الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان... وتحديات ما بعد «الانسحاب»

أفغانستان... وتحديات ما بعد «الانسحاب»
15 ابريل 2012
صرح وزير الدفاع الأفغاني، عبدالرحيم وردك، يوم الثلاثاء الماضي بأن الشراكة الأمنية طويلة المدى مع الولايات المتحدة وبقاء قواتها في أفغانستان ما بعد موعد الانسحاب المقرر في 2014 أمر ضروري لضمان استقرار البلاد و"بعث الرسائل الصحيحة" للشعب كما للأعداء، وأضاف "وردك" أن "عدد القوات التي ستبقى ليس مهمّاً في حد ذاته، لأن التداعيات الاستراتيجية ستكون أهم من الحضور الملموس للقوات الأميركية". وفي اللقاء الذي دار في مقر البنتاجون بين وزيري الدفاع والداخلية الأفغانيين، و"ردك" و"بسم الله خان محمدي" مع وزير الدفاع الأميركي "ليون بانيتا" أكد هذا الأخير أن الولايات المتحدة ستواصل توفير التدريب العسكري والدعم لقوات الدفاع الأفغانية حتى تحسّن من مستواها وتستمر في أداء مهامها إلى ما بعد ديسمبر 2014. وهو التاريخ المحدد لسحب القوات الأميركية من أفغانستان. وكانت المباحثات الرسمية حول الإطار الذي بموجبه سيُمدد للقوات الأميركية، فضلاً عن قضايا أخرى مرتبطة بالدعم الأميركي على المدى الطويل قد بدأت في كابول يوم الثلاثاء الماضي بعدما تم الاتفاق على موضوع الغارات الجوية التي تنفذها القوات الأميركية الخاصة. وتتوقع إدارة أوباما استكمال وثيقة الإطار قبل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في شهر مايو الماضي التي ستستضيف الدول المشاركة في قوات التحالف بأفغانستان، بالإضافة إلى الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي. ومع أنه من غير المرجح أن تحسم القمة في وتيرة انسحاب قوات التحالف من البلاد على مدى الـ 19 شهراً المقبلة ولا القوات الأميركية المتبقية، إلا أنها ستؤكد انتقال التحالف إلى دور دعم ومساندة القوات الأفغانية في وقت ما خلال السنة المقبلة. ويشكل نمو القوات الأفغانية وتدريبها مكوناً أساسيّاً من خطة الانسحاب التي يحضر لها التحالف، حيث يتوقع وصول عدد قوات الأمن الأفغانية إلى الهدف المحدد في 352 ألف رجل خلال هذا الصيف، وذلك قبل شهور عدة من حلول موعد الانسحاب، وفي الوقت الذي تراجعت فيه شعبية حرب أفغانستان المكلفة داخل الولايات المتحدة بدأت الإدارة الأميركية تشدد على التزامها بموعد إنهاء الالتزام القتالي في أفغانستان، وشرعت في طلب إسهامات مالية من الدول المشاركة لسد النفقات ما بعد 2014. ومن الوسائل المطروحة لخفض النفقات تقليص عدد القوات الأفغانية التي يتم تمويلها كليّاً من قبل الإسهامات الأجنبية، في هذا السياق أخبر الجنرال "جون آلان"، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، الكونجرس خلال الشهر الماضي بأن التقييمات العسكرية خلصت إلى إمكانية تقليص حجم القوات الأفغانية إلى الثلث بحلول 2017. وفي تعليقه أمام الصحافة قال وزير الدفاع الأفغاني إنه قد تم بالفعل الاتفاق على خفض القوات الأفغانية إلى حدود 230 ألفاً، معتبراً أن ذلك "نموذج نظري لأغراض التخطيط". ولكنه أضاف أن الرقم خاضع للمراجعة، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التحلي بالمرونة والتكيف مع الأوضاع في الميدان. وقال "وردك" إن هذا الرقم يستند إلى "فرضية تراجع خطر طالبان". ومن جانبه صرح وزير الداخلية، محمدي، أنه بحث مع المسؤولين الأميركيين الحاجة إلى معدات إضافية للشرطة، والمزيد من الجهود في مجال التدريب، وهو ما قال إن "بانيتا" تعهد به لسد جميع الثغرات مع اقتراب موعد الانسحاب. ومن الناحية الميدانية قتل ما لا يقل عن 18 بين رجل شرطة ومدني في هجمات متفرقة عمت أفغانستان يوم الثلاثاء الماضي، وذلك في موجة جديدة من العنف تتصادف مع بدء موسم القتال التقليدي في البلاد. وقد أودى هجوم انتحاري بحياة 11 شخصاً خلال وقت الذروة أثناء الصباح على الطريق المؤدية إلى المطار بمدينة هيرات الغربية، وذلك حسب ما أفاد قائد الشرطة "سيد آغا سقيب". وبعد ساعات على ذلك هزت ثلاثة تفجيرات انتحارية أخرى مركزاً للشرطة بولاية هلمند الجنوبية، وعلى إثرها لقي أربعة رجال شرطة مصرعهم. وقد تبنت حركة "طالبان" في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني مسؤوليتها عن الهجمات؛ هذا وتمثل اللقاءات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأفغان ونظرائهم الأميركيين بواشنطن الحلقة الثالثة ضمن سلسلة من الاجتماعات، حيث عبر وزيرا الدفاع والداخلية الأفغانيان عن شكرهما العميق للشعب الأميركي على استمرار وقوفه مع أفغانستان. وكان اللقاء قد أُجل عن موعده السابق في شهر فبراير الماضي للتباحث في وضع القوات الأميركية بعد الانسحاب ووضع الإطار القانوني لذلك بسبب الاحتجاجات التي اندلعت في أفغانستان على خلفية حرق جنود أميركيين عن غير قصد للمصحف الشريف، وهي الأحداث التي ترتب عنها سقوط ما بين 30 إلى40 قتيلاً أفغانيّاً، بالإضافة إلى مصرع جنديين أميركيين أُطلق عليهما الرصاص داخل وزارة الداخلية الأفغانية. وقال المسؤولون الأفغان الذين اجتمعوا مع نظرائهم في "البنتاجون" إنهم ناقشوا مسألة إطلاق النار على جنود أميركيين من قبل أفراد القوات الأفغانية، بالإضافة إلى حادثة قتل 17 مدنيّاً أفغانيّاً على يد جندي أميركي في الشهر الماضي. وعندما سئل وزير الدفاع الأفغاني عما إذا كان يتعين محاكمة الجندي الأميركي المسؤول عن القتل، حيث رُحل إلى أميركا للمثول أمام القضاء، أجاب بأن الاتفاقية التي تحدد وضع القوات الأميركية في أفغانستان تضمن لهم الحصانة. وفي سؤال آخر عما إذا كان الجنود الأميركيون سيتمتعون بنفس الحصانة في اتفاقية تمديد بقائهم رد "وردك" بأن الأمر متروك للمفاوضات. كارين ديونج أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©