الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بورسعيد المصرية تدخل قائمة أهم مدن العالم الأثرية

بورسعيد المصرية تدخل قائمة أهم مدن العالم الأثرية
16 ابريل 2013 02:38
رغم كثرة المدن والتجمعات العمرانية الموجودة في أنحاء مصر، إلا أنه لا مثيل لهذه المدينة على مدخل قناة السويس من جهة البحر الأبيض المتوسط. فبورسعيد تعيش هذه الأيام فرحة بعد وضعها على خريطة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، ضمن أهم مدن العالم التي تتميز بوجود مباني التراث المعماري التي يجب ترميمها، والتي تروي تاريخ المحافظة الباسلة من القرن التاسع عشر إلى القرن الواحد والعشرين. شكل دخول مدينة بورسعيد المصرية قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، ضمن أهم مدن العالم التي تتميز بوجود مباني التراث المعماري التي يجب ترميمها، نقطة تحول في تاريخ المدينة جعلها تراجع خططها التطويرية وتهتم أكثر بمواقعها التاريخية التي شهدت أحداثاً عظيمة، على رأسها الحملة الفرنسية. مدينة باسلة يقول محافظ بورسعيد اللواء أحمد عبدالله، إن المحافظة تضم 505 آثار سياحية يعود تاريخها إلى الحملة الفرنسية على مصر (1789 - 1801 ميلادية)، حيث تحوى منازل خشبية متعددة الطوابق، ناهيك عن المحميات الطبيعية والتراث الفلكلوري التاريخي الذي تتميز به بورسعيد عن بقية المدن. ويضيف «بورسعيد مدينة باسلة تصدت لقوات العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وتشتهر أيضاً باسم مدينة السحر والجمال؛ فقد بنيت على لسان من اليابسة ممتد إلى داخل مياه البحر المتوسط ما جعل موقعها شبه جزيرة تنام بوداعة عند مدخل قناة السويس من الجهة الشمالية، ومن حولها تمتد سلسلة من التلال والأرض الزراعية وتعرف أيضاً بالمدينة التي تقع بين قارتين فالشطر الشرقي منها يقع في قارة آسيا، بينما الغربي في أفريقا، وتفصل بينهما قناة السويس التي تلتقي مع البحر المتوسط أمام فنار بورسعيد الشهير ما يعطي المدينة منظراً مدهشا». وأول ما يسترعي الانتباه في بورسعيد قاعدة تمثال ديليسبس، والتي تقع في شارع فلسطين وتحديداً في نهاية ممشى ديليسبس الشهير على ضفة قناة السويس ويرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1899، وتعد أحد الآثار المسجلة في بورسعيد، وقد أزال أبطال المقاومة الشعبية جسم التمثال عن القاعدة بعد جلاء العدوان الثلاثي في 23 ديسمبر عام 1956 - تاريخ العيد القومي لبورسعيد وما زال التمثال يقبع في مخازن هيئة قناة السويس إلى اليوم وأن بقيت قاعدته بمثابة مزار ويقول عبدالله «على مسافة نحو 10 دقائق سيراً على الأقدام من ديليسبس يوجد متحف مبنى هيئة قناة السويس والذي تعددت أسماؤه على مر العصور فهو مبنى الهيئة أو النافيه هاوس أو بيت الأسطول. كما عرف أيضا باسم بيت البحرية أو القاعدة البحرية البريطانية وهو عبارة عن قصر شيد عام 1865 وكان أول بناء يشيده الخديو إسماعيل علي شاطئ القناة ببورسعيد لاستقبال ضيوفه من ملوك ورؤساء دول العالم الذين يزورون مصر في عهده، كما كان يستخدم لمتابعة حركة السفن المارة ويتميز بروعة المعمار، وموقعه الفريد على شاطئ القناة واشترته بريطانيا في الحرب العالمية الأولى ليكون مقراً لقيادة الجيش البريطاني في منطقة الشرق الأوسط وتحقق جلاؤهم عنه، وعن مصر كلها في 18 من يونيه عام 1956 كآخر قاعدة لهم في منطقة القناة ومصر وقد رفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر علم مصر عليه معلنا حريتها واستقلالها وسيادتها». متحف قومي هناك متحف بورسعيد القومي، الذي يقع بشارع فلسطين عند نقطه التقاء مياه قناة السويس بالبحر المتوسط، ويحوي عدداً كبيرا من القطع الأثرية تعود إلى العصور الفرعونية والإغريقية والرومانية والإسلامية وبالقرب منه في شارع 23 يوليو أمام المستشفى العسكري يوجد المتحف الحربي وبه عدد كبير من الأعمال التي تؤرخ لحفر قناة السويس ونضال أبناء بورسعيد في مواجهه العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وفي جانب آخر أعمال تؤرخ لانتصار 6 أكتوبر 1973 وعبور خط بارليف. كما تضم بورسعيد العديد من المساجد التي تتميز بجمال المعمار واهمها الجامع العباسي، وهناك أيضاً الكاتدرائية الرومانية اللاتينية والتي تتميز دون بقية كنائس العالم بوجود جزء من صليب السيد المسيح بها. ولا يستطيع الزائر لبورسعيد أن يفوت فرصة وجوده من دون مشاهده الفنار القديم والذي يعد من أبرز معالم المدينة، ويتمتع بقيمة أثريه وتاريخية كبيرة