من المؤسف أن تسلم القيادة القطرية أمرها لإيران وتركيا، معتقدة أن تركيا تحمي أمنها وإيران تحمي أرضها وشعبها، وأن الاثنين سيوفران الغذاء لشعبها وسيدعمان اقتصادها، بل وتذهب إلى أبعد من ذلك لتتوهم أن حل مشكلتها مع جيرانها وأشقائها بيد الدبلوماسية الإيرانية والتركية، فتسلمهما ملفات الأزمة وتفوضهما للحديث نيابة عنها وبلسانها! فما هذا الذي تفعله قطر بنفسها وبشعبها؟!
وهل نسيت الدوحة وصف أحد المسؤولين الإيرانيين لقطر قبل عامين فقط بـ «الدولة الصغيرة والحقيرة»؟.. كم كان حرياً بها قبل أن تقدم على هذه الخطوة أن تتمعن في سوريا اليوم!.
فلماذا يا ترى تقف طهران وأنقرة مع الدوحة؟ ومن أجل ماذا؟ ومن المستفيد من ذلك؟ وهل تعتقد الدوحة أنها بهذه الخطوات تثير غضب الدول العربية الكبرى، وبالتالي هي تستمتع بهذا المشهد الذي طالما كان ممتعاً لها في السنوات الماضية؟
هي مخطئة لو كانت تفكر بهذه الطريقة.. ولو كانت مثل هذه الخطوات تغضب الدول العربية في الماضي فإنها لن تغضبها اليوم، لأنها تدرك أن هذه الخطوة ستضر بقطر وشعبها، ومستقبلها أولاً وقبل أي شيء. أما الأمر الآخر، فهو أن هذه الدول مستعدة لهذا السيناريو ولما هو أبعد منه.
الدول العربية المقاطعة تتعامل مع الأزمة بكل هدوء وعقلانية وثقة فلديها كل ما يدعم موقفها أمام شعوبها أولاً، وأمام المجتمع الدولي الذي سيتسلم لائحة الشكاوى ضد قطر خلال أيام، وعلى قطر أن تختار أن تنهي الأزمة أو تطيلها لأشهر أو سنوات.
وأخيراً نتساءل.. هل تكون القيادة القطرية بخطواتها الأخيرة قررت أن تكون الدوحة هي العاصمة العربية الخامسة للحرس الثوري الإيراني، بعد بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء؟.