الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدسة شيخة السويدي تروي حكايات من الماضي

عدسة شيخة السويدي تروي حكايات من الماضي
16 ابريل 2015 20:56
خولة علي (دبي) استحقت المصورة الفوتوغرافية شيخة السويدي لقب «أم المصورين»، فقد دخلت عالم الصورة منذ كانت في السابعة عشرة من عمرها، حيث كانت البيئة المحفز الأول لنمو موهبتها، واستطاعت السويدي أن تتعلم منها أبجديات فن التصوير، الذي يحتاج إلى الدقة والصبر، للحصول على صورة جيدة بآلة بسيطة التقنية، ما تطلب جهدا أكبر من المصور لتجاوز محدودية إمكانات الكاميرا والحصول على صورة أكثر دقة وجمالية. نص مرئي وجدت شيخة في فن التصوير متنفساً لها، فلم تبرح يدها الكاميرا، وهي تقبل على عتبة باب منزلها، لتخترق الأزقة القديمة، إلى البراحة لتسجل مشاهد وأحداثاً ووجوهاً رغبت في أن تدونها في ذاكرة التاريخ، لتشارك الأجيال مرحلة مهمة من بداية نشأة هذا الوطن. وكل صورة لها أثر خاص في قلبها، فهي تحمل نصاً مكتوباً وخزينة وفيرة من الذكريات، التي تحرك فيها الكثير من المواقف والأحداث التي طوتها السنون، وظلت حبيسة هذا الإطار تحمل تفاصيل غنية بالأفراح، ومنها ما تنزف ألماً وحزناً، ولا تخفي السويدي حنينها إلى الماضي وشخوصه الذين رحلوا فلم يبق منهم سوى الذكريات المؤطرة بإطار خشبي جميل معلق على الجدران أو محفوظ بين دفتي ألبوم مكونة مجموعة تستعيد من خلالها السويدي، أمسها الجميل ولحظات ترويها بكل دقة وهي تقلب صفحات الصور، كاشفة عن ملامح عقود الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، بوصفها توثيقا لحدث لتكون جزءاً من تاريخ وتراث وثقافة مجتمع. مدلولات تاريخية حول مدلولات الصور الفوتوغرافية الفنية التاريخية، تؤكد أنها تعد إرثاً للأجيال، يمكن أن يتعرف من خلالها على ملامح حقب زمنية ماضية، ومفرداتها التي ظلت حبيسة المتاحف والدور التراثية التي تتنفس الصعداء في المناسبات والاحتفالات التراثية، لتوصد الأبواب من جديد في وجه الماضي. وتضيف السويدي «لم أكف عن البحث عن مواضيع أحفظها في ذاكرة عدستي، فوجدت أن الحياة الاجتماعية البسيطة آنذاك فيها من المواقف التي قلما نشاهدها في هذا العصر، فالعلاقات الاجتماعية قديما تميزت بحميميتها، وكانت مادة دسمة للصور تصف علاقة الأهالي ببعضهم، وتروي معاناتهم في التغلب على واقعهم الصعب». وتقول: «صورت الفرجان التي كانت لا تهدأ من لهو ولعب الأولاد ومشاغبتهم، وتجمع الأهالي للتسامر والتباحث في شؤونهم، وشاركت عدستي أيضا في الأفراح لتوثيق طقوس الزواج قديما التي لم تكن حكرا فقط على المقربين، وإنما هي فرحة فريج بأكمله، فالكل يبادر ويساعد، في مشهد تضامن مجتمعي يعبر عن هوية مجتمع وثقافة بلد». وصورت السويدي مساكن العريش، التي احتضنت العوائل بكل حب، ودونتها بعدستها، لتسرد للأجيال أهمية الحفاظ على أوطانهم وثرواتها، التي بنيت على أكتاف الأوائل وحكمتهم. وعلى النقيض صورت ظاهرة احتراق المساكن التي تتداعى الواحدة تلو الأخرى في مشهد مؤلم. كما لم تغب عدستها عن المناطق والمواقع المهمة في دبي مسقط رأسها، فكانت الأبراج كمربعة أم الريول حاضرة في صورها، كما التقطت صوراً رسمية لشيوخ أثناء استقبال الوفود، وخلال بعض المناسبات. جهاز سحري تقول شيخة السويدي «كنت أرى الكاميرا جهازاً سحرياً يوقف الزمن، وكنت أتابع جيتا، الشاب الهندي، الذي يعمل في مكتب لخدمة المراكب، وهو يقلب أوراقاً تحمل صوراً، ولم أستطع أن أمنع نفسي من معرفة سر صناعة هذه الصور، فأراني جيتا الكاميرا، التي كثيراً ما استعرتها منه كي أروي ظمئي في التصوير، إلى أن استطعت أن اقتني واحدة، كي ألتقط لهم صوراً لكل ما حولي»، مشيرة إلى أنها طورت موهبتها بأسلوب التجربة والخطأ. جهاز سحري تقول شيخة السويدي «كنت أرى الكاميرا جهازاً سحرياً يوقف الزمن، وكنت أتابع جيتا، الشاب الهندي، الذي يعمل في مكتب لخدمة المراكب، وهو يقلب أوراقاً تحمل صوراً، ولم أستطع أن أمنع نفسي من معرفة سر صناعة هذه الصور، فأراني جيتا الكاميرا، التي كثيراً ما استعرتها منه كي أروي ظمئي في التصوير، إلى أن استطعت أن اقتني واحدة، كي ألتقط لهم صوراً لكل ما حولي»، مشيرة إلى أنها طورت موهبتها بأسلوب التجربة والخطأ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©