الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العود والبخور موروث حضاري يجب أن يستعمل بحذر

العود والبخور موروث حضاري يجب أن يستعمل بحذر
17 نوفمبر 2009 00:18
لا يخلو بيت إماراتي من دهن العود ولا البخور، حيث دأب جميعهم على تبخير بيوتهم وتعطيرها منذ قدم الزمان، وهي سمة تميز غالبيتهم، ودليل اهتمامهم بهذه المواد التعطيرية هو الإقبال الكبير في جميع المناسبات عليها، حيث تعرف مبيعاتها ارتفاعاً كبيراً، وتعد دول الخليج العربي بشكل عام من أكثر الدول استهلاكاً للبخور والزيوت العطرية، ويعتبر التطيب من العادات التي يتميز بها سكان الإمارات وخصوصاً في الأعياد والأعراس، كما يستعمل في إكرام الضيف، وفي مناسبات متعددة. حيث تُقدر كمية البخور التي تستخدم في دول الخليج العربي بثلثي ما هو مستخدم عالمياً حسب بعض المختصين. والعود هو عبارة عن فطر يصيب الأشجار، فيفرز رائحة زكية، لذلك يتم قطع عدة أشجار للحصول على الشجرة المصابة، وهذا ما يفسر سعره المرتفع، ذلك أنَّ أغلب الأشجار يتم قطعها، قبل أن تحظى بفرصة الإصابة بالفطر. أما استخراج الدهن فيتم بعد دق قطع العود إلى قطع صغيرة، حيث يجري استخدام القطع والفتات الناتجة عن عملية التنظيف، وليس القطع الكبيرة، ثم تنقع في الماء وتترك فترة لتتخمر، قبل أن توضع في قدور الضغط الكبيرة، ويستخرج الدهن عن طريق عملية التقطير ويحفظ في قوارير زجاج. الخشب مقياس الجودة يؤكد الخبراء أنَّ جودة الدهن تقاس وفقاً لجودة الخشب الذي دق أو طحن لاستخراجه. وهناك أنواع سعرها مرتفع جداً، ومنها الهندي في أول درجة، وبعده الكمبودي، وللخبراء مقاييس كثيرة لمعرفة الجيد من المغشوش، منها أنَّ العود الأصلي لا يدمع العين ولا يؤذيها عندما يحترق، أما المغشوش فثمنه رخيص، ويعرف مباشرة بالرائحة الكريهة، وهو ضار جداً للصحة، جراء تصاعد مواد كيميائية منه عند الاحتراق. وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن حرق البخور قد يؤدي إلى أضرار خطيرة عند استخدامه بكميات مفرطة، وبشكل مستمر، حيث أن تأثيره يزيد على أثر التدخين أو عادم السيارات في الأماكن المزدحمة والمغلقة، والتعرض للبخور والعطور يسبب حدوث احتقان مزمن في الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات الفيروسية المتكررة للجهاز التنفسي، كما أنه يتسبب في ازدياد الأزمات التنفسية بالنسبة للمصابين بالربو. لذلك يجب على الشخص أن لا يعرض نفسه للبخور مباشرة، وخصوصاٌ الأنف لأنه أكثر عضو يتأثر، وأن تكون هناك تهوية للمكان المعرض للبخور، ولا يكون مغلقاً تماماً، وأن يتجنب استخدام الأنواع التجارية من البخور لزيادة خطورتها. إقبال خليجي في الجهة الثانية يقول عبد الله ناصر، مدير محال عبد الصمد القرشي للعود والبخور: من المتعارف عليه أنَّ الخليجين بشكل عام يتعاطون البخور ودهن العود والعطور المركزة بشكل كبير جداً، لا يكاد ينافسهم عليه أي قطر من الأقطار العربية الأخرى، ولا يستثني من ذلك كل أيام السنة، حيث نشهد إقبالاً دائماً على شراء هذه المواد، والمعروف أنَّ الإماراتيين يقبلون عادة على العود وخلطاته ودهنه الممركز، أي روح العود، ودهن العود يبقى في المقام الأول لجهة الإقبال، بالإضافة إلى العود أو البخور أو ما يعرف عند الإماراتيين بالدخون، وهو ينتمي إلى البخور في الأصل لكونه يحرق على الفحم ليعطي رائحة عطرة، ويعتبر الإماراتيون زبائننا الأساسيين، ويبقى العرب من مختلف الجنسيات في المرتبة الثانية، فهم بحكم الاختلاط أصبحوا يعطرون بيوتهم، ويقومون بتبخيرها كما يفعل الإماراتيون، وهم يعمدون إلى شراء بعض أنواع دهن العود المركز، وتعتبر هذه العادة متوارثة عن الأجداد، حيث تعبر عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال، كما تعتبر من مظاهر الأناقة والوجاهة والفخامة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©