عباءة!!

قد يحسب البعض أني إنسان عنصري أميل للرجال أكثر من النساء، لكن أود أن أرسل رسالة أن الجنس اللطيف ''ملح هذه الحياة الجميلة'' فهن الأمهات، والجدات، والأخوات، والخالات، والعمات، لكن الظاهرة التي غزتنا مؤخرا أثارت غريزة الغيْرة، فظاهرة العباءة المفتوحة أصبحت منتشرة بشكل رهيب بين فتياتنا، خصوصا صغيرات السن اللاتي علينا تعويدهن الستر، لكن بعد هذه الظاهرة ظهرت لدينا تقليعة جديدة، ألا وهي غزو العباءات الضيقة التي أستغرب كيف ترتديها النساء على ضيقها؟ فعندما ترى الواحدة منهن بهذه العباءة تحسبها ترتدي عباءة أختها الصغرى· حتى أن اللاتي يرتدين هذه العباءة لا يستطعن المشي بحرية، كأنها ''مقيّده بقيد''، ومن ثم العباءة ''المخصّرة'' والتي تكون فيها العباءة ضيقة من عند الخصر، وبعد هذا الغزو أتانا الغزو الفرنسي للعباءة الفرنسية ذات الخصر الضيق ومفتوحة أيضاً من الأمام حتى البطن· وبعد الغزو الفرنسي للعباءة، أتانا الغزو المطرز، وهي العباءة ذات التطريز اللمّاع والبرّاق، ذات الألوان اللافتة خصوصا تحت أضواء مراكز التسوق، والذي يسير في آخر المركز سوف يرى صاحبتها التي تكون في أول المركز، لن أكمل لكم ماذا سيحدث لأن السيناريو بات محفوظاً عن ظهر قلب، حتى أنني رأيت صاحبة عباءة وضعت شعار نادٍ خلف العباءة بشكل كبير ومُلفت أيضاً واللون كالعادة ''يزيّغ العيون''· وأخيرا ''الخفاش'' و''الفراشة'' وكثرت أسماء هذه النوعية من العباءات، فهذه العباءة مختلفة تماماً عن باقي العباءات سالفة الذكر، وتأكدوا أنني لا أقوم بعمل دعاية لأي محل للعباءات أبداً، لهذه العباية أجنحة!! وأعتقد أن بإمكان صاحبتها الطيران إذا ما اقتضت الحاجة!! ولا أستبعد طرح أسماء جديدة قيد الدراسة كالحوت، والفيل، والناقة، والزرافة، وفرس البحر، البطريق خلال الفترة المقبلة· إلى الآن لا يعلمن من يرتدين العباءة ما معناها، لذا أنصحهن بالرجوع إلى المعاجم للحصول على تفسير ''العباءة'' سوف نجد هذا التفسير: هو كساء مشقوق، وواسع، ذو فتحتين، وتخرج منه اليدان، ويُلبس فوق الثياب، وجمعُه عباءات· فهل عباءات هذه الأيام تتطابق مع هذه المواصفات المذكورة أعلاه في تفسير كلمة العباءة؟ إن يكن هنالك بعض التطابق فهو تطابق جزئي، ولكنه ليس تطابقا تاما من ناحية المواصفات والشكل!! فالواسع أصبح ضيّقا، والمشقوق أصبح مكشوفا، وذو الفتحتين أصبح بفتحات، وبدل خروج اليدين أصبحت تخرج الفتاة كل محاسنها· سهيل سعيد