نساء يستعرضن مهاراتهن في الطبخ

أبوظبي (الاتحاد) الكثير من الفتيات وربات البيوت يحملن خبرة في تصوير الأطباق التي يقمن بإعدادها، سواء كلقطة فوتوغرافية أوتصوير بالفيديو، ما سهل لمتابعي مواقع التواصل الاجتماعي مشاهدة الطبق وتنفيذه من دون عناء البحث في كتب الطبخ. وجولة على تلك المواقع تظهر أعداداً هائلة من صور الأطباق الشهية، بدءاً من إعدادها إلى تنسيقها وتقديمها على طاولة الطعام، حتى أصبح الكثير منهن يتباهين بأطباقهن ليحصلن على أكبر كم من «اللايكات» وصارت الكلمة التي تقال قبل بدء تناول أي طعام في الكثير من البيوت اليوم: انتظر لحظة لكي أصور. تصوير يومي تقول ريم حميد، «أم لطفلين»: لا أجد غضاضة في تصوير أي طبق أمامي، سواء كنت في زيارة إلى بيت العائلة، أو تناول وجبة في إحدى المطاعم، مشيرة أن معظم الصور الموجودة في حسابها لأطباق شهية بلمساتها الفنية، وأصبح ذلك من الأمور الطبيعية التي يمكن ملاحظتها بشكل يومي ويزداد ذلك خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث تنظم بعض الفتيات مسابقة شبه يومية لاختيار الأطباق الفائزة، بناء على تلك الصور. هيفاء عبد الرحمن «طالبة جامعية» وجدت في الفيديو المصور للأطباق أفضل طريقة لعمل الكثير من الأطباق المنوعة لأفراد أسرتها، مبينة أنها استفادت من تلك الفيديوهات التي توضح طريقة ومقادير الطبق من الألف إلى الياء، والذي ينال في الغالب آلاف اللايكات من المتابعين من العنصر النسائي بالذات. توثيق شخصي «لحظة بصور» هي الكلمة الأولى التي تنطقها غالبية الفتيات حين يجدن طبقاً من الأكلات الشهية واللذيذة أمامهن، وتبين عبير عبد الوهاب (ربة منزل) أن انتشار وسائل التقنية الحديثة ساعد الفتيات على توثيق المجهود الشخصي الذي يبذلنه في إعداد أصناف الطعام، مشيرة إلى أن العديد منهن ينظرن إلى الأمر من باب التنافس الشريف في هذا المجال، لافتة إلى أن العديد من الجارات والصديقات يتسابقن على تصوير بعض الأطباق والحلويات ذات الشكل الغريب أو المُبتكرة التي يجدنها لدى بعض جاراتهن أو صديقاتهن أو قريباتهن أثناء زيارتهن لهن، لكي يستفدن من هذه الصور في إعداد هذه الأطباق داخل منازلهن. واعتبرت شيخة أحمد، موظفة حكومية أن هذه المُشاهدات من الأمور المنتشرة بين أوساط العديد من الفتيات، مضيفة أنهن يعتبرن ذلك نوعاً من التوثيق لأحداث يومية تبقى ذكراها الجميلة عالقة في أذهانهن لمُدة طويلة، مُوضحة أن ذكرى أطباق المُناسبات السنوية -تحديداً- جديرة بتوثيقها والاحتفاظ بصورها داخل الهاتف، وتوضح أنها تحصل على آلاف اللايكات لصور الحلويات خاصة عبر حسابها في الإنستجرام، فطريقة تصويره بشكل جميل هو ما يشجع المتابعين على زيادة اللايكات على الصور. مدح وثناء ورأت الموظفة سناء محمد أن بعض الفتيات لا يجدن من يقدم لهن الثناء على ما تعبن وتفنن في طبخه، فيلجأن لعرض ما أبدعن من أكلات وأفكار تخص مطابخهن أو منزلهن بشكل عام ونشرها بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجد الفتاة ما يشبع حاجتها للمدح والثناء، كما تفرح المرأة خاصة إذا تلقت سؤالاً عن طريقة إعداد أطباقها أو تنسيقها لسفرتها، مشيرة إلى أنها لجأت لوضع صور أطباقها على الانستجرام لتثبت لمتابعيها من الأهل والأصدقاء أنها قادرة على طبخ أي طبق مهما كانت صعوبته.