام. وأوضح وزير البيئة جون أودي “الوضع الذي نشهده في المكسيك، لم نشهد مثله في نيجيريا منذ عشر سنوات”. وأردف “إنها مغالطة أن يقارن بعض الناس التسرب في خليج المكسيك بما يحدث هنا”.