الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العودة: الشخصية الإيجابية تبني الحياة والسلبية تعيش في هاجس المؤامرة

العودة: الشخصية الإيجابية تبني الحياة والسلبية تعيش في هاجس المؤامرة
5 سبتمبر 2008 02:33
أكّد الداعية والمفكر السعودي فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة ضرورة تعاطي المسلم مع معطيات الحياة بإيجابية، كونها معنى إنسانياً عاماً وتعبر عن الوجه الجميل للحياة، مؤكداً أن النظرة التشاؤمية سجن صغير يحبس فيها المرء نفسه· ودعا العودة في المحاضرة، التي ألقاها بحضور الفريق أول ســـمو الشـــيخ محــــمد بـــن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلس سموه الرمضاني مساء أمس الأول، المسلمين إلى التأسي بسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي تعامل مع الحياة بإيجابية، مستدلاً باستشهادات من سيرته العطرة حول تعامله مع خصومه ومع الذين آذوه وحاربوه ومع المنافقين بإيجابية عالية، وتمكّن بهذه الإيجابية من بناء دولة الإسلام· وشهد المحاضرة، التي تأتي في إطار سلسلة المحاضرات الفكرية والأمسيات الرمضانية التي يستضيفها مجلس سمو ولي عهد أبوظبي، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وســـمو الشــيخ محمد بن خليفة آل نهيان رئيس دائرة المالية، ومعالي الشـــيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، والعميد الركن الدكتور الشـــيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية، والدكتور مانع سعيد العتيبة· كما حضرها عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في مختلف الوزارات والدوائر الحكومية· واستهل الدكتور سلمان بن فهد العودة المحاضرة، التي تعد أولى محاضرات الشهر الفضيل لهذا العام، بتأكيد أن الإيجابية معنى إنساني عام، مشيراً إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أشاد بأناس بدرت منهم مبادرات إيجابية، ومواقف نبيلة حتى من أشخاص لم يلتق بهم مثل عبدالله بن جدعان الذي أسس حلف الفضول في الجاهلية، وأشاد بالنجاشي قبل استقباله الصحابة في الحبشة وإعلان إسلامه· وأكد المحاضر أن على المسلمين اليوم في عصر العولمة التواصل وعدم الانقطاع عما يجري في العالم، مشيراً إلى أن المسلمين في المدينة كانوا يتعايشون مع اليهود والمنافقين والوثنيين· وقال العودة: ''التفاعل الإيجابي مع الحياة معنى إنساني عام، وهو تعبير عن الوجه الجميل للحياة؛ لأن الله جميل يحب الجمال، فالحياة جميلة بالسعادة والحب والرضى والإيمان''· واستشهد بقوله (صلى الله عليه وسلم) بأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله، مؤكداً أن المؤمن لا يزيد في العمر إلا خيراً وقرباً من الله· وأضاف أن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم ملذات الدنيا التي زينت للناس من المال والبنين والنساء والخيل والأنعام، وهذه نعم أنعم بها الله على عباده ليتمتعوا بها، مشيراً إلى أن المذموم في هذا الأمر هو التعاطي السلبي مع نعم الله عندما تتملك الإنسان ويؤثر الدنيا على آخرته· وحذر الدكتور العودة من السلبية والنظرة التشاؤمية للحياة، معتبراً أن كثيراً من المسلمين في الوقت الراهن، ونتيجة للظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية، يتعاملون مع الحياة بسلبية كبيرة، وتشاؤم مبالغ فيه· وقال: ''البعض يعتبر التقنيات الحـــــديثة التي أنتجها الغرب مثل الإنترنيت ووسائل الاتصال الحـــديثة كوسائل تهدف إلى تدمير البشرية، ويبادرون إلى الدعاء على الغرب على ما أنتجوه!''· وأضاف: ''المشكلة ليست في التقنـــــية، وإنما في كيفية التعاطي معها، وبدلاً من أن نطوع التقنية لخدمتـــــنا والاستــــفادة من الإيجابيات الكبيرة فيها أصبحنا نلعن منتجيها، وأن نضيء شمعة أفضل من أن نلعن الظلام''· وشدد على أن المسلمين ليسوا ضحايا الآخرين، وأن عليهم تبعات القيام بالعمل والتقدم والنمو والاستفادة من التكنولوجيا ووسائط الاتصال الحديثة بمسؤولية وإيجابية شديدة بما يساهم في التغيير وقهر التخلف، وأن التقنية الحديثة غنيمة للمسلمين يجب الاستــــــفادة منها كي يلحقوا بركب التقدم بعـــــدما تبدل الحال عما كانت عليه في العصور الوسطى· ودعا إلى الإيمان بحكمة الله سبحانه وتعالى في خلق الأشياء وتدبيره سبحانه وتعالى في تصريف مقادير الحياة، مؤكداً أن الله لم يخلق شراً محضاً، وهو يخلق ما يشاء ويختار· وتعرض المحاضر بعد ذلك إلى الإيمان بقدرات النفس البشرية التي اصطفاها الله من بين سائر الخلق، واستخلفها الله في الأرض· وقال: إن في الإنسان طاقات وقدرات هائلة يصعب حصرها، وكل إنســــان بمقــــدوره أن يمارس دوراً إيجابياً بناءً في الحياة، حتــى لو كف أذاه وشره عن الآخــــرين كانت له فيها صـــدقة· ومن البوادر الإيجابية، تحدث الدكتور سلمان العودة عن الإيمان بالآخرين، حيث إن المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم· ودعا إلى التحلي بخلق التسامح مع الناس، حتى مع الخصوم والأعداء، معتبراً أن المسلم يحتاج بين فترة وأخرى إلى أن ''يمسح أرشيف الماضي بمنغصاته وآلامه، والتجرد من الغضب والصخب وحب الانتقام''، وأشار في هذا الجانب إلى أهمية الصبر على مصائب الدنيا والدين، وكذلك التوبة باعتبارهما من القيم الإيجابية المهمة· وذكر أخيراً أن المسلم يجب عليه أن يكون متفائلاً في مواجهة المتغيرات التي تطرأ على الحياة البشرية، فليس هناك حال تدوم على حالها، والله يغيّر الأشياء ولا يتغيّر· ورد على الأسئلة والاستفسارات حول موضوع المحاضرة التي قدم لها الدكتور نجيب عبدالوهاب الأستاذ بكلية القانون بجامعة الإمارات الذي أشار إلى أن المحاضر من الداعين إلى توحيد الأمتين العربية والإسلامية وإلى توثيق العلاقة بين الراعي والرعية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©