الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«عندما تتنفس الصخور» إدانة مباشرة للحروب

«عندما تتنفس الصخور» إدانة مباشرة للحروب
17 نوفمبر 2009 00:22
ضمن عروض مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي يقام حاليا في ندوة الثقافة والعلوم في دبي، قدمت فرقة مسرح دبي الأهلي مساء أمس الأول عرضاً بعنوان “عندما تتنفس الصخور”، من تأليف عبدالله صالح وإخراج محمد عطية عبدالله، وقام بالتمثيل فيه مروان عبدالله بدور الجندي وحميد فارس حميد بدور المدني. العرض احتوى على الكثير من مقومات النجاح والإبهار، بدءا من النص في تنقله بين الحوار والبوح والتساؤلات، مرورا بالعمل الإخراجي الممسك بخيوط اللعبة، مروراً بالديكور الواقعي والبسيط تماما، وانتهاء بالتمثيل الراقي للفنانين اللذين كانا على درجة كبيرة من الإقناع. العرض الذي امتد ما يقارب الساعة كان باللغة الفصيحة وكان حافلا بالكثير، فابتداء تفتح الستارة على أصوات طائرات وقصف (حرب حقيقية) وبيت مدمر تماما، وأصوات استغاثة بين الأنقاض، وتبدأ الصور تتضح مع خروج شخصين، الجندي الجريح الذي يجر ساقه، والمدني المغطى بالغبار. يبدأ الجندي الحوار مع المدني الرافض لوجود الجندي، فينعته بالغازي والقاتل، بينما الجندي يحاول التقرب منه، فهو هارب من الحرب وكاره لها، وتتنوع الحوارات بين الصراخ والهدوء، ويغلب طابع الصراع على العلاقة بين شخصين وجدا نفسيهما وسط الخراب والدمار، فيتقاربان حينا ويتصارخان معظم الأحيان. المواطن المدني يحاول الهرب في نهاية العمل، رافضا العيش في مدينة محتلة ووسط الخراب، لكنه يلقى حتفه على سور المدينة، في مشهد من أكثر مشاهد العرض تأثيرا. وكما كتب المؤلف نصا متماسكا في رفضه للحرب من خلال رفض الشخصيتين لها، أبدع المخرج في تجسيد الحالة على الخشبة، بدءا من الديكور الواقعي، والمؤثرات الصوتية والضوئية التي اختارها لعرضه، حتى تحريك الممثلين في حركة تملأ خشبة العرض. واستخدم الممثلان طاقة كبيرة في أداء الدورين، أداء متغير بين الدرامي والفكاهي، لكن الحركة هي ما ميز أداءهما، فقد بدا الممثل مروان عبدالله مبدعا في تقديم شخصية الجندي الجريح المتناقض مع نفسه الذي يهرب من الحرب ويسعى ليعيش حياته، فأدى الدور بقدر كبير من الواقعية مع تنويع في الحركة والصوت. وإضافة للتمثيل أبرز مروان صوتا جميلا وهو يغني لفيروز (ع هدير البوسطة) ضمن مشهد هزلي سوداوي. ولم يكن أقل إبداعا وهو ينهي المسرحية بأغنية (يمة مويل الهوا). وكان تفاعل الممثل حميد فارس كبيرا وجيدا وفي أدائه ما حركة واستخدام للجسد وتعبيرات الوجه على نحو شديد الإقناع. عمل يدين الحرب أساسا، كما يدين التصخر الذي أصاب الذاكرة، لهذا فهو دعوة إلى التنفس كما تتنفس صخور الكاتب والمخرج
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©