قبل وبعد!

قرأت خبراً طريفاً قبل سنتين، وهو أن رجلاً وسيماً فلبينياً، قام بتطليق زوجته الحسناء جداً، ورفض أُبوته لابنه الذي أنجبه منها، لم يكن قراره استصراخاً لشرفه الذي بعثرته الزوجة، أو نتيجة اختبار لحمض الـ»دي إن إيه» السلبي، لكن قرار الانفصال، جاء بعد فجيعته، من اكتشافه لبشاعة زوجته الحسناء، قبل اقدامها على عمليات التجميل المكثفة قبل الزواج، إلاّ أن الجينات كشفت أمرها، التي نقلت ملامحها لجنينها ما قبل التعديل، وليس ما بعد التعديل، مما دفعه لرفض المولود، واجبارها على الاعتراف بالحقيقة، وبمصدر البشاعة التي تمنطق بها ابنه، الذي لا تمت له بصلة! الهوس الذي وصل إليه العالم في آسيا، وشبه آسيا بعمليات التجميل، لم يكن مألوفاً من قبل، آخذاً بالنمو، والشيوع، فلم يقتصر على الطبقة الغنية، بل أصبح مألوفاً لدى الطبقة المتوسطة، وبات شرطاً أساسياً عند الفتيات، لضمان الفرصة للحصول على وظيفة مناسبة، أو عقد عمل خارجي بعرض مميز، أو للفوز بعريس ثري! أمّا ما قد يغيظ النساء اليوم، فهو منافسة الرجال لهن في سوق، كانت سابقاً حكراً عليهن فقط، مقتحمين عالم العناية الخاصة، بلا وجل، للفوز بكل ما هو جديد، ونافع، وناجع، ودافع بخطوط الشيخوخة لتقهقر إلى الوراء! فبات الرجال مهتمين بعمليات التجميل، وبمستحضرات العناية بالبشرة، عدا حفّ الوجه، وزراعة الشعر، وضرب إبر البوتكس، وغيره من الطًرق الحديثة، التي لم تكتشفها المرأة بعد، في تحدٍ جديد، مُقابل ما تقوم هي به، من اجراءات لحماية نفسها، وأسرتها معاً، أو لضبط ترددات موجات قلب، وسير زوجها، المرهقة أحياناً، والمُكلفة كثيراً، التي قد تُكلفها حياتها، لتكتشف بعد كل هذا العناء، أنه «لايف» على واحدة لا تساوي قرشاً، في بورصة النساء! اختلفت مقاييس الناس في هذا الزمان، وأصبحت هنالك معايير جديدة «شكلية» يحتكمون ويتعاملون بها مع بعضهم البعض، تتجاهل جوهر الإنسان، وتمتهن آدميته، مقاييس مادية غريبة، لم ندرج نحن عليها، ولا أهلنا من قبل، ففي وقت هناك من لا يجد رغيفاً «حاف»، أو سقفاً يقيه المطر، أو حرارة الصيف، هناك بنوك تُقدّم القروض المُيسرة للصبايا، لإجراء عمليات «المسخ»، وهناك فنانات، مع كل كاسيت جديد يُطلقنه في الأسواق، يُغيّرن خِلقهِن، كما لو أنهن يُبدّلن أحذيتهن، أكرمكم الله! فاطمه اللامي ESMERALDA8844@GMAIL.COM