باعتباره أول بناء يشيد بالخرسانة في العالم، وكان ذلك عام 1869 لهداية السفن المارة بقناة السويس والتي افتتحت في نفس العام بعد أسبوع من تمام بناء الفنار ويتخذ الفنار شكل مثمن ويبلغ ارتفاعه 56م، وكان يتميز بوجود كرة أعلى برج الفنار كانت تستعمل لتعيين الوقت من خلال إحداث صوت دوي ناتج عن سقوطها بفعل الهواء. ولفصل الربيع خصوصية في بورسعيد، يقول عبدالله «لو تزامنت زيارتك مع مناسبة شم النسيم في منتصف شهر أبريل من كل عام، فسوف تحتفل مع آلاف العائلات المصرية التي تأتي من كل صوب للاستمتاع بخضرة بورسعيد وجمالها في أعياد الربيع، وأيضا بمهرجان اللنبي وفيه يحرق السكان آلاف الدمي المصنوعة محليا، وهو احتفال يحرص عليه أهل بورسعيد منذ مطلع القرن الماضي ومستمر إلى الآن، ويرمز إلى رفض الظلم ومكافحة الفساد والوقوف في وجه الاستبداد و»اللنبي»، الذي يتم حرق دميته سنويا، هو المندوب السامي البريطاني على مصر في زمن الاحتلال وقد عرف بجبروته وقسوته». ولا يفوت زائر بورسعيد فرصة ركوب المعدية والتي يشتهر أهل بورسعيد باستخدامها في التنقل بين شطري المدينة، حيث تربط بين حي الشرق وبور فؤاد وتستخدم المعديات في نقل الأشخاص والمركبات بين ضفتي القناة. وتمثل لأهل بورسعيد وزائريها إحدى العلامات الفريدة للمدينة، حيث تعتبر في ذاتها رحلة ممتعة في مياه القناة وسط السفن العملاقة وبصحبة طيور النورس التي يكثر وجودها خصوصاً في القناة وحول المعديات وتستغرق رحلة المعدية نحو عشر دقائق. كما لا يفوت زائر بورسعيد أن يضحك من فرط ما يسمعه من نكات تروى عن شخصية «أبو العربي»، وهو شخصية أسطورية خيالية تشبه جحا في الأدبيات العربية، وإن كان أبو العربي البورسعيدي شخص فهلوي ابن بلد يجيد اللعب بالبيضة والحجر، ومن فرط إعجاب الناس به تروى عنه نكات تكاد تنافس ما يطلق في بقية مدن مصر عن الصعايدة وإن كانت النكت التي تخص أبو العربي تدور جميعها حول كونه كذاباً، أو كما يصفه أهل بورسعيد «أبو العربي فنجري بق» أي كثير الكلام قليل الفعل. ويتردد بين أهل بورسعيد أن نشأة شخصية أبو العربي ترجع إلى سنوات الاحتلال الإنجليزي لمصر، حيث فكر أهل بورسعيد في التصدي لعنصرية الأجانب بابتكار شخصية أبو العربي الفلكلورية، التي تسخر من الإنجليز وأفعالهم. فكانت نكاته في تلك الفترة بمثابة منشور سرى لشحذ همم الوطنية في نفس كل من يسمعها. مدينة من ستة أحياء تبلغ مساحة مدينة بورسعيد نحو 1351?14كم2، ويبلغ عدد سكانها بحسب تعداد عام 2010 ما يقارب 604 ألف نسمة، وتقسم إلى ستة أحياء هي حي الشرق والمعروف قديما باسم الحي الإفرنجي، حيث كان يسكنه الأجانب. وحي العرب نسبة أيضا لسكانه، حيث كان يقطنه المصريون وحي المناخ وحي الضواحي وحي الجنوب وحي الزهور، كما يوجد، بالإضافة إلى هذه الأحياء مدينة بور فؤاد التي تقع في الجهة الشرقية من قناة السويس ويشتغل فريق من أهل بورسعيد بالصيد وبناء السفن، بينما يعمل آخرون في الصناعات اليدوية وتعد بورسعيد التي تبعد عن القاهرة بنحو 224 كم مدينة سياحية من طراز فريد لا تقل في أهميتها عن القاهرة والإسكندرية وأسوان والأقصر وشرم الشيخ وتستحق استقطاع يوم أو أيام للاستمتاع بزيارتها والتجوال في أرجائها، ولذا فهي مقصد الآلاف من المتزوجين حديثا الباحثين عن شهر العسل أو أيام عسل وطلاب الجامعات وطالباتها في رحلات شبابية صاخبة والعائلات المصرية القاصدة شواطئها الجميلة، وكذلك للتسوق وللاستمتاع بمزاراتها السياحية المتعددة. طابع فلكلوري تتميز بورسعيد بطابع فلكلوري شديد الخصوصية لاسيما في الأفراح وجلسات السمر، حيث يقبل أهلها على الاحتفال وتمضية الوقت بالغناء والعزف على «السمسمية»، وهي آلة وترية شعبية ذات خمسة أوتار تتبع السلم الخماسي مثلها مثل الربابة والطنبورة والأرغول ويستخدمها أهل بورسعيد لإحياء المناسبات السعيدة. وعادة ما تبدأ حفلات السمسمية بعزف منفرد يستعرض من خلاله العازف مهارته على السمسمية من دون اشتراك أي آلات أخرى معه لدقائق يمنحه المستمعون بعدها الرأي فصمتهم يعنى فشله وضعف موهبته، بينما التصفيق والصياح يعني إجادته ودعوته ليستمر ومن ثم تبدأ الآلات الأخرى في العزف مع السمسمية، وكذلك مجاملات الحاضرين بالرقص على السمسمية والرقص هنا يختلف عن بقية الرقصات التي تؤدي في بقية أنحاء مصر فرقصة السمسمية عبارة عن أداء تمثيلي يتم من خلاله تقليد للحرف المختلفة التي يعمل بها أهل بورسعيد مثل صيد السمك ورمى الشباك وهكذا.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©