صعود النفط مدفوعاً بهبوط الدولار

ارتفع سعر مزيج برنت في المعاملات الآجلة دولاراً في أوائل معاملات أمس مع هبوط العملة الأميركية. وبلغ سعر برنت في عقود يناير 77,31 دولار للبرميل بارتفاع 1,25 بالمئة مع تراجع مؤشر الدولار 0,45 بالمئة مقابل سلة عملات، فيما رأت وكيلة وزارة النفط للشؤون الاقتصادية نوال الفزيع أن اسعار النفط تشهد في الوقت الحالي نوعاً من التوازن يدور فوق مستوى 75 دولاراً للبرميل جراء عدد من العوامل الإيجابية والسلبية التي تتجاذبها نحو الارتفاع والانخفاض. وقالت نوال الفزيع لوكالة الأنباء الكويتية “كونا” إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مازالت تدرس ما إذا كانت ستعدل مستوى إنتاجها قبيل اجتماعها في ديسمبر كانون الأول المقبل. ومن المقرر أن تعقد أوبك اجتماعها في لوندا بانجولا يوم 22 ديسمبر. ونقلت الوكالة عن الفزيع قولها “إن المنظمة ستتخذ قراراتها عندما تجتمع”، مشيرة إلى أنه “من خلال القراءات المختلفة والمصادر المتنوعة يمكن استخلاص إمكانية وجود اتجاهين بشأن الاجتماع المقبل”. وأوضحت الفزيع أن الاتجاه الأول يمكن أن يصب في اتجاه عدم تغيير الإنتاج باعتبار أن الاقتصاد العالمي قد بدأ في التعافي وان الإمدادات من خارج اوبك محدودة وبالتالي ينتهي إلى ابقاء الوضع على ما هو عليه دون تغيير”. وتابعت الفزيع “بينما يمكن ان يكون هناك اتجاه آخر يدفع باتجاه زيادة الإنتاج خصوصا إذا واصلت أسعار النفط ارتفاعها بشكل كبير”. من ناحية أخرى، قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إن الجولة المقررة يومي 11 و12 ديسمبر المقبل لمنح تراخيص لاستثمار حقول نفطية ستجري في موعدها وستشهد مشاركة واسعة و”تنافساً” قوياً. وأضاف على هامش مؤتمر حول الاصلاح الاداري في بغداد أن “جولة التراخيص ستكون كما هو متوقع يومي 11 و 12 الشهر المقبل، وستشهد مشاركة واسعة وتنافسا قوياً”. وسيعرض العراق عشرة عقود خدمية للاستثمار على 44 شركة مشاركة في الجولة. وكان العراق عرض تطوير خمسة حقول نفطية وحقلي غاز في جولة اولى من التراخيص مطلع يوليو الماضي بمشاركة 31 شركة نفطية أجنبية. وتمت الموافقة على منح عقود خدمية لتطوير ثلاثة حقول نفطية، حيث نالت “بي بي” البريطانية وشركة النفط الوطنية الصينية حقل الرميلة العملاق في الجنوب عبر موافقتهما على مبلغ دولارين لكل برميل إضافي تنتجانه وتعهدتا رفع الكميات المنتجة من حوالي المليون برميل يومياً حاليا إلى 2,85 مليون برميل في غضون ست سنوات. ويقدر احتياطي الحقل بحوالي 17,7 مليار برميل. كما فازت مجموعة من الشركات بقيادة “ايني” الايطالية بعقد تطوير حقل الزبير في الجنوب أيضا بشروط مماثلة مقابل رفع الانتاج من 195 ألف برميل يوميا الى 1,13 مليون برميل بحلول 2016. يشار إلى أن احتياطي حقل الزبير يقدر بما لايقل عن أربع مليارات برميل. بدورها، تتولى “إكسون موبيل” وشركة شل البريطانية الهولندية عقداً لتطوير حقل القرنة غرب رقم واحد, وهو ثاني أكبر حقل في العراق. ويقدر احتياطه بنحو 8,5 مليار برميل. ومن المتوقع ان يسمح هذا العقد بزيادة إنتاج هذا الحقل من 280 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي الى 2,325 مليون برميل في غضون ست سنوات مقابل 1,9 دولار لكل برميل إضافي. ويحتل العراق المرتبة الثالثة عالميا بعد السعودية وايران من حيث الاحتياطي النفطي المؤكد مع 115 مليار برميل، ومع ذلك لم يتم تطوير الحقول النفطية منذ عدة عقود بسبب الحروب والحظر الدولي الذي كان مفروضا على العراق بين 1990 و2003. وينتج العراق حاليا 2,4 مليون برميل يوميا يصدر منها حوالي 1,8 مليون برميل خاصة من حقول قرب البصرة.