الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البساط الأخضر عشب أميركي ناعم يُحلق بأجنحة الرومانسية في بستان الطبيعة

البساط الأخضر عشب أميركي ناعم يُحلق بأجنحة الرومانسية في بستان الطبيعة
17 نوفمبر 2009 00:16
البساط الأخضر، أو ما يعرف بالاند سكيب، هو من أكثر أشكال التصاميم شيوعا في المنازل المحلية، هذا ما يلاحظه المهندس الزراعي خالد صلاح الدين، الذي يضيف أنَّه الأكثر طلبا عند تصميم الحدائق المنزلية، حيث "أصبح العمل في مجال البساط الأخضر من الأبواب المربحة نظرا لتحول البيوت كلها إلى مسطحات خضراء!" ولكن ما الغريب في أن تكون كل البيوت خضراء، ونحن أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه القائد الذي حلم بأن تكون دولته خضراء فتحقق الحلم، وانتقلت عدوى حب اللون الأخضر إلى قلوب أبنائه، حيث من الطبيعي أن يحيطوا أنفسهم بالخضرة، ويتمتعوا بسحر الطبيعة الخضراء، فمن ينكر أثر الراحة النفسية التي تمنحه إياها تلك المسطحات الخضراء حتى وإن كانت مجرد صورة على إحدى صفحات الجريدة، فما بالك إن كنت محاطاً بها، وعيناك يملؤهما اللون الأخضر المريح، أو أن يكون ذلك البساط الأخضر هو الصورة الحية التي تراها من نافذتك كل يوم، وأنت بين جدران منزلك التي تحتضنه الخضرة، ولماذا لا يجب أن تتحول كل البيوت إلى بساط أخضر يمنح الحب والسعادة، ويساعد على الاسترخاء ويوفر السلام النفسي لكل أفراده، ألا يجب أن تكون هكذا البيوت؟ من حق الجميع أن يستمتع بأجود أنواع السجاد الطبيعي، الذي يتميز بلونه الأخضر المنعش وملمسه البارد والناعم، والذي يصنع في مشاتل زراعية داخل الدولة، كما يقول المهندس خالد: "تتوفر في الدولة أجود أنواع البساط الأخضر، وهو النجيل الأخضر الأميركي الناعم، الذي يتم زراعته في مشاتل متخصصة في مدينة العين، بحيث يتم فصل النجيل كاملاً بعد مرور ثلاثة أشهر من زراعته، ويجب أن يزرع في نفس اليوم في الأرض المناسبة والمهيئة لترقيع، وتجدر الإشارة إلى أن البساط الأخضر لا يمكن زراعته بالبذور في بيئة الإمارات، والترقيع هي الطريقة الناجحة والوحيدة". جمال الطبيعة هذا الإقبال المتزايد وبشكل خيالي من قبل ربات البيوت يمكننا أن نطلق عليه صرعة أو تقليعة جديدة لكنها جميلة وصديقة للبيئة، ومن الأمور المكملة، إن لم تكن الأساسية في الحديقة، حيث يقول سالم مبخوت عن حديقة منزله في العين: "عندما انتهينا من بناء البيت، لم أول لطلب زوجتي في إنشاء حديقة منزلية أي أهمية، ولكني لم أمانع الأمر، وعندما قامت بجلب مهندس زراعي لتصميم الحديقة تفاجأت بمدى جمال ورعة البساط الأخضر الذي افترش باحة منزلنا، لقد غير من شكل المنزل بشكل كبير، ووفر لنا مكاناً مريحاً لقضاء وقت طيب مع أفراد عائلتي، فالأطفال يستمتعون اكثر باللعب فوق العشب البارد، الذي يحميهم من قوة الارتطام بالارض أثناء اللعب، كما وأن السمر يحلو لنا في حديقتنا الخاصة التي أصبحت أقدر أهميتها في حياتنا، وأحمد الله انَّه منَّ علي بزوجة تقدر جمال الطبيعة". يتم تهيئة الأرض رفق عدة خطوات يذكرها المهندس خالد: نجهز شبكة الري التي يفضل استخدامها سواء بالري أو التنقيط، فهما الوسيلتان الأفضل للنبات، والأوفر في استهلاك الماء وترشيده. وبعدها يجب حرث التربة وتنظيفها من الأعشاب والحشائش الضارة باقتلاعها من جذورها، والتأكد من عدم وجودها، ثمَّ نضع الرمل الأحمر الصالح لزراعة والمتوفر في مدينة العين، بعد رشه بالماء بشكل كامل، بعد ذلك نضع السماد المعالج على التربة، قبل أن نرقع التربة بالبساط الأخضر. العناية ما يميز نباتات النجيل الأميركي قدرتها على تحمل العطش لدرجة معقولة، كما إنها تتحمل ملوحة التربة العالية والتي عادة ما تتميز بها المدن الساحلية، هذا إلى جانب مقاومتها لضغط والمشي المستمر عليها، ولكنها مثل باقي النباتات الأخرى تحتاج إلى العناية، والرعاية الخاصة التي تلبي احتياجاتها لكي تنمو بالطريقة الصحيحة، ولكي يبدو مظهرها جميلا وأنيقا، يقول المهندس خالد صلاح الدين:" يجب الحرص على ري البساط الأخضر مرتين يومياً في الصيف والشتاء، نظرا لثبات المناخ في الإمارات وقلة الأمطار عادة بحيث قد يقتصر الاختلاف في التفاوت بين درجات الحرارة في الفصلين، لذلك يجب التأكد من ريها باعتدال يوميا صباحا ومساء قبل غروب الشمس، كما يجب تسميدها سنويا بسماد معالج". النجيل الأخضر هو من النباتات العشبية المعرشة، أي التي تنتشر جذورها أسفل سطح الأرض بشكل افقي ومتشابك، الأمر الذي يجعل إمكانية فصلها عن الأرض بشكل سجادة ونقلها إلى قطعة أرض أخرى وترقيعها عملية ممكنة، يتميز النجيل الأخضر بنموه السريع بشكل أفقي على سطح الأرض ليغطي مساحات شاسعة، مما يعطي للأرض ذلك المنظر الأخضر الخلاب الذي يوفر أكبر قدر ممكن من الهواء النقي الغني بالأكسجين، ويختلف النجيل الأخضر عن الحشائش التي تعد من النباتات المستوطنة والتي تؤثر في نمو النباتات الأخرى، لذلك احرص على اقتلاع الحشائش لتأثيرها السلبي على النجيل الأخضر ونموه وتكاثره. البساط الأخضر الصناعي ظهر مؤخرا بديلا صناعيا للبساط الأخضر الطبيعي، يتميز بشكله الطبيعي وعدم حاجته إلى استهلاك الجهد والوقت للعناية به كالري والقص والتسميد وغيرها من الأمور التي يتطلبها البساط الأخضر، وقد صنع البساط الأخضر الصناعي بنفس مواصفات الطبيعي شكليا مع قدرات فائقة في تحمل الدهس وتغير اللون الناتج عن التعرض المستمر لأشعة الشمس الحارقة، وعن أسباب اللجوء إلى هذا النوع يقول المهندس خالد:" يستخدم عادة البساط الأخضر الصناعي في المساحات العامة الكبيرة التي قد تكون خالية من التربة، أو التي لا يمكن الإشراف عليها وتوفير مصادر الري لها، ولذلك قد تستخدم في الشركات والمناطق الصناعية كنوع من أنواع الديكور والتزيين، كما وقد يتم تحسينها لاستخدامها في الملاعب، فمهمتها تقتصر في التزيين فقط" فمن البديهي أنها لن تستطيع تلطيف الجو في المنازل والأماكن العامة كونها ليست مزودة بأجهزة تبريد أو أجهزة لتنقية هواء المدينة الملوث، والتي ميزها الخالق عز وجل في هذه النباتات لتعمل كمصفاة تنعش رئتينا بالهواء النقي وتصفي ذهننا وتمنحنا الطاقة والنشاط.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